+ A
A -
عرف عن خبراء البحث الجنائي قولهم: لا توجد جريمة كاملة، ويفترض أن يتعزز هذا المنطق بالتقدم التقني الهائل في البحث الجنائي، ومع ذلك قتل الرئيس الأميركي الاسبق جون كيندي قبل نحو 55 عاماً دون أن يتحدد قاتله أو قتلته ومن يقف وراءهم بدقة لا لبس فيها ولا غموض.
قضية تسميم العميل المزدوج السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا من القضايا الجنائية والسياسية التي لم يفض غموضها حتى الآن، ومازالت التحقيقات بشأنها في بداياتها، قد تلقى مصيراً مشابهاً لقضية مقتل كيندي، أي تتحول إلى ملف مفتوح لعشرات السنين دون حسم وقطع، فالروس من جانبهم يؤكدون براءتهم وينفون تماماً أي علاقة لهم بالحادث، بينما تصر بريطانيا ودول أوروبية على تجريم الروس في هذه القضية الحساسة جداً، وكان أول الإجراءات الغربية أن بدأت الولايات المتحدة وكندا و14 دولة أوروبية، بينها عدد كبير من البلدان التي كانت في الكتلة السوفياتية السابقة، وهي: بولندا وأوكرانيا والجمهورية التشيكية وبلدان البلطيق الثلاثة، حرباً دبلوماسية على روسيا، بعد أن قررت طرد عشرات الدبلوماسيين الروس، في إطار عمل منسق بين الدول الغربية، للرد على قضية تسميم هذا العميل الروسي المزدوج السابق.
الغريب في هذه القضية أنه من الصعب لأحد أن يسدي نصحاً فيها، فالقضية في يد أعرق وأمهر أجهزة الشرطة والاستخبارات في العالم، ومع ذلك لا غضاضة في القول إنه يجب توسيع دائرة البحث الجنائي في هذه القضية لتشمل أطرافاً أخرى يمكن أن يكون أحدهم في مقعد المتفرجين الآن، وينظر من خلف الأكمة إلى هذه الحرب الدبلوماسية المشتعلة بغبطة شديدة، وهو يرى غايته تتحقق، قبل اشتعال حرب باردة حامية الوطيس.

بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
02/04/2018
1592