+ A
A -
إنَّ رسالة الرجل والمرأة في الإعلام واحدة، فمهمة الإعلامي لا تختلف باختلاف الجندر، فالهدف هو الإخبار الصحيح، التوعية الصحيحة، التأثير الإيجابي السديد.
نُلاحظ أنَّ ‏كثيراً من الدراسات الغربية ناقشت موضوع الجندر وربطته بالسياق الدعائي والإعلامي الذي يقدمه المسؤول عن الاتصال/ الإعلام، لكنها تبقى تُعالج إشكاليات مختلة تعانيها المجتمعات الغربية التي تتحيّز للرجل (رغم ادّعائها مساواة الجنسين) وتُضيّق الخناق على المرأة لتجعل دورها الإعلامي محصورًا في تقديم المضامين الهشة التي تتكئ على الإثارة والتسلية والاستهلاك ليتصدّر الرجل بدوره تقديم المضامين الإعلامية الهادفة من تقديم وتحليل وسبر للأحداث والمجريات وما ورائياتها.
وفي توصياتٍ قدّمتها الباحثة نفيسة لحرش في بحثها الموسوم بعنوان: «ثلاثيــــة التكويــن والممارســة والبحـــث» ذكرت التالي: ضرورة توفير المعلومات حول كيفية استغلال المادة الإعلامية، للوصول إلى مصادر الخبر، توفير المعلومات والأبحاث الدقيقة حول المرأة بتوسيع مراكز البحث، ضرورة الإكثار من الدراسات حول نقاط البحث التي تخص النساء باستعمال مفهوم الجندر، ترقية التكوين حول كيفية تقبل التأثير الإعلامي المكتوب، وحساسية استقباله من المواطن من الجنسين، الحاجة إلى دراسة التأثير الإعلامي الأجنبي على المواطن، ضرورة دراسة الإعلام الجزائري وتأثيره على المواطن، ضرورة دراسة سياسة قطاع الإعلام والاتصال والمواضيع المتعلقة بالمرأة، ضرورة توفير التكوين عند الصحفيين حول مقاربة النوع الاجتماعي، ضرورة تقريب مقاربة النوع الاجتماعي في دراسات المؤسسات العامة، ضرورة التوعية بضرورة استغلال مقاربة النوع الاجتماعي في مخططات الاتصال، ضرورة توجيه النساء لمهنة التصوير التلفزي «كاميرا» ليسهل عليهن إبراز الصورة الحقيقية، والعمل على تحسين صورة المرأة في وسائل الإعلام، ضرورة تشجيع الاهتمام بإظهار الصورة الإيجابية للمرأة في إطار تشكيل العلاقة بين الجنسين، تشجيع الإعلام الذي يبحث في قضايا المرأة وتسليط الضوء المواضيع المسكوت عنها والتركيز على التمييز الحاصل بين الجنسين، والقيام بتحسيس رجال السياسة بذلك، دفع الجامعيات من النساء إلى استغلال النوع الاجتماعي في التعامل مع وسائل الاتصال لشرح الفروقات بين الجنسين، دعم ظهور النساء الصانعات للقرار في وسائل الاتصال للتحدث عن مواضيع المرأة، الدفع بالنساء إلى مراكز القرار في وسائل الإعلام، تشجيع ومباركة تطور نسبة الصحفيات النساء في وسائل الإعلام، تشجيع الصحافة النسائية وتمكينها من الإمكانيات حتى تجد لها مكانًا في السوق المحلية، ضرورة مساعدة الصحافة النسائية للحصول على مصادر الخبر لتتمكن من توفير قرائية نسائية كبيرة، ضرورة تمكين المرأة الإعلامية من المهنة بالتكوين والترقية، وهي التوصية التي أوصت بها الدراسات المشار إليها، ضرورة دعم وصول المرأة إلى مراكز القرار، ضرورة أن تقترح حلولاً لمشاكل المرأة في ما يبث من مواد، ضرورة رصد صورة المرأة في وسائل الإعلام بتوجيه دعوات إلى منظمات المجتمع المدني والهيئات السمية والباحثين.
قارئي العزيز، ‏ولنا في معشر الإعلاميات؛ أسوةٌ في السيدة عائشة أم المؤمنين، التي قامت بدور الإعلام والإبلاغ عن جُملة كبيرة من الأحاديث النبوية الشريفة، وكان لذلك حكمة ومقصد إلهي، فللمرأة إمكانياتٌ ربانية خاصة في الإقناع والتوجيه والإلمام ونقل أكثر من زاوية عن موضوع واحد، إنَّ علينا تصدير أنموذج إعلامي أنثوي محتشم وهادف ضمن مقاصد الشريعة السمحاء؛ هدف عليه أن تلعبه الإعلاميات المسلمات. حيث يجب نفض عادة تقليد الإعلاميات الغربيات أو المستغربات، والالتصاق كُل الالتصاق بحدود الشرع وسياق مجتمعاتنا العربية المسلمة.
بقلم : خولة مرتضوي
copy short url   نسخ
06/04/2018
7872