+ A
A -
حين أبدأ وأبحر بقلمي لكتابة مقالي هنا يقف لي قلبي معلنا اعتراضه على كلماتي وأنها لا تناسبه. فامسحها واكتب غيرها وأحاول جاهدة إرضاء له وأعد نفسي بأنها ما أريد ولكنني أجد عقلي واجما غاضبا فهذه الكلمات لا تعجبه غير منطقية بالنسبة له ولا موضوع يريد الخضوع به، هنا أقف حائرة فأكتب كلمات وعناوين اكثر منطقية كما يريد ولكن ليست ما يريد قلبي؟ ويستمر الصراع الحاد بين عقلي وقلبي فكل منهما ينظر للأمور بنظرة غير نظرة الآخر فالقلب يريدها غامرة بالمشاعر والعقل لا يراها سوى أن تكون محسوبة وبها حكمة ومنطق المجاملة ولكنني في هذه الحالة أكتب ما لا أكون مقتنعة به فقط ارضاء وامتثالا لأوامر قلبي وفي هذه الحالة تكون جامدة والأخرى قد تكون ساذجة!!
هذا بالطبع هو حياتنا الاجتماعية باختصار شديد، وواقع نعيشه بين تضارب
الموا جيب الاجتماعية وتلبية الدعوات وقبول ما لا نحبه لأنه فقط عادة اجتماعية لابد من حضورها مهما كانت مشاعرك وأفكارك فقط لتتجنب كلمة عيب ما يصير، نضيع الكثير من الأوقات الثمينة ونهجر كما من الساعات فقط للمجاملة.
حتى على حساب أوقاتنا وعلى حساب مصالحنا وعلى حساب رغباتنا.
دون قياس رضانا أو حاجتنا أو ما الفائدة من دعوة كتلك ومجاملة هنا وهناك وبحقيقة الأمر استثقل قدماي في الذهاب وأتردد في التلبية هل أنا مخطئة أم انا سأسمى متكبرة لا تلبي دعواتنا ولا تحضر مناسباتنا.
لا أعرف هل أنا على صواب أم على خطأ ولكن الواقع أنني لا استطيع من يعرفني جيدا سيفهمني ومن يلومني بكيفه هكذا الحياة لنعيشها كما نريد لا كما يريدون فإرضاء الجميع صعب ولو نحرنا أنفسنا للجميع.
هذه كلماتي وهذا الواقع والصراع بداخلي ولكنني أعرف أنني هنا أقف خائفة فالعقل والقلب لها بالمرصاد متضادان.
همستي الأخيرة
الذكاء الحقيقي يكمن في كيفية السيطرة على المواقف المختلفة ومزجهما معا –بين القلب والعقل-أي فكر بقلبك واشعر بعقلك ومحاولة الربط ولكن ليس على حساب أي منهما عش بسلام وتوقع الخير دائما وتوكل على الله فهو عالم بالنيات.

بقلم : إيمان عـبد العـزيز آل إسحاق
copy short url   نسخ
25/04/2018
14622