+ A
A -
ثمة نهج آخر ومسلك مختلف تخطوهما الأزمة الخليجية، وهو امر مؤسف للغاية، وقطر ليست مسؤولة عنه بالطبع بل هي ضحيته، او بالاحرى ضحية دول الحصار التي تتبع سياسة متهورة ابقت الازمة تراوح مكانها.
مثل هذا الاستنتاج حقيقة تفرض نفسها لتشكل سابقة في العلاقات الاقليمية والدولية سببها اكاذيب يتم تسويقها وبروباغندا زُرعت في وسائل اعلامية، لكنه لا يمس صورة قطر الناصعة والشفافة التي يدركها العالم.
قد يبدو هذا المشهد لوهلة، من نسج الخيال، لكنه امر قائم بالفعل، ومن الادلة على ذلك، مثال ساقه وزير الخارجية سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في حديث لبرنامج »من واشنطن« الذي تبثه قناة الجزيرة، حول شركة مسجلة لدى وزارة الثقافة الاميركية المتعاقدة مع دولة الامارات لبث الاكاذيب في وسائل التواصل، زاعمة ان قطر دولة داعمة للارهاب.
ما يجب التأكيد عليه في مثل هذه الحالة الفريدة، انه لا حل يتحقق إذا كان الطرف الآخر يكابر وينكر خطأ افعاله. وكما قال وزير الخارجية فإنه لا يمكن تسوية ازمة ينكر احد أطرافها وجودها.
غير ان المطمئن، ان دولة قطر تحسب حساب السيناريوهات المحتملة، كما ان الولايات المتحدة دولة مؤسسات، وهذه المؤسسات كما شرح الوزير باقية، مضيفا ان اميركا دولة تحترم اتفاقاتها ما يجعل الدوحة ترى في شراكتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة شراكة واعدة، وأن هناك فرصا كثيرة تتحقق من هذه الشراكة الممتدة منذ نصف قرن، ومن خلال سياسة استثمارية قطرية تساهم في توظيف خمسة ملايين اميركي في بلدهم.
ولكن من الطبيعي ان نشعر باستياء فيما يخص الازمة الخليجية التي تؤثر على كل مواطن خليجي، نظرا لما يحدث من اعتداءات على قطر من قبل دول الحصار. وفسر الشيخ محمد بن عبدالرحمن ذلك بالقول إن عدم قبول الاطراف التي اساءت الى قطر، بالحوار والاستمرار بالاعتداء في ظل الزعم بوجود رغبة لدى »الأربع« بالتفاوض، جعل الازمة جامدة بلا حراك.
ورغم ان واشنطن تعلن منذ البداية رغبتها بمجلس خليجي موحد، فمن الواضح ان دول الحصار ماضية في دربها وما يسببه من خسارة للجميع، فيما يواصل القطريون تعزيز شراكاتهم مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول.
وواضح ايضا ان الشعب القطري وقف موحدا امام من يستهدفون سيادته، وأن القيادة قررت منذ بداية الازمة الصمود والمضي قدما دون اي تفريط، وهو موقف تساعد في ترسيخه دول اخرى قوية ردا على تآمر دول الحصار.
من المحزن ان تؤدي تلك التصرفات المتهورة لدول الحصار، الى وقف التعاون الجماعي، او البحث عن حلول لليمن وسوريا والعراق وقضايا الخلاف مع ايران، ما يضعف مجلس التعاون الذي اسسه الآباء عام 1981.
وكان لافتا وسط هذه الاجواء المتوترة ان المنطقة تفتقر الى سياسة واعية يلتقي حولها الجميع لتحقيق مصالح شعوب المنطقة واستقرارها، غير ان دول الحصار تقودنا في الاتجاه المخالف، وهو ما نلمسه ونعترف به مع الأسف الشديد.

بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
05/02/2018
2951