+ A
A -
اليوم، تقف الأمة على أطلال أمجادها- كعادتها الجاهلية- «وتبكي ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين بغداد ودمشق فالقدس فصنعاء لم يعف رسمها»! يحق لها ولعينها أن تبكي شعوبا مفرّقة وللسانها أن يرثي أراضي ممزّقة، ولكنها لا تجد من الأعين ما يكفي لذرف اللازم من الدموع ولا لكلماتها الفصيح من الألسن للتعبير عن حجم مصابها.
اليوم ليس ككل الأيام، فنحن الذين كنا قد ابتلينا بمصيبة الكيان الصهيوني، واعتقدناها أم المصائب، أصبحنا اليوم مع سخرية تبدّل الأحوال وسوء المنقلب إنها أصبحت إحدى مشاكلنا العالقة، والحمد لله من قبل ومن بعد.
ها نحن نقف بين كيانات ممسوخة تعيث فساداً في عواصمنا الطاهرة من أقصى شمال بغداد الرشيد إلى أدنى جنوب جنة عدن، وفي ذلك ما يدعو للتأمل والعبرة.
كيف أصبحت الأمة في موضع من الضعف لدرجة أن دفع الظلم عنها يضعك في خانة دعم الإرهاب أو الطائفية في أفضل الأحوال؟! فكل المعارك التي تشنها علينا قوى الظلام والضلال في كل هذه المدن المغدورة تشتعل باسم محاربة الإرهاب، رغم أن وجهها الطائفي يصعّر خده أمام مرأى كل ذي قلبٍ سليم.
أقول..
تناقضات الشرق الأوسط صارت
على حساب خيولنا المسروجة
نبكي على حمص القديمة وادلب
ولاّ على الأنبار والفلوجة
ما كنت أظن أحيا إلا أن أشهد
زمن: أسوده تنحني لعلوجه!
والله المستعان.
بقلم : صلاح العرجاني
copy short url   نسخ
27/05/2016
4669