+ A
A -
أعـطت الشرائع القديمة وفي مقدمتها شريعة حمورابي أولى الشرائع، المرأة حقوقاً كانت قـد اغـتصبت.. ومن فلاسفة اليونان يظهـر أفلاطون في جمهوريته الخالدة ليعـطي المرأة حقها الكامل.. بل يحـبذ اشتراكها مع الـرجل في المجالات كافة وفي جميع الميادين.
وتبرز شهـيرات من النساء تسلمن السلـطة واستطعـن أن يثبتن مكانتهـن وأن يصعـدن درجات المجد متخطيات العـقـبات التي رسمتها الطبيعة لهـن.
ثم تهبط الديانات السماوية، ويأتي الإسلام، فـتبرز السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عـنها التي احتضنت الرسول الكريم صلى الله عـليه وسلم وفهمت رسالـته وكانت أولى المؤمنات، ثم ساعـدته مشجعة ومضحية فكانت بذلك مثالاً رائعاً للمرأة، ومن بعـدها كانت السيدة عائشة، ثم السيدة فاطمة الزهـراء والسيدة أسماء بنت الصديق رضي الله عـنهن وأرضاهـن جميعا، وغـيرهـن من النساء المسلمات.
وتستمر المرأة في المزيد من العـطاء جيلاً بعـد جيل مارة بانتكاسات لم تـزدها إلا قـوة وإصراراً عـلى تحمل الصعـاب وأداء دورها في المجتمع بكل إخلاص جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل.. فها هي المرأة القـطرية تواصل مسيرة العـطاء بخطى واثقة وثابتة بعـد أن نالت كامل حقوقها غـير منقـوصة، فقد تبوأت مراكز قـيادية كثيرة كما أثبتت كفاءتها ومقدرتها ونالت ثقة المسؤولين عـنها، وهي لا تألو جهدا في إثبات وجودها وفاعـلـيتها في كل المواقع الـتي تحـتـلها.
إن المرأة مع ما فـيها من الاختلافات البينة عـن الـرجل لا تمنعها من ممارسة الكـثير من الأعـمال وإتـقانها وأدائها كما يـؤديها الـرجل تماما، بل إنها وبشهادة الـرجل نفسه أثبتت تفوقها عـليه في أكـثر من مجال، عـلى أن يحدد هـذا العمل بما ينسجم مع قابليتها وطاقاتها الـبدنية والجسمية كي تستغـل تلك الطاقات عـلى أحسن وجه وأجمل صورة.
والمرأة بما تحمل من عاطفة رقـيقة وحنان بالغ يجعـلها في أكثر الأحيان تنجح في الـنواحي الاجتماعـية، وفي حقل الخـدمات الاجتماعـية بالذات، لأن في هـذا إرضاء لجانب من جوانب نفسيتها الإيجابية، وثمة جانب آخـر ينبعـث من رقة المرأة مما يجعـلها أكـثـر قـوة من الـرجل تمكـنها من التغـلب عـلى الصعاب ويقوي مكانتها الطبيعـية في الحياة.
وعـلم النفس الحديث يقـر بحقـيقة أخـرى وهي أن ضعـف الإنسان في ناحية ما يدفعه إلى التعـويض بالقـيام بأعـمال عـظيمة وبدأب وشغـف لإحـراز بعـض التقدم والانتصار، وقـد لوحظ أن المرأة عـندما تـتاح لها الفـرصة كاملة تستطيع أن تقدم الكثير لأنها تسير حينئذ في خطها الطبيعي، كما أن العلم الحديث توصل إلى أن الذكاء كـقـدرة طبيعـية وعـوامل وراثية متساوٍ بين الرجال والنساء، وإن ما نجد من فـروق فـردية إنما مبعـثها البيئة والبيئة الاجـتماعـية بوجه خاص، فإذا هـيأنا ظروفاً طبيعـية وموزونة وعادلة لكلا الجنسين نستطيع أن نلمس في المرأة ما في الرجل عـلى حد سواء.

بقلم : سلطان بن محمد
copy short url   نسخ
24/01/2018
2972