+ A
A -
كلما سمعت أغنية الجميلة نانسي عجرم «شخبط شخابيط..»، أتذكر هذا الوجع الدائم المسمى بالكتابة.. فهي ليست مجرد جرة قلم، كما يتصور البعض، بل هي أشبه ما تكون بحالة الطلق أو وجع الولادة فالكلمة عندما تخرج من فمك تمر بمخاض عسير ما بين ولادة الفكرة وتناقح الأساليب وصولاً لحالة الولادة..
قد يقول قائل: وما أدراك بألم ومخاض الولادة يا هذا!! بكل بساطة هل رأينا رسولنا الكريم حتى نؤمن به!
نعود إلى مخاض الكتابة أقصد مخيلة الكتابة.. قد يتساءل أحدكم وما الصعوبة في الكتابة.. هي من الصعوبة بمكان أن يقدر عليها حتى الساسة ولكم في وزير خارجية الشقيقة الكبرى عادل الجبير خير دليل عندما يتلفظ دون حسيب ورقيب فيكون الخطأ «رهيب».. ما علينا من هذا.. هو مثل بسيط لهول الكتابة.. ولذلك فنحن عندما نكتب ليس هدفنا المال.. ولكن هو إيماننا بأن الكتابة هي المخلص لجميع مشاكلنا. فعندما تسألني لماذا أكتب؟ جوابي ببساطة هو.. التعبير عن مكنونات المواطن.. أو التعبير عن حادثة فيها عظة وعبرة. أو فضح مؤامرة دنيئة.. وقس على ذلك الكثير، ولكن ليس من بينها أبداً فكرة المال.
ولكن هل تعلم عزيزي القارئ أن السؤال الاصعب والذي يتفوق على ألم العبادة وهو السؤال الذي عجزت عن الإجابة عليه؟
لماذا تقرأ.. للأمانة لا أجد جوابا حتى أنا لا اقرأ مقالاتي!!
دعوني اكون صادقاً معكم وبعيداً عن مخاض الكتابة وكل ما قيل سابقاً.. والله لولا المال ما كتبت أي مقال.. دعوكم من كل ما يكتب في الصحف فهي ليست إلا شخابيط ولا تضع وقتك في القراءة.. قد تقرأ ما يحزنك أو ما يثير حفيظتك أو حتى إذا وافق رأيك فمن يدري إذا كان رأيك هو الصواب.. فقد يكون رأيه مبنيا على غباء مثلما هو رأيك غبي.
في الختام.. عيشوا لحظة الحياة وعيشوا شغف الكتابة، فالكتابة الحقيقية هي أن تزعل إذا انتهى هذا المقال.

بقلم : ماجد الجبارة
copy short url   نسخ
26/04/2018
2583