+ A
A -
يسألني أخي وصديقي «بوعبدالله»: ماذا أعدت للغداء؟.. قلت: أوصيت أهل بيتي بإعداد شوربة البصل لأني أحبها، نظراً لفوائدها الجمة، قال: ما شاء الله اختيار موفق، تجعلك حديداً، ويومك عيداً، إنها دافعة للحيوية، ودافقة للرومانسية والحميمية، قلت له: يوز عني، واذكر الله، بهذه السوالف وغيرها نتسامر عادة بعد الدوام مع ثلة من الأصدقاء الأخيار الذين يتحلون بالحب واللطف، والطيبة وحسن الظن، الشوربة بأنواعها المختلفة من الأطباق الثانوية التي تؤكل مع الوجبات الرئيسية، وهي من الأطباق الصحية والمغذية، والتي لا بدّ من تناولها بشكلٍ شبه يومي، ومنها شوربة البصل، أكل البصل يحفظ الصحة ويطيلها، وقد ثبت أن البصل مفيد في كل حالاته مشوياً أو مسلوقاً أو مقلياً وذلك بالإضافة إلى أنه دافع للنشاط ويعرف قدره أطباء العرب القدماء والمعاصرون، ويزيد الرومانسية إذا ما قطع ونقع في الخل وله منافع صحية كثيرة على الجسد ويزيد في مشاعر الحب ويحسن المزاج، ويحرر الرجل من التوتر النفسي والكآبة ويحسن المزاج، ولو دققنا جيداً في البصل بأنواعه لوجدنا أنه يعمل قبل كل شيء على تحسين مستوى «التيستوستيرون» في جسم الإنسان، وبذلك تتحقق عبارة «ارفع نسبة التيستوستيرون في دمك كي ترفع فاعليتك وأداءك العاطفي»، ولهذا فإن أفضل علاج لحالات البرود والقحط والتصحر العاطفي العلاج بالبصل.
ومما يحكى في كتب التراث أن جحا اشترى «خيشة» بصل، بثمن بخس، ووضعها على ظهر حماره، فجن جنون سماسرة الحسد وأصحاب العيون الحارة: فقالوا إن «جحا حرامي، جحا صار من أصحاب المال الوفير، أكيد طاح على كنز، والا هذا وجه رجل ثري»!
وفي اليوم التالي انهالت على جحا العروض التي يسيل لها اللعاب: «سنشتري الخيشة بعشرة آلاف درهم واطلع منها».. جحا تلقى العرض بابتسامة، وباع الخيشة على تاجر ظن أنه سيضحك على جحا، وبعدما تمت الصفقة، ذهل التاجر بأنها خيشة بصل، فعاد إليه باكياً: تكفي يا جحا أعد لي المبلغ..
أجابه جحا: «هذا درس لك ولأمثالك الذين يحسدون الحفاي على خيشة بصل».. لذلك نقول لصاحبنا الذي يغبطنا على شوربة البصل يا «داخل بين البصلة وقشرتها ما ينوبك إلا صنّتها» يعني «ريحتها».
وعلى الخير والمحبة نلتقي..

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
30/03/2018
2037