+ A
A -
هناك بعض الأعمال الفنية تمثل أهمية كبرى لما لها من رمزية وعمق تاريخي فعَال، ولا يمكن لأي كيان سواء كان دولة أو مؤسسة ربحية أو غير ربحية أن تتذوق وتقدِر الإبداع الفني إلا من خلال إيمان وعقيدة راسخة بدور الفن في وتأثيره على القلوب والعقول. هذا ما تؤمن به مؤسسة الدوحة للأفلام وتصرح بها كرسالة قامت على أركانها المؤسسة، فهي تشير دوماً إلى أن «الأفلام هي الحياة».
ومن هنا تأتي رغبة مؤسسة الدوحة للأفلام في تحقيق رسالتها محلياً وإقليمياً وعالمياً، وقد ظهر ذلك جلياً في مشاركة المؤسسة في تمويل فيلم فينسنت المحبوب أو «LOVING VINCENT» لما له من أهمية تاريخية تنبثق من توثيق السنوات الأخيرة في حياة فنان قلما تجد فنان في التاريخ الحديث ينال مكانته وهو الرسام الهولندي فينسنت فان جوخ. وأهمية هذا الفنان لم تأتي من فراغ حيث أن جماعة الفنانين وأخص بالذكر هنا الرسامين فهم أكثر فئة قد تقدر وتعرف قيمة صناعة أكثر من 2100 عمل فني في 10 سنوات، فهو إنتاج غزير لا يمكن لأي فنان عادي أن يحققه خلال هذه الفترة الوجيزة، لا سيما وأن أعماله تتميز بجودة وتقنية ومهنية وإبداع وموهبة جديرة بالاحترام والإعجاب والتقدير. ومما يجعل الفيلم أيضاً أرشيف كامل يمكن الاحتفاظ به كعمل فني من الصعب أن يتكرر هو أن الفيلم يتكون من 65000 لوحة زيتية كل واحدةٍ منها تحمل توقيع مقلَد للفنان فان جوخ، مما يجعله أيضاً الأول من نوعه.
وتعليقًا على الشراكة التي دخلت فيها مؤسسة الدوحة للأفلام لتمويل إنتاج هذا الفيلم صرحت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني(رئيس مؤسسة الدوحة للأفلام وهيئة متاحف قطر) بأن «الفيلم هو وسيلة مهمة جداً للتعبير الإبداعي والثقافي، في سردها وجوانبها البصرية ما يجعلها شكلاً فريداً من أشكال الفن الذي يلعب دوراً حاسماً في المجتمعات في جميع أنحاء العالم. والأفلام تلهم الناس وتجمعهم، فهي أكثر بكثير من مجرد ظاهرة ثقافية».
وأضافت الشيخة المياسة «نحن سعداء بشكل خاص لدعم لوفينغ فنسنت، وهو فيلم فريد من نوعه حقاً من حيث النوع والمحتوى والنهج والحرفية. فهو يضيف للحياة قصة عميقة وملهمة لأحد فناني الفنون الجميلة في العالم وهو فنسنت فان جوخ، فيحتفل الفيلم بحياته وأعماله. وفي معهد الدوحة السينمائي، نعمل بنشاط على استكشاف فرص الشراكة مع هذه المشاريع الطموحة التي تدفع حدود صناعة الأفلام. ولكونه يجمع بين الفن والسينما، فإن فيلم لوفينغ فنسنت سيكون بمثابة مصدر إلهام لصانعي الأفلام والفنانين على حد سواء.
وبناء على تصريح الشيخة المياسة نحن فناني دولة قطر ومحبي ومتذوقي الفن نتمنى أن تتكرر هذه التجربة لإثراء الحياة الثقافية والفنية. والفيلم من إخراج دوروتا كوبييلا وهيو ويلتشمن وسيناريو دوروتا كوبييلا وهيو ويلتشمن وطاقم التمثيل يتكون من (دوغلاس بوث - روبيرت غولاكزك - إليانور توملنسن - سيرشه رونان - جيروم فلن - كريس أوداود - دجون سيشنز - أيدان تورنر).
بقلم:ريم العبيدلي
copy short url   نسخ
28/01/2018
3267