+ A
A -
إذا كانت اسرائيل تتهم ايران وسوريا باللعب في النار، ما الذي تلعب فيه هي ذاتها باعتبارها سيد التآمر والإرهاب بكل اصنافهما؟
وفي حساب المعادلات العسكرية، لا يعتبر فقدان دولة العدو اول طائرة «إف - 16» منذ ثلاثين عاما بصاروخ سوري، شيئا يذكر في جدول الربح والخسارة ما دامت تلك الدولة السارقة المارقة تملك مائتي طائرة من هذا النوع (الجيل الرابع) ومئات اخرى من اجيال سابقة ولاحقة، فإن المهم ان حصانة ما، قد انهارت في تلك المنطقة المتفجرة، جراء تدمير الإف - 16.
لا يهمنا كثيرا إن كان صاروخ «سام 2» او خمسة او سبعة قد اسقط الطائرة، او ان يكون جندي روسي هو الذي فعل ذلك كما قال ضابط اسرائيلي كبير لمحطة «سي. إن. إن»، ولكن ما يهمنا هو ان مثل هذا الحدث قد يسهم في انهيار الوضع وتدهوره الى حد اندلاع حرب اقليمية.
على كل حال، لن تتنازل ايران طوعا عن مصالحها في سوريا ولبنان. اما اسرائيل فلا تقبل ان تنمو قوة طهران هناك، وما يعنيه ذلك من تداعيات مقلقة، بما في ذلك فقدان اسرائيل السيادة المطلقة على الاجواء.
نعلم جميعنا ان المطار الذي انطلق منه الصاروخ القاتل يقيم فيه عسكريون روس قد يتأذّون عن غير قصد، وهو ما يشكل كابوسا دائما لنتانياهو الذي يحرص على عدم اغضاب «القيصر».
كما يعلم الخبراء والمحللون، أن إيران قادرة اليوم على اختراق الحدود الاسرائيلية واستهداف مواقع في العمق، ما يشكل مسا بحصانة الدولة العبرية. ولما كانت الكلمة في دمشق ليست لبشار وإنما للطهران، فإن اسرائيل تحملها مسؤولية ما حدث لطائراتها. غير ان ما يغيظ رئيس الحكومة الاسرائيلي ان تحذيره من نمو الوجود العسكري الايراني في سوريا لا يهم احدا داخلها او خارجها!
وما يعقد الموقف استمرار حملة «غصن الزيتون» التركية لتطهير شمال سوريا من الارهاب الكردي في عفرين، وخروج آلاف السوريين والاتراك الى شوارع اسطنبول للتنديد بالهجمات الوحشية على إدلب والغوطة الشرقية مما ادى الى قتل عشرات المدنيين، على يد موسكو ودمشق.
ويبقى التعامل الاميركي المتردد مع الاتفاق النووي الايراني دليلا على عجز واشنطن ، غير ان المحسوس الآن ان اي حوار حول إيران لا يخلو من التلويح بتزايد تأثيرها وكذلك جاهزيتها للتفاوض حول اصعب الامور وأدقها، والتهديد في ذات الوقت بتسريع التخصيب والاقتراب اكثر من نقطة اللاعودة، على حد توصيف الغرب، لصنع قنبلة نووية في ايران، اذا تغيّر حرف واحد في الاتفاق النووي!
بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
14/02/2018
2575