+ A
A -
يجلس على الغداء مع زوجته،
يلتف حولهما ثلاث بنات وولد واحد،
أنجباهم خلال أربع سنوات فقط، بمعنى في كل سنة طفل!
ينظر إلى نشرة الأخبار باهتمام بالغ،
وصل إلى حد أنه نسي اللقمة في يده.
انتبهت له زوجته...
نظرت إليه..
نغزته بلطف بطرف سبابتها:
كل هذا اهتمام بالأخبار؟ كُل طعامك، بردت اللقمة في يدك يا رجل.
نظر إليها،
ابتسم،
ثم أكل ما في يده، ثم قال:
هل تريدين الصراحة؟
قالت:
ولا شيء غيرها.
قال:
والله ما سمعت شيئا من نشرة الأخبار، أنا كنت أنظر إلى مذيعة الأخبار، كنت سارحا في مخارج الحروف من فمها الذي يشبه خلية عسل.
نظرت إليه،
نفضت يدها من الأكل ثم قالت:
سد الله نفسك يا بعيد..
لو كنت مكانها وكانت مكاني لكان حالي الآن مثل حالها، وحالها الآن مثل حالي..
شد ونفخ وتفخ وتسريحات وميكاب وإضاءة وتفتيح وتوريد وتزهير وتكحيل..
لا هم لها إلا شكلها.
ولو كانت مكاني، ثم تزوجت مثلك، وفي أربع سنوات ولدت أربعة أطفال وكأنها في سباق من ينجب أكثر..
تطبخ في اليوم ثلاث وجبات مع وجبتي مساء وسهرة، في مطبخ أدخنته كمفاعل نووي.
مع زوج أوامره أكثر من أنفاسه..
فجأة وهي تتكلم بعصبية ظهر على التليفزيون مذيع النشرة الرياضية..
سكتت ثم نظرت إلى التليفزيون!!
لمحها زوجها من طرف عينه..
فأسرع كالبرق وأدار المحطة إلى عالم الحيوان.
ثم أقبل على زوجته وبتودد قال:
يا أم محمد...
هم الصور المتحركة وأنتي الأصل الثابت.
ثم رزقهم الله بطفل خامس.

بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
29/03/2018
2716