+ A
A -
كثيرة هي التحديات، والأزمات التي تواجهنا كبشر في الحياة الدنيا، ولنا أدواتنا التي نستبيح بها الحياة، ولعل نصف الأدوات يكمن في أجسادنا، وأي أدوات لا تحتاج إلى عناية، وتعهد خاص حتى تستمر في تأدية واجباتها، وبكفاءة!.
في السابق قبل اختراع وسائل المواصلات الحديثة، وأجهزة الرفاهية كانت الأجساد البشرية تعمل، وتتحرك فتقوى بتلقائية لا يحتاج معها إلى مراكز رياضية أو برامج معينة لفعل ذلك، وكان الناس يسيرون على أقدامهم لمسافات طويلة...لا يحتاجون إلى أجهزة سير، أو ممشى لفعل ذلك في وقت محدد مثلما يحدث معنا، وحيث لا عمر محدد يتقاعد فيه الإنسان عن العمل، أو يستسلم طوعاً للعجز، والضعف كما يفعل الكثيرون عندنا، وحيث أصبح ذلك المنهج ثقافة متوارثة كما يبدو.
لسنوات ماضية كنت أعتقد الثقافة ذاتها حتى شاهدت فيلماً وثائقيا لرجل صيني في الثمانين من عمره يعمل عارض أزياء بجسد ممشوق، وعضلات قوية...تصوروا في الثمانين من عمره ويمارس كل أنواع الرياضات حتى السباحة، وحمل الأثقال وقد بدأ ممارسة الرياضة في عمر 56، ولم يكن فقط هو المثال الوحيد حتى رأيت امرأة في التسعين تقف على يديها بينما تمتد ساقيها في الهواء... الأمثلة التي تثبت القدرات الكبيرة للجسد البشري تماما كالعقل البشري الذي أثبت بالعلم، والتجربة أنه قادر على العطاء، والتطور مع التقدم في العمر مادام الإنسان يسعى لذلك.
في الدول الفقيرة التي يضطر فيها الإنسان للعمل حتى عمر متقدم بدون وسائل راحة، ومواصلات لولا سوء التغذية، وتعثر الحصول على العناية الطبية لأمراض التقدم في العمر لرأينا الكثير من هذه النماذج، وفي القرون الساحقة كان البشر يعيشون مئات الأعوام فهل تعتقدون أنهم يصلون إلى الثمانين وهم كالسكراب كما يحدث عندنا؟.
لنعترف أنه الجهل والإهمال، والكسل أمام كل وسائل الرفاهية، والراحة التي نعيشها حتى أصبحت الحركة بالنسبة للبعض عملية مملة مؤلمة، ومما زاد الطين بلة سيطرت أجهزة الاتصال، والتواصل الحديثة على حياتنا حتى أصبحت الملح، والحلوى، وأصبح الإنسان لدينا مترهلا من الطفولة، إنها كارثة لو تأملنا... كارثة أن يترهل الأولاد والبنات الصغار.
اليوم الرياضي بمثابة التذكير، ومحاولة التأصيل لهدم هذه الثقافة السلبية...إن تعاملنا مع هذا الحدث بهذا الوعي، وفرصة لكي يجعل منه المتأخرون عن الثورة الرياضية بداية في حياتهم نحو القوة والصحة البدنية، مع رفض كل الأعذار والمبررات التي تمنع من ممارسة الرياضة، والتوقف عن اعتبار التذكير، والمطالبة بممارسة الرياضة وكأنها تهمة....لا حاجة ماسة يحتاجها الإنسان ليحيا حياة طبيعية، خالية من منغصات الأمراض، والآلام، خاصة أن المصادر المرئية التي تعلمنا كيفية ممارسات أنواع لا حصر لها من التمارين الرياضية، ولأوقات قد لا تتعدى الدقائق المعدودة باتت بعشرات الملايين نستطيع مشاهدتها، أو تحميلها بكل بساطة في جهاز الهاتف المتنقل خاصتنا. بمعنى أنه ما عاد يمنعنا عن ذلك سوى ترهلنا الفكري، والرفاهية المفرطة، أو بقايا تلك الثقافة السقيمة العالقة في ذاكرتنا.
فقط مارسوا الرياضة بانتظام واكتشفوا كيف ستنطلق الحياة بكم.
بقلم : مها محمد
copy short url   نسخ
13/02/2018
2452