+ A
A -
«التهمة» أحد أكثر الوسائل انتشارًا على سبيل الإقناع، بمعنى حشر المحاوَر في زاوية ضيقة، وإلقاء التهم- المباشرة أو الضمنية- عليه تباعًا.. حتى تلك التهم الصغيرة التي نعتقد أنها ستنقذ الموقف.. كأن نقول: «لولا أنك جبان لأجبت عن هذا السؤال».. في الأحوال العادية يأنف أحدنا أن يوضع موضع تهمة، فماذا عنه في حالة ممانعة؟ بالتأكيد سيؤول الأمر في أسوأ الأحوال إلى العناد وتردي الموقف.. والنفور في أفضلها.
«الاستهجان والسخرية» هذا ما أسميها سمّ الحوارات.. سمّ نافذ وحاسم.. إن تلك الأوقات الحرجة التي نحتاج فيها لأعلى درجات الجدية والمسؤولية قد تقودها السخرية لنهايتها، وغالباً نهاية لا ترضي أحد.. البعض يبرر لنفسه استباحة كرامة الآخر، إهانته وتصغيره، بحجة «الكوميديا السوداء.. الأسلوب الأميركي لكسر العادات والتابوهات.. إلا أنه ينسى أو يتناسى أو يسيء الفهم أنه حتى الكوميديا السوداء هناك حدود بين أن تكون العادة أو الاعتقاد المراد تغييرها محل السخرية، أو الذات.. حتى تتحول النكتة الدائرة شخصنة فاضحة تعيق الأمر برمته عن التغيير الإيجابي.
«التشكيك في الذكاء أو العلم».. إنها محاولة دنيئة لتضعيف الثقة بالذات، كي يتمكنون من حقن الشخص بأي أمر أو معلومة.. إن أهم ما يمكنه أن يقودك للتغيير واتخاذ القرارات هو التفكير. وهم يحاولون تفتيت تلك الإرادة. إرادة التفكير والقرار.. إن أي محاولة للإقناع باستخدام تلك الوسيلة قد تؤتي نتائجها مع الصغار والأقل علما وثقة بذواتهم. الصغار يصدقون أحكام الكبار عليهم ويعتبرونها مرآة صادقة.. وربما يكبرون في العمر دون أن تنضج صورهم الحقيقية عن الذات.. البعض منهم تتضح لديهم الرؤية مع التقدم في السن. في رواية «أحدب نوتردام» لفيكتورهوجو، تمكن القس من بسط شباكه على الأحدب والسيطرة عليه من خلال تضعيف ثقته بذاته، كان يخبره بأنه قبيح ولا أحد سوف يراه من الداخل كإنسان مكتمل الإنسانية. بهذه الطريقة يسيطرون على الآخرين.. يخبرونهم أنهم أقل فهما، دراية، خبره، أو عقولا.. إن هؤلاء من سوف يكرهونك لو وفقهم الله لفهم الحقيقة، واستعادوا ثقتهم بعقولهم وإرادتهم الذاتية. وسيكونون لك ألد الخصام.
بقلم : كوثر الأربش
copy short url   نسخ
26/05/2016
4086