+ A
A -
كوميديا سوداء.. هكذا رأت وعبرت وكالة أسوشيتد برس الأميركية عن واقع الانتخابات المصرية حيث أن كل شيء فيها يدعو للضحك حد البكاء، وحد الرقص من شدة الألم.
ربما مازال يتذكر الكثيرون المنظر الانتخابي الذي فاز فيه الدكتور محمد مرسي، ويقارنه بهذا العبث الانتخابي الذي يتفرد به السيسي أمام مرشح كومبارس في سابقة لا تحدث إلا في الدول العربية.
وليست وحدها الانتخابات المصرية، ولا الواقع المصري فقط يصطلح تسميته كوميديا سوداء، بل ربما أغلب ما يدور في عالمنا العربي. خذ منها هذا المنظر.. خلفية موسيقية لشيلة حماسية يعرض من خلالها طائرات حربية.. وصواريخ تنطلق في السماء.. جنود بواسل يقفزون ويصوبون بدقة.. تمرر كلمات الحزم، والعزم مصاحبة لمسؤول سعودي وهو يبتسم بحزم أيضاً!!! ثم تأتي صواريخ الحوثي بعد ثلاث سنوات عجاف من هذه العاصفة لتمزق المنظر كله، ولتكسر أسطوانة الهياط حيث يغرد القحطاني أن 200 سيارة جيب تستطيع أن تحتل قطر بأكملها، وهم لا قدرة لهم على حماية شعبهم، ولا سماء بلادهم.. قطر التي جعلوا منها شماعة لكل إخفاقاتهم، وحماقاتهم أمام شموخها، وانتصاراتها الثابتة. إنها بالفعل كوميديا سوداء عنوانها محاربة الإرهاب.. واستعادة الشرعية، وخلفها قطع أواصر اللحمة العربية، واليمن مدمراً، ممزقا بكل حرص من أبوظبي كي تستمر في بناء مستعمرتها الوهمية، الظبيانية بجيوش من المرتزقة.
مغردة سعودية كتبت: الشعب القطري برغم الحصار المفروض عليه من قبل حكومتنا إلا أنهم أكثر من تعاطف معنا،وقلق علينا من بين كل شعوب الخليج.. كي يرد أحدهم: من خلايا عزمي أيتها الكاذبة.. فتستميت الأولى في الدفاع عن تغريدتها، والدفاع عن وطنيتها أمام تهمة معلبة تتصدر مثل هذه المواقف دوماً، بالرغم من أنها أصبحت في وعينا طرفة سمجة غبية لكنها مازالت تضحكنا، وتؤلمنا في الوقت ذاته لأنها مما استحدثه جيوش الذباب للتفريق بيننا، وبين جيراننا، وإخواننا في المملكة كشعبين عشنا معا عقودا طويلة، لم يدر في بال أحدنا يوما ما أن أي واهم، قد يضع سورا بيننا، ويحجر حتى على عواطفنا، ونحن الذين كنا نتقاسم معاً حتى الهواء. في العراق يبكي أبوعزرائيل(أحد رموز الحشد الشعبي، سالخ جلود الدواعش) الرئيس العراقي السابق صدام حسين مقراً أن شعب العراق بسنته، وشيعته بات يترحم على أيامه، وعلى العراق حين كانت دولة، بينما يضع أصحابنا أيديهم، وأموالهم في يد من بات يلعنهم حتى ابوعزرائيل!!!!
حقاً أنها كوميديا سوداء، ومازالت الشواهد كثيرة، ومازلنا ننتظر المزيد ان لم تتغير الوجوه التي تدير هذه المسرحية، وإن لم تتوقف الشعوب عن التصفيق لهم.

بقلم : مها محمد
copy short url   نسخ
27/03/2018
2611