+ A
A -


لدقائق وقبل كتابتي لسطور هذا المقال كان هناك مناد يحثني على البحث في عالم الانترنت عن بدايات اليوم الرياضي للدولة، والذي صدر بشأنه مرسوم أميري في ديسمبر من العام 2011 باعتماد يوم الثلاثاء الثاني من شهر فبراير من كل عام يوما رياضيا سنويا، في بادرة غير مسبوقة لترسيخ رؤية قطر 2030، وتكريس مفاهيم الرياضة المجتمعية من خلال توسيع قاعدة المشاركة الشعبية في الأنشطة الرياضية المختلفة، وخلال بحثي لم يفتني الاطلاع على مواقع التواصل النشطة فيما يتعلق بنشر مختلف الفعاليات، بما فيها الرياضية تحديدا، ولعل ما لفت انتباهي مجموع الفعاليات المتعلقة بهذا اليوم، وتنوعها وتوافرها في جهات عديدة، تُسهل على الجميع الوصول لها والاشتراك فيها ناهيك ان اليوم الرياضي هو عطلة رسمية تتيح للجميع الاستفادة من المرافق الرياضية والاستمتاع بالفعاليات المنظمة للكبار والصغار، بل ولمن ليس لديه تاريخ في ممارسة الرياضة، ولعل هذا اليوم فرصة لهذه الفئة للبدء في اعتبار الرياضة جزءا من روتين حياتها.
هذا ويعكس احتفال الدولة باليوم الرياضي تلك الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في تشجيع الرياضة وتحقيق الوعي بأهميتها ودورها في حياة الأفراد والمجتمع، حيث تخدم الفعاليات الرياضية التي تقام في هذا اليوم أهداف الاستراتيجية الوطنية للصحة، والتي خصّصت هدفها الثالث للصحة الوقائية، كما تنسجم مع رؤية قطر الوطنية 2030 وتجعل الرياضة جزءا مهما في حياة كل إنسان يعيش على أرض قطر، سواء من المواطنين أو المقيمين، إذ الهدف من تخصيص هذا اليوم هو تحويل الرياضة إلى منهج حياة، وأن يكون دافعاً على ممارستها يوميًا وليس مجرد هواية أو نشاط محدّد بيوم أو ساعات محدّدة، خاصة وأن الرياضة تعزّز الترابط بين مختلف شرائح المجتمع.
هذا وتأتي مشاركة سموه حفظه الله في فعاليات واحتفالات البلاد باليوم الرياضي مع جموع الشعب مليئة بالدلالات والمعاني، التي قلما نجدها في مجتمع آخر، وأبرزها أنها تجسد النسيج الوطني المتين الذي يعكسه الالتفاف الوطني بين القيادة والشعب، كما حملت مشاركة سموه في اليوم الرياضي للدولة رسائل عميقة تتخطى في معانيها ومدلولاتها الحدث الرياضي إلى علاقة القيادة الحكيمة بشعبها الوفي، التي تقدم القدوة الحسنة لهم في مناسبة تاريخية عزيزة.
ولا يمكن ألا نذكر ان اهتمام قطر بالرياضة هو العنوان الأبرز في مسيرة التنمية والنهضة التي يقودها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حيث تعد الاستثمار السليم في الأجيال، والنظرة المستقبلية الواثقة للتنمية البشرية، وإحدى الركائز الأربع لرؤية قطر الوطنية 2030، لذلك أدركت قطر منذ وقت مبكر المفهوم العلمي للرياضة باعتبارها صناعة إنسانية واجتماعية واقتصادية وسياحية، ونمواً وصحة مستدامة، وتهذيباً للنفس، وليس فقط ملعباً للتنافس، وتمكنت من إقناع العالم بأسره باستضافة أهم الأحداث الرياضية العالمية وفي مقدمتها مونديال 2022 وغيره من الفعاليات الرياضية، التي بهرت بتنظيمها العالم،
كما ويؤكد حجم تفاعل الجميع من مواطنين ومقيمين، وحرصهم على المشاركة في اليوم الرياضي للدولة، الرؤية الثاقبة للقيادة الحكيمة التي عودتنا دائما البحث عن الجديد الذي يؤدي إلى مزيد من التطور ويكشف عن حرص واهتمام القيادة الحكيمة ببناء حياة صحية للإنسان القطري، ولمن يعيش على أرض قطر لتأسيس أسلوب حياة مختلف للمواطنين والمقيمين بحيث تصبح الرياضة جزءاً أساسياً من حياة كل من يعيش على أرض قطر، لما لها من جوانب إيجابية، نفسية وصحية واجتماعية، تعود بالفائدة على الفرد والمجتمع.
فهل من العجب أن نرى قائداً يشارك أبناء شعبه أفراحهم وأتراحهم ويمارس وإياهم الأنشطة، ويحضر الفعاليات ليصبح القائد الذي أبهر العالم بحكمته وتواضعه، ليكون بذلك قدوة لجيل كامل ينظر له بمنظار الهيبة والاحترام.. وكيف لا وهو القائد الذي يقول ويفعل، القائد الذي اعتز بشعبه فبادله الشعب اعتزازاً باعتزاز، والراعي الذي يراعي الله في رعيته فبادلته القلوب ولاءً لا تصفه الكلمات، إذن نحن على موعد مع الثلاثاء الثاني من فبراير بعد أيام وعلى موعد مع المجد الحاضر في سموه وللعلا يا موطني.
بقلم : ابتسام الحبيل
copy short url   نسخ
10/02/2018
2868