+ A
A -
حقيقة اليوم رسالتي هي أن السياسة الخليجية إلى أين أو من يدعون الانتماء لنا كخليجيين ومن عبثوا بسياستنا الخليجية التي كانت واضحة كالشمس فهي ليست بسياسة دولة بل أوطان كالجسد الواحد.
والآن أصبحنا لا نعرف هل مازالت المنظومة قائمة أم انتهت ورحلت مع عواصف الغبار وقضى عليها الدهر؟
هل سنقول أيادي خفية تطارد السياسة في الخليج أم أن بعضا منا شوهها..؟ فهل من الممكن عندما تحاول بعض الدول دون ذكرها، فهي معروفة ولا أرغب بكتابة أسمائهم، أن تبعد الناس بكل توجهاتهم عن المجال الحيوي للسياسة، ومحاولة تنفير الناس من السياسة وإحالة الجميع إلى اللا منتمي، ومحاولة ترك الفضاء السياسي لرؤوس معدودة، في الكثير من الأحيان أساءت بشناعة للسياسة، على مهمة الكذب على الناس وعقول الناس وتغيب الحقائق وتدليسها، فهي سياسة ضد الدين واللغة والأخلاق والعرف.
اليوم العديد من أولئك المثقفين والمتنورين الذين أبعدتهم الظروف والأقدار عن الحقل الثقافي بسبب غياب الواقع والحقيقة، وكل ما هو ثقافي مادي ومعنوي أصبح مجالا للشك، مما ترك السياسة دون تنظير، دون مناقشة ودون تحليل، وهكذا اصبحت السياسة لمن لا شغل له ولا حرفة له ولا موهبة ولا فن له. أبعدت السياسة عندنا كل مبدع، كل صاحب فكر، وقربت منها أصحاب المال، وأشباه المثقفين وأنصاف المتعلمين.
وإذا كانت السياسة مدرسة مفتوحة دون جدار وبلا عرف وبلا أخلاقيات، وكانت سبيلا للمهاترات الفضائية، ولعبة بيد أطفال يدعون المناصب السياسية بدولهم حقا نقول على الرسالة السامية للسياسة السلام!!! وإذا كانت الثقافة أكسير العامة اليومي، إذ لا يعيش المرء بالخبز وحده، وإنما حين تكون الحرية والمساواة ضمن لعبة السياسة عميقة الجذور، خبز الفقراء وترف الأغنياء، فالسياسة والعلم، الحقيقة والمعرفة لا تتجزآن ولا تعرفان طريقا سوى اجتماعها معرفة وثقافة وعلم ودراية.
أقول لا وجود للسياسة دون ثقافة ولا ثقافة دون سياسة، وعلمتنا جل الحضارات والثقافات الأدبية والفنية في مجرى ما قبل التاريخ وفي مجرى التاريخ، كانت المذاهب والمدارس الأدبية والفنية مقرونة ومتزامنة ومرافقة للتيار وللمذهب وللمدرسة السياسية من عهد أثينا القديم أين كان الحزب الديمقراطي والجمهور والأثر الكلاسيكي الأرسطي متلازمين وايضا اين كانت السريالية والحزب الشيوعي أيضا.
إذن من يحاول فصل الأدب والثقافة والفن عن السياسة، كمن يحاول ان يفصل الدين عن الدولة بلا طائل، حتى وان فعل. من يحاول ان يفصل الثقافة عن السياسة كمن يريد اصطياد عصفورين وأسرهما معا في قفص واحد.
همسة أخيرة.. فالثقافة انعكاس للسياسة والسياسة فن لمن يتقنه ويترجمه معرفة وحقائق وواقع ملموس يتقبله الملتقي والشخص العادي ويفهم من أي شخص عادي أي مثقف غني أم فقير...
تماما كما أنقذت حتى القرن الثامن عشر الثقافة الإعلام يوم كانت الناس لا تقرأ الصحف ولا تستمع للإذاعة وللتليفزيون إلا إذا احتوت شيئا من الأدب والثقافة والفن.. واليوم نرى العكس الإعلام يتنكر للجميل إلا من رحم ربي والسياسة أصبحت تقاذف للكلام الجارح ولتبادل الاتهامات وللتفريق بين الدول ولنشر النزاعات والطائفية والتدخل بالأعراض والخصوصية إلا من رحم ربي.. فلهؤلاء نقول كفوا ألسنتكم وكفوا سياستكم عنا فنحن شعب مثقف واع وراق نحن ومن معنا جميعا أصبحنا نعتبر سياستكم مصيرها فقط سلة المهملات.. هذه رسالة للدول المعروفة بالسياسة التي قاموس السياسة نفسه استعر منهم كسياسيين.
بقلم:إيمان عبدالعزيز آل إسحاق
copy short url   نسخ
07/02/2018
2999