+ A
A -
(1)
ذنب أهل الغوطة الشرقية...
أنهم بلا ذنب.
فالمذنب له ألف محام.
(2)
هل تذكرون حين كنا في المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية، حين كانت تحدث مشكلة ما بين طالبين أو أكثر، تطلب إدارة المدرسة منهما إحضار ولي الأمر، ولن تحل المشكلة بغير هذه الطريقة.
هذا بالضبط ما يتم الآن مع دولنا العربية وأزماتها المتتالية، نظل نتناحر ونختلف وتزيد الأزمة سوءا وخسائر وتتطور، ونتراشق بالألسنة برا وبحرا وجوا وتدور المعارك الطاحنة على ساحات تويتر، ونبقى ندور بها وتدور بنا في حلقة مفرغة، لكن عيوننا تظل متجهة إلى ولي أمرنا الأميركي وشريكه الروسي ونائبهما الأوروبي، وهم يبقون صامتين– بشكل متعمد- ولكنهم يبدون بعض التفاعل النظري الذي يشعرنا بقرب تدخلهم في أية لحظة، وهم ينتظرون لحظة انتهاء شوائنا لبعضنا البعض على نار هادئة، حتى نصل لمرحلة تقبيل أياديهم من أجل التدخل، فيتدخلون وبالطريقة التي هي لصالحهم بالطبع لكنهم يوحون لنا وكأنهم مجبورون، ثم يبدون أمامنا بعض الضجر، لأنهم مشغولون أصلا بقضاياهم الخاصة، وهذا الوقت الذي سيمنحونه لنا لحل قضايانا هو وقت شعوبهم وأممهم، فنتحايل عليهم أكثر وأكثر ونفتح الخزائن أكثر وأكثر وأكثر.
ثم نقبل كل حلولهم طائعين صاغرين شاكرين مقدرين ودافعين ومدفوعين.
(3)
‏تخاذل الجميع عن الغوطة يشعرك أن العالم كله يقول:
‏مازال هناك أحياء لقتلهم، وليس مازال هناك أحياء لإنقاذهم.

بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
04/03/2018
2757