+ A
A -
مجتمعنا القطري يتجدد خاصة في عقلية الآخرين بشكل لافت للنظر، والتجدد الشكلي احتاج إلى عمالة، وعملية استيطان كبيرة باهظة التكلفة اجتماعيا، وأصبحت العلاقات الاجتماعية مع الوافد الجديد، بثقافته ودينه وراديكاليته، معضلة، فصعوبة الاتصال والتواصل بين مكونات المجتمع ليس كما كان في السابق، جعلت من الانكماش وسيلة وحيدة أمام المجتمع للحفاظ على الخصوصية، أهل الفرجان، والمناطق القطرية المعروفة كالبدع والرميلة والريان ووادي السيل، حتى بعد إزالة معظم هذه الفرجان، إلا انهم يحاولون مع ذلك تصورها ذهنياً بعد انتقالهم أيضاً إلى مناطق الإسكان الجديدة، التي هيأتها لهم الدولة، فيما ظهرت مناطق جديدة لتجمعات سكانية عربية جديدة من المستوطنين والمجنسين كمنطقة الحضارمة، والمشاف وغيرهما، واستيطان لآخرين في جزء من الخريطيات والخيسة والسيلية والشيحانية، ولكن تبقى الذاكرة أكثر شقاء من الجسد ذاته، نظراً لسرعة التحول ومادية عملية الانتقال بشكل يشعر معه الانسان أنه مجرد «شي» نقل من مكان إلى آخر، أنا شخصيا، أعاني من شقاء الذاكرة يوميا حينما أمر في ما تبقى من أطراف الريان القديم، وهو محاط بسور مرتفع، وتعود بي الذكرى لأناس أقاموا هنا وقد رحلوا، فأردد هذه سنة الله في خلقه، لكن أن يرحل المكان قبل الإنسان فهذه مفارقة تشقى بها الذاكره، وأعتقد أن أهل البدع والرميلة ووادي السيل وغيرها من المناطق القديمة يعانون مثلي أو بعضهم على الأقل من هذا الشقاء المقيم.
بقلم : عبدالعزيز الخاطر
copy short url   نسخ
04/04/2018
2444