+ A
A -
الحروب المشتعلة في الشرق الاوسط بدأت تشعل سباقا للتسلح لتزود كل دولة من الدول الكبرى ترسانتها بما يردع السلاح المتفوق الذي انتجه آخرون، فمثلا نقلت صحيفة بريطانية عن كلمة لرئيس هيئة الأركان العامة في الجيش البريطاني قوله إن جيش بلاده يتخلف عن الجيش الروسي ولا قدرة له على صد صواريخه المجنحة التي استخدمت بنجاح في سوريا، قاصدا بذلك صواريخ «كاليبر» الروسية، وأن موسكو نجحت في السنوات الأخيرة في استعراض إمكانياتها العسكرية، التي يصعب على بريطانيا مجاراتها، لانها اضطرت إلى تخفيض نفقاتها على التطوير التسليحي، بل وقالت صحيفة أميركية إن لدى روسيا نظام دفاع جوي لا مثيل له في العالم.
الأميركيون، على العكس من البريطانيين، التزموا موقفا مختلفا، اذ لا مجال، لتأجيل النزول إلى مضمار السباق التسليحي، فوصف البنتاغون قبل ايام حينما اعلن استراتيجيته الجديدة التنافس مع روسيا والصين بالأولوية المبدئية، وطالب بالمزيد من تمويل التصدي الاستراتيجي لهذين البلدين، حيث يعتقد البنتاغون أن موسكو وبكين تمثلان تهديدا لأمن وازدهار أميركا.
ومن ثم فإن ما يحدث حاليا من اشتعال لسباق التسلح الدولي، هو ان العالم على موعد مع اجيال جديدة من الأسلحة الخطيرة والشديدة الذكاء وذات القدرة التدميرية الهائلة، حتى لا يتمتع الروس طويلا بما اظهروه من أسلحة خطيرة خلال الحروب في سوريا.
سباق التسلح الأميركي الروسي لا يعني ان الكبار الآخرين في مقاعد المتفرجين، بل ان الصينيين والالمان والفرنسيين وغيرهم شرعوا ايضا في النزول إلى الحلبة، على الاقل للدفاع عن حصتهم في سوق السلاح الدولي الذي يدر عليهم المليارات، ولا يمكنهم تركه لبضاعة المنافسين، ولكن آفة ما يحدث من تنافس، ان الكبار لابد لهم من بيع ما في حوزتهم من أسلحة تجاوزها التطور، ولكي يتم البيع لابد من اشعال حروب لتسويغ الترويج في هذا السوق الخطير الذي تؤرق بضاعته المدمرة كل العالم.
بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
29/01/2018
1847