+ A
A -
على وقع الأوضاع الملتهبة في سوريا وفلسطين واليمن وليبيا، وعلى وقع الخلافات التي لم يشهد العالم العربي لها مثيلا من قبل، انعقدت القمة العربية الـ «29»، وانتهت في يوم عابر لم يثر فضول أحد لمعرفة ماجرى فيها.
خلال «71» عامًا مرت القمم العربية في «45» محطة، غير أن أغلبها، وربما جميعها، خرج بقرارات لم تنل حظًا من التنفيذ، لكن الأوضاع العربية لم تكن بهذا القدر من البؤس، والتحديات لم تكن صعبة كما هي عليه اليوم، وكان من المفترض أن يؤدي كل ذلك إلى مناقشات جادة لرأب الصدع عوضا عن بيان لامعنى له على الإطلاق.
لو أن الدول العربية أدركت خطورة مايواجهها لكانت وضعت بندا واحدا على جدول أعمالها، هو المصالحة ولم الشمل، ليس هناك اليوم ماهو أهم، وليس هناك اليوم ماهو أخطر عليها من حالة التفكك والخلافات التي تنهش في جسدها، ومع ذلك لم نسمع شيئا مفيدا واحدا يقوم على تحليل الوضع الراهن، فكل دولة تريد تضمين البيان الختامي نصا يعبر عن هواجسها، لذلك غاب الهم الجماعي، وبدا واضحا أن العالم العربي يتجه سريعا نحو التفكك.
قبيل «قمة القدس»، ضجت وسائل الإعلام السعودية، بالترويج لاعتبار الخطر الإيراني هو الخطر الرئيسي الذي يواجه العرب، واختار أحد الكتاب أن يضيف «الخطر التركي» إلى مهددات وحدة العرب وتطورهم، ووصل الأمر بكاتب في صحيفة الرياض إلى دعوة العرب إلى التطبيع مع إسرائيل وإعلان قرار السلام معها في قمة الظهران، للتفرغ لإيران لأنها أخطر من إسرائيل، معتبرا أن العرب انشغلوا في قممهم منذ 72 عاما بالقضية الفلسطينية، وجعلوا إسرائيل محورا مهما على طاولتهم، وانشغلوا عن قضايا عربية جوهرية أهمها «الخطر الإيراني» في المنطقة.
حال العرب يرثى له، إنه مثير للشفقة، وبعد القمة الـ«29» صار مثيرا للغثيان.

بقلم : حسان يونس
copy short url   نسخ
19/04/2018
2579