+ A
A -
العالم العربي اليوم يعيش حالة فوضى عارمة في جميع المجالات، نظرا لعدم قيام الدولة الوطنية، كل ما شهدناه من دول هو نموذج شمولي إقصائي قائم بالعنوة والقوة ولولاها لسقط ولا أعتقد أن الربيع العربي فشل بقدر ما كان يفتقد المرحلة الأولى الاجتيازية التي تعبر به إلى بر الأمان وهي المجال العام القادر على تشكيل اتئلاف بين قوى المجتمع باختلاف مشاربها وتوجهاتها، ستستغرق هذه المرحلة فترة طويلة لصعوبة وطول مرحلة الاستبداد التي عانى منها عالمنا العربي، فلا يوجد مجال مدني عام في هذه الدول سوى في تونس التي تبدو أحسن حالا من غيرها، معظم الدول الأخرى المجال العام فيها محتل أصلا بما يشبه دوغمائية الدولة التي أسقطها الربيع العربي.
قضية الدوله والدين لا تزال ملتبسة في أذهان الكثيرين، فالكثير يعتقد أن الدين هو الدولة والقبيلة هي الدولة أو الطائفة، لذلك لم تكن دولنا قبل الربيع العربي سوى غطاء أو رداء لشموليات متمركزة في ثقافتنا.
كما أن التشدد يأتي من القراءة المتشددة للنص، فالإنسان كائن ديني بمعنى أنه يشعر بقصوره وضعفه إزاء الكون، ولكن عليه أن يدرك كذلك أنه ليس الكائن الوحيد على مستوى الموجودات، فبالتالي عليه أن يدرك أكثر أنه ليس الإنسان الوحيد على مستوى النوع والثقافة، القراءة المتشددة تصنع من الإسلام إسلامات ويصبح الإسلام هو ما يفهمه كل مسلم على حدة فقط أو هو الجزء الذي يفهمه هذا المسلم دون غيره من المسلمين ويصبح فهم غيره من المسلمين خارج دائرة الإسلام في نظره..
هذه كارثة..

بقلم : عبدالعزيز الخاطر
copy short url   نسخ
05/03/2018
2691