+ A
A -
قلت لنعلي:
بما أنك مصر على التمرد والإضراب والعصيان، وأنا بحاجة ماسة لك الآن فلنتفاوض إذا..
ماهي طلباتك للعودة إلى الخدمة؟
انشكح النعل على الكنبة وهو يبتسم ابتسامة المنتصر، ثم قال:
تفضل.
قلت له:
أتفضل وأنت منسدح على الكنبة معي؟!
انزل إلى حيث مكانك على الأرض ودعنا نتفاوض.
قال...
مكاني أمس غير مكاني اليوم، أنا اليوم في موقع المتفاوض، والتفاوض يعني أن طرفي التفاوض متساويان في المنزلة والتقدير.. أليس كذلك؟
ثم بدأ يضحك بسخرية..
كدت انفجر من الغضب، ولكني رغم ذلك كتمت غيظي وأكملت حديثي معه:
حسنا يا ابن الـ...
قاطعني بسرعة...
اصمت، لا تسب ولا تشتم، المتفاوضان يحترمان بعضهما البعض..
ثم أكمل ضحكته الساخرة.
كتمت غيظي مرة أخرى، ثم قلت:
ماذا تحب أنادي سعادتك؟
قال...
كنيتي المحببة أبو جورب..
قلت:
حسنا يا أبا جورب، ماهي طلباتك للعودة إلى الخدمة؟ خلصني فلقد تأخرت عن العمل.
قال النعل...
لا طلبات لي، فقد أخذت كل ما أردت منك..
جعلتك ترضى أن تتفاوض معي،
جعلتك ترضى أن أجلس معك على نفس الكنبة،
جعلتك تكنيني بأحب الأسماء إلي،
هذا كل ما كنت أريده منك...
تستطيع الآن ان تلبسني في قدمك فأنا جاهز.
استغربت، وقلت:
وماذا استفدت أنت من كل هذا؟
نظر إلي.. تبسم بسخرية، وقال:
أنا لم أستفد، أتمنى أنك أنت وقومك العرب المفاوضين أن تستفيدوا..
اكــــــتب ما حدث بيني وبينك، وقل لقومك:
التفاوض لا يكون مع كل شيء وفي أي شي... الكرامة فوق الحاجة.

بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
26/04/2018
2687