+ A
A -
العالم متشائم حيال الوضع في منطقة الشرق الأوسط. مؤتمر ميونخ الأخير توصل لاستخلاصات مقلقة حول الأمن العالمي، وكلها مرتبطة بمنطقتنا.
المجابهة الأميركية الروسية تلقي بظلالها على المشهد الدولي وهناك بالطبع المنافسة الأميركية الصينية. كل شيء يغدو ممكنا في ظل الإدارة الحالية في البيت الأبيض.
لكن يبقى الشرق الأوسط مصدر القلق الأكبر. سوريا تحولت إلى ساحة استعصاء دولي. القوى الدولية والإقليمية تلقي بثقلها هناك، وهي مستعدة أن تذهب لأبعد مدى من أجل مصالحها.
إسرائيل مصممة على التصدي للنفوذ الإيراني، وقد يجر خطأ صغير الطرفين لمواجهة كبرى. خلافات القطبين الرئيسيين؛ واشنطن وموسكو لا تساعد أبدا على احتواء المخاطر.
دخول تركيا رسميا إلى الميدان السوري، يضيف تعقيدا جديدا على المشهد.
المثير للقلق أيضا تراجع قدرة دول الاتحاد الأوروبي على لعب دور مؤثر في صرعات المنطقة والعالم.
في غضون أسابيع ستتحرك الدبلوماسية الأميركية في محاولة جديدة لاحتواء الخلاف بين دول الخليج. في ضوء الموقف الراهن يصعب توقع انفراجة في علاقات الطرفين، لكن إن تحقق ذلك فالهدف الأميركي من ورائه هو حشد دول الخليج خلف سيناريو مواجهة إيران.
إسرائيل تدعم من الخلف وبقوة بناء تحالف شرق أوسطي أميركي لضرب إيران. خيار المواجهة العسكرية على ما فيه من مخاطر يغدو واردا في أجواء الشحن السياسي التي نشهدها حاليا.
العراق على أبواب انتخابات حاسمة، ستؤثر نتائجها إلى حد على مستقبل البلاد، فبالرغم من نجاح حكومة العبادي في حربها المدعومة دوليا ضد داعش وتحرير كامل المدن والبلدات التي استولى عليها التنظيم، إلا أن خطر الإرهاب لا يزال قائما، وقد يستغل التنظيم الإرهابي الخلافات السياسية والشلل الحكومي ما بعد الانتخابات للانقضاض من جديد على البنية الاجتماعية الهشة في العراق.
السعودية غارقة في حرب اليمن التي تحولت لمأساة إنسانية قد تنتهي بتمزق البلد الممزق أصلا، واستنزاف لا ينتهي لمقدرات دول المنطقة.
إدارة ترامب مصممة على طرح صفقة القرن لفرض حل للقضية الفلسطينية. بالأمس صرحت مندوبة واشنطن في مجلس الأمن بأن جاريد كوشنير يضع اللمسات الأخيرة على الخطة الموعودة.
ستكون الخطة عنوانا لمواجهة فلسطينية عربية مع واشنطن. لا نعلم بعد إن كانت دول عربية ستدعم الخطة كما تزعم الإدارة الأميركية. لكن في كل الأحوال العلاقات مع واشنطن ستكون على المحك، في ظل الرفض الفلسطيني لتلك الخطة والإصرار الأميركي على طرحها وتنفيذها بالرغم من التحفظات التي تطال معظم بنودها.
في أية لحظة يمكن أن تشن إسرائيل عدوانا على قطاع غزة. نتانياهو محشور بالزاوية ومصيره السياسي معلق على قرار المستشار القضائي، وقد يغيب عن المشهد السياسي في إسرائيل خلال أسابيع. أمامه فرصة كبيرة للنجاة وقد يدعمها بحرب على أكثر من جبهة.
مصر في لحظة تاريخية فارقة. انتخابات رئاسية تكرس سلطة مستبدة، لكن تحدي الدور الإقليمي مطروح على طاولة الرئاسة بعد الانتخابات فورا، مثلما الوضع الداخلي يزداد سوءا.
الشرق الأوسط هي المنطقة الوحيدة في العالم التي لا يمكن رسم خريطة تتنبأ بمستقبلها على المدى القصير، وإذا ما أصر باحث في علم المستقبليات على التصدي لهذه المهمة فلن يجد ما يسر الخاطر.
بقلم : فهد الخيطان
copy short url   نسخ
02/03/2018
2233