+ A
A -
في السادس عشر من مارس العام الماضي 2015، نقلت صحيفة «هاآريتس» عن رئيس وزراء إسرائيل «بنجامين نتانياهو» قوله: «إذا ما تم انتخابي، فلن تكون هناك دولةٌ فلسطينيةٌ».
واليوم تطالعنا أخبار «تل أبيب» بتحالف نتانياهو مع حركة «إسرائيل بيتنا» بزعامة «أفيغدور ليبرمان»، الذي تصفه دوائر سياسية في واشنطن بأنه كارثةٌ بالنسبة لمستقبل عملية السلام مع الفلسطينيين وللعلاقات الأميركية الإسرائيلية.
ولا يمكن التفاؤل تجاه هذه المعطيات الجديدة التي تأتي بليبرمان الآخذ على نتانياهو عدم الحسم في العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة، والمهدد بنسف خزان أسوان في حالة قيام حربٍ مع مصر، هذا، إضافة ما تنقله الأخبار عن هشاشة العلاقة بين المذكور والمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، التي كان آخر شواهدها دفاعه عن جندي إسرائيليٍّ اعتقل لقيامه بقتل جريحٍ مدنيٍّ فلسطينيٍّ.
ربما كانت الضرورة السياسية أهم لدى نتانياهو من العلاقات التي تربط إسرائيل بإدارة الرئيس الأميركي «باراك أوباما» الموشكة على الانتهاء، وهي علاقةٌ توصف بالفتور، وذلك، عقب التوصل إلى الاتفاق الغربي مع إيران حول ملفها النووي من جهة، وبسبب موقف الإدارة بخصوص القضية الفلسطينية على أساس قيام دولتين متجاورتين في المنطقة، على أن دوائر سياسية في واشنطن تستبعد تخلي أية إدارةٍ قادمةٍ عن هذا الموقف، ما يعني أن رهان نتانياهو على ليبرمان رهانٌ خاسرٌ في الخارج، أما على مستوى الداخل الإسرائيلي، فقد وصف محللون هناك اختيارَ ليبرمان لوزارة الدفاع، بأنه بمثابة عملٍ انتحاريٍّ ، وإسناد وزارة الدفاع له، بأنه «وصمة عار».
ومن مقالةٍ أخيرةٍ ليوري أفنيري في صحيفة هاآريتس، مشيراً إلى نتانياهو، أنقل هذه الفقرة: «لا يمكن لشخصٍ الاستمرارَ في حكم البلاد، وسط تنامي عدد أشخاص، لهم نفوذٌ وصوتٌ، وسيادةٌ في عددٍ من المؤسسات الكبيرة، كالقيادة العسكرية، والمحاكم، والإعلام، والفنون، والأكاديميات، هؤلاء الأشخاص توصلوا إلى نتيجةٍ واحدةٍ هي: أن هذا الرجل أصبح يشكّل خطراً على البلاد».
ويقول أفنيري: إن الخلاص يتمثل في قيام الأعضاء الأصغر سناً في الكنيست (البرلمان) من حركة الاتحاد الصهيوني ZIONIST UNION بالتخلي عن الحزب وتشكيل حزبٍ جديدٍ فاعلٍ بتحالفٍ مع آخرين يتحسسون الأخطار الحالية، يحررون ويعلنون صيغةً جديدةً ترفع شعارات السلام والديمقراطية، والعدل، والشراكة الاجتماعية.. ترى: هل تكون شراكة نتانياهو ليبرمان الجديدة بمثابة بداية النهاية لاثني عشر عاماً من حكم نتانياه؟
«ما زلت أغني: لا أملك- سيدتي- غيرَ الكلماتْ
وحروفي إطلالةُ حبٍّ
أرجو أن تغمرَ غرسَ الخيرِ
وأن تمحو في النفس الآهاتْ.
بقلم : حسن شكري فلفل
copy short url   نسخ
27/05/2016
3104