+ A
A -
تخيلوا معي هذا الموقف... نحن في مكة الآن والإسلام في بداياته، بلال بن رباح يستقلُّ بقلبه ويعتنقُ دينًا غير دين سيده! جُنَّ أمية بن خلف الذي كان يعتقد أنه لا يكفي أن يكون بلال عبدًا بجسده وإنما عبدًا بروحه وقلبه أيضًا! وبكل وقاحة أخذه إلى الصحراء ليعيده إلى ضلاله القديم! جَلَده بالسياط، وألقاه على رمال مكة الملتهبة ووضع على صدره صخرة دون أن يرفّ له جفن، لأنه كان يعرف أن لا قريش الممسكة بزمام هيئة أمم الصحراء، ولا قبائل عدم الانحياز، ستدافع عنه أمام الجلاد! وما زاد بلال أمام هذا العذاب إلا أنه أخذ يردد أحدٌ أحد!
وفي ظل هذه الأجواء يصدر مجلس أمن الجاهلية بيانًا مقتضبًا حول هذه الجريمة يقول فيه: على جميع الأطراف عدم اللجوء إلى الاستخدام المفرط للقوة، وتسوية خلافاتهم ضمن ميثاق الصحراء!
هذا الموقف الذي طلبتُ منكم أن تتكرموا وتتخيلوه يحدث في هذا العالم اليوم حقيقة لا خيالاً! منذ أسبوع والغوطة في دمشق تُباد!
المنازل تهدمها الطائرات على رؤوس ساكنيها،
المراكز الصحية تسويها الصواريخ بالأرض بمصابيها ومسعفيها، المساجدُ تدكُ مآذنها البراميل المتفجرة، الأمهات يجمعن أشلاء أبنائهن، والآباء يحفرون قبورًا كبيرة تتسع للأسرة بأكملها!
ومجلس الأمن يصدر بيانًا:
على جميع الأطراف عدم اللجوء إلى الاستخدام المفرط للقوة!
نفس البيان الذي أصدره مجلس الأمن عندما كانت غزة تُقصف بالفسفور الأبيض! ونفس البيان الذي سيصدره المجلس في إبادة قادمة!
يحاولون إقناعنا أن حربًا تدور وأن أطرافًا تتقاتل، والحقيقة أنه لا توجد حرب وإنما توجد مجزرة، ولا يوجد أطراف تتقاتل وإنما طرف يَقتُلُ وطرفٌ يموت، وليس من حق الطرف الذي يموت أن يصرخ في وجه قاتله أحدٌ أحد!
يفقأون العين بالمخرز ثم يدينون العين لأنها رمشت والمخرز يفقأها!
يضعون السيف على الرقبة ثم يدينون الرقبة لأنها انثنت والسيف يقطعها!
يوثقون الضحية ليذبحوها ثم الويل لها ان انتفضت فلوَّث دمها ثوب ذابحها!
وويل للظهر إن اشتكى من أثر السوط!
تهمة الإرهاب جاهزة وثوبه فضفاض يلبسونه من شاؤوا!
الحرب جيش مقابل جيش، ودبابة في وجه دبابة، وصاروخ مقابل صاروخ، الحرب ند لند، وخصم لخصم، أما أن تكون الطائرة مقابل البندقية، والبرميل المتفجر في وجه الطفل، والمخبز أمام الصاروخ البالستي، والمشفى في وجه الغواصة التي تبعد عنه آلاف الكيلومترات فهذه مجزرة وإبادة، وأي تسمية أخرى لها هي سفالة، وهذا العالم سافل يا سادة!
بقلم : أدهم شرقاوي
وفي ظل هذه الأجواء يصدر مجلس أمن الجاهلية بيانًا مقتضبًا حول هذه الجريمة يقول فيه: على جميع الأطراف عدم اللجوء إلى الاستخدام المفرط للقوة، وتسوية خلافاتهم ضمن ميثاق الصحراء!
هذا الموقف الذي طلبتُ منكم أن تتكرموا وتتخيلوه يحدث في هذا العالم اليوم حقيقة لا خيالاً! منذ أسبوع والغوطة في دمشق تُباد!
المنازل تهدمها الطائرات على رؤوس ساكنيها،
المراكز الصحية تسويها الصواريخ بالأرض بمصابيها ومسعفيها، المساجدُ تدكُ مآذنها البراميل المتفجرة، الأمهات يجمعن أشلاء أبنائهن، والآباء يحفرون قبورًا كبيرة تتسع للأسرة بأكملها!
ومجلس الأمن يصدر بيانًا:
على جميع الأطراف عدم اللجوء إلى الاستخدام المفرط للقوة!
نفس البيان الذي أصدره مجلس الأمن عندما كانت غزة تُقصف بالفسفور الأبيض! ونفس البيان الذي سيصدره المجلس في إبادة قادمة!
يحاولون إقناعنا أن حربًا تدور وأن أطرافًا تتقاتل، والحقيقة أنه لا توجد حرب وإنما توجد مجزرة، ولا يوجد أطراف تتقاتل وإنما طرف يَقتُلُ وطرفٌ يموت، وليس من حق الطرف الذي يموت أن يصرخ في وجه قاتله أحدٌ أحد!
يفقأون العين بالمخرز ثم يدينون العين لأنها رمشت والمخرز يفقأها!
يضعون السيف على الرقبة ثم يدينون الرقبة لأنها انثنت والسيف يقطعها!
يوثقون الضحية ليذبحوها ثم الويل لها ان انتفضت فلوَّث دمها ثوب ذابحها!
وويل للظهر إن اشتكى من أثر السوط!
تهمة الإرهاب جاهزة وثوبه فضفاض يلبسونه من شاؤوا!
الحرب جيش مقابل جيش، ودبابة في وجه دبابة، وصاروخ مقابل صاروخ، الحرب ند لند، وخصم لخصم، أما أن تكون الطائرة مقابل البندقية، والبرميل المتفجر في وجه الطفل، والمخبز أمام الصاروخ البالستي، والمشفى في وجه الغواصة التي تبعد عنه آلاف الكيلومترات فهذه مجزرة وإبادة، وأي تسمية أخرى لها هي سفالة، وهذا العالم سافل يا سادة!
بقلم : أدهم شرقاوي