+ A
A -

قلما نجد شخصاً يتفق على حبه الناس، وقلما نجد شخصاً يجمع عليه الناس، ولكن هناك من يعيش بيننا يحظون بهذا التقدير والاحترام من القاصي والداني ومنهم أخونا وصديقنا «بو عبدالله» الغالي علينا كالماس أو الكريستال.
يقصده القريب والبعيد والصغير والكبير، ليجدوا عنده الحلول والعلاجات لمشاكلهم أو إشكالاتهم، بحكم صفته الإدارية والتخصصية، أو يلقوا منه الابتسامة والبشر كعادته، وأنصح إخواني وزملائي ألا يفوتوا فرصة زيارة «بوعبدالله» الحبيب العجيب في حواره وضيافته.
زرت العجيب من قريب، وكان الحوار السائد في الجلسة «عن تعدد الزوجات» وخضنا في أنواع النساء في المغربية والمحلبية والمهلبية، وعرجنا على القطرية والخليجية، وأيهن تتصف بالشخصية المغناطيسية، السيد المالكي أعطانا دفعة ودفقة نحو ديار «الطاجن» و«الكسكسي» وشجعنا للتوجه إلى تلك الديار للبحث عن السعادة والريادة والسيادة، وهي كثيرة ومتعددة الأشكال والنكهات، كعب الغزال، فقاس باللوز، أو بالسمسم، البقلاوة المغربية لذيذة، وفوائدها عديدة.
قدم لي «بوعبدالله» في تلك الجلسة، شراب السحلب العجيب بالمكسرات بالقرفة، لأحظى بمتعة فريدة لن أحظى بمثلها في أي مكان آخر، ما أشهى السحلب لقلبي وما أحلاه.
ومع السحلب فضلت السكوت والاكتفاء والاستماع إلى المعلومات القيمة التي يقولها الأعزاء.
مكتب «بو عبدالله» فيه ما لذ وطاب من الحلويات والموالح والمشروبات لكن السحلب عنده غير!.
رغبت بكوب آخر من السحلب بتوقيع العامل «رشيد»، لكنني أحسست بحرج شديد، لا أعرف إعداد السحلب ولكني سأتعلمه مثل إعداد الكافيه لاتيه الذي أتقنه، شيئا، فشيئاً سأتعلمه، سحلب «بو عبدالله» يمارس عليك سلطته وسحره وغوايته، ومكتب «بو عبدالله» مكان له حضوره وفضاؤه الموضوعي ولكن هذا الحضور لا يوجد معناه وجماليته إلا بسبب هذا الرجل الندرة، وبما يمثّله لك من قيمة حياتية ووجدانية، وأيضا ما يثيره معك من ذكريات وأحاسيس.
مكتب «بو عبدالله» ثمّة حالة ملتبسة وغامضة من المشاعر المتباينة، ليس المكان كمكان بذاته ما يثير تلك الحالة، بل علاقتك الشخصية بأبو عبدالله، لا أدري لمَ أشعر مع بوعبدالله بحالة من الرضا والسعادة والبهجة ومشاعر من الحب والأمل، ربما بسبب السحلب السحري أو كعب الغزال المغربي أو كليهما معاً.
وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
31/03/2018
1986