+ A
A -
الدوحة- الوطن الرياضي


تزامناً مع اليوم الوطني لدولتنا الحبيبة، ألقى سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني، رئيس اللجنة الأولمبية، كلمة قال فيها: عامٌا بعد عام، يأتي اليوم الوطني لدولتنا الحبيبة قطر، ليمثل مُناسبة خاصة ورائعة، حيث نتأمل في مدى التقدم والتطور الذي أحرزناه محلياً وعالمياً.. ونحتفل بالإنجازاتِ المشرفة التي حققها شعبنا ونفتخر بالمبادرات التي تقوم بها دولتنا.. وهذا العام، بات الوقوف عند ما أنجزناه وما وصلنا إليه في مجال الرياضة، وتأمله واستحضاره معاً أهم من أي وقتٍ مضى. وما يثلج الصدر ويبعث الفخر والتفاؤل هو ما لمسناه في الأشهر القليلة الماضية، حيث رأينا تضامن شعبنا وأصبح يداً واحدة من خلال الشعور المشترك بالفخر والحب لقطر قطر.. الدولة الطموح والمتفائلة دائماً وأبداً، يدفعها تضامننا وقوتنا وحرصنا على تحقيق الأفضل لها.. كما أكد سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، حفظه الله، لشعبه بأن اليوم الوطني هذا العام سيمثل وعداً بالمزيد من الازدهار وتأكيداً على استقلال وسيادة قطر بوعده، حيث قال: «أبشروا بالعز والخير».. ومن خلال ما شاهدته من تضامن جميع المقيمين هنا، فأنا أكثر ثقةً الآن بأننا سنُحقق معاً مستقبلاً أكثر إشراقاً وازدهاراً لقطر.
وأضاف سعادته: بالنسبة لي شخصياً، فالرياضة تلعب دوراً مهماً في كل ما تجسده احتفالات اليوم الوطني لهذا العام، ولذا فهي تقع في صميم خطط التنمية المستقبلية لدولة قطر.. فالرياضة أداة لا حدود لها، إن الرياضةَ تستخرجُ وتقدمُ أفضلَ ما لدى الإنسان، وتحفّزُ الدوافعَ والإلهامَ للإنسانية لتقديمِ الأفضل.
ولأجل ذلك.. خرجنا هذا العام بهوية واستراتيجية جديدتين كلياً لفريق قطر «الأدعم» تجسدان القيم السامية التي نتشاركها في الرياضة ونتعامل بها بين بعضنا البعض.. وفي كل يوم، وعلى مدار العام، يبذل رياضيونا جهودهم لتطوير أدائهم وتشريف قطر في المنافسات الدولية، ويثبتون لشبابنا ما يمكن للمرء تحقيقه من خلال العمل الجاد والالتزام والتفاني والإيمان بالمنافسة الشريفة، لذا فهم النموذج الأفضل والأنسب لشبابنا.. وسنحرص من خلال هويتنا الجديدة على التركيز على أبطالنا، ومتابعة تطور مسيرتهم الرياضية، وتحفيز شبابنا من خلال إنجازاتهم. ويحرص أبطالنا الرياضيون دائماً على رفع علم قطر عالياً في المحافل الدولية والعالمية وهدفنا أن يكون الفخر بالأدعم هو ما يجمعنا معاً.
وقال سعادة الشيخ جوعان بن حمد: لقد وضعنا هذه الرؤية نصب أعيننا حين نظمنا جولة العلم في اليوم الوطني لهذا العام، والتي شارك فيها أكثر من 400 رياضي، وأطفال المدارس، ومحبو الرياضة وغيرهم من أفراد المجتمع، لقد عكست جولة العلم مدى التنوع المجتمعي والثقافي الذي تتميز به دولة قطر، وحمل المشاركون فيها العلم لمسافة 200 كلم عبر الدولة، حيث مروا بجانب أشهر معالمها، وتناقلوها من يد ليد عبر مجموعة واسعة من الرياضات المختلفة التي تضمنت الجري والدراجات الهوائية والتجديف والشراع والتسابق بالكراسي المتحركة وغيرها، لتصل إلى وجهتها الأخيرة «درب الساعي».. قلب الاحتفالات باليوم الوطني لقطر.. لقد كانت جولة العلم مناسبة رائعة لنقدم أفضل صورة عن دولتنا وشعبها، ونشر رسالة السلام والصداقة والتضامن، ونشر القيم الأولمبية، وتوحيد الجميع تحت راية الأدعم.
وأضاف سعادة رئيس اللجنة الأولمبية: لقد احتفلت فعاليات اليوم الوطني بالإنجازات اللافتة التي حققها أبطالنا عالمياً خلال العام الماضي، وأكثر ما أفتخر به هو تنوع هذه الإنجازات من الميداليات والألقاب والمراكز المتقدمة.. ففي شهر مايو الماضي، أصبحت الرامية القطرية الدانة المبارك أول لاعبة في منتخبنا تحرز الميدالية الذهبية في دورة ألعاب التضامن الإسلامي 2017، حيث أحرزت المركز الأول في الرماية بالمسدس (25 متراً)، بينما حققت زميلتها خلود الخلف الميدالية البرونزية في رماية التراب (فرق- مختلط)، ما يعكس مدى قوة الفريق والإمكانات المستقبلية للفتاة القطرية.
وفي يونيو، تُوج فارس إبراهيم، 19 سنة، بطلاً على العالم في رفع الأثقال للناشئين، ليضيف هذا الإنجاز إلى لقب بطل الألعاب الآسيوية 2016، وإلى المركز السابع الذي حققه في دورة الألعاب الأولمبية ريو 2016.. ومضى رباع الأثقال العبقري الشاب في إنجازاته قدماً ليحرز الميدالية الفضية في منافسات النتر في بطولة العالم للكبار في أوائل ديسمبر، وهو المتنافس الأصغر في البطولة، ما يُثبت مجدداً جدارته كأحد أهم رافعي الأثقال الواعدين للمنافسة في أولمبياد طوكيو 2020. وفي يوليو، دخل بطلا رياضات ذوي الاحتياجات الخاصة التاريخ الرياضي مرةً أخرى بما أنجزاه في بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة في لندن2017، حيث أصبح عبدالرحمن عبدالقادر، أول لاعب قطري في رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، يفوز ببطولة عالمية وذلك حين أحرز الميدالية الذهبية في رمي الجلة (T34)، كما حققت سارة مسعود الميدالية الفضية في رمي الجلة (T34)، لتضيفها إلى الفضية التي فازت بها العام الماضي في أولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة ريو 2016 والتي جعلتها أول امرأة في قطر تفوز بميدالية عالمية.. ثم بعدها بأسابيع قليلة.. وفي نفس المكان استاد لندن حقق عبدالإله هارون، 20 سنة، نجاحاً رائعاً بفوزه بالميدالية البرونزية في بطولة لعالم للكبار في نهائي سباق الـ400 متر، ليضيفه لذهبية بطولة العالم للشباب 2016.. وفي ميدان الفروسية، لمع فارسنا الشاب حمد العطية في دورة الألعاب الآسيوية داخل الصالات والفنون القتالية 2017 التي استضافتها «عشق آباد» في شهر سبتمبر وذلك بإحرازه الميدالية الذهبية القطرية الأولى في قفز الحواجز (فردي)، ليضيفها إلى جملة الانتصارات التي حققها الفريق القطري مؤخراً.
وأضاف سعادته: كما سطر بطل الوثب العالي معتز برشم هذا العام أفضل الإنجازات على الإطلاق، فقد تربع بطلاً على العالم في ألعاب القوى، وفاز ببطولة الدوري الماسي ليصبح أول لاعب وثب عالٍ منذ 2004 يفوز بجميع جولات الدوري دون أي هزيمة، وحقق قفزة تاريخية بارتفاع 2.40 متر للعام الخامس على التوالي، واختير من قبل اتحاد اللجان الأولمبية الدولية (أنوك) كأفضل رياضي في قارة آسيا، ثم اختتم الموسم بفوزه بجائزة «أفضل رياضي في العالم» لعام 2017 خلال الاحتفال السنوي للاتحاد الدولي لألعاب القوى (IAAF)، لينتزع هذا التاج من البطل الأسطورة يوسين بولت، ويصبح أول لاعب من منطقة الشرق الأوسط يحقق هذا اللقب. نعم.. استحق بطلنا هذه الإنجازات عن جدارة، ونفتخر به كثيراً، لأنه يمثل نموذجاً رائعاً لما يمكن تحقيقه من خلال الإرادة والتصميم، ولحرصه الدائم على بذل أقصى ما لديه لتشريف قطر في المحافل الرياضة العالمية.. معتز.. هو مثال حي للاعب المتواضع، الجاد، المثابر.. إنه القدوة لشبابنا في قطر وحول العالم.
وتابع سعادته قائلاً: أؤكد مرةً أخرى أن التزام اللجنة الأولمبية القطرية في الاستفادة من هذه الإنجازات وتوظيفها لتحقيق المزيد والارتقاء بالرياضة إلى أعلى المستويات الممكنة هو أمرٌ ثابتٌ لا يتغير، وأن العمل على بناء وإعداد أجيال رياضية قطرية هو أحد أهم أهدافها، ومن أجل ذلك أطلقنا في شهر أكتوبر من هذا العام المرحلة الأولى من مشروع برنامج «كن رياضياً» وهو مشروع نموذج مسار بناء الرياضيين الذي يهدف إلى اكتشاف وإعداد وتطوير المواهب الواعدة في جميع المراحل في مشوار الرياضي المحترف.. وتركز المرحلة الأولى على تطوير الرياضيين في مرحلة الطفولة المبكرة (من 0–7 سنوات)، حيث تشجع على اللعب النوعي والاستكشاف، وبالتالي تساهم في تطوير المهارات الحركية التي بدورها ستلعب دوراً فعّالاً في مستقبل الرياضي.. وقد شهد التدشين نجاحاً منقطع النظير، وأسعدني رؤية مدى استمتاع الأطفال في الأنشطة الرياضية، ونتمنى ظهور أجيال رياضية واعدة من خلال هذا البرنامج.
وأوضح سعادة رئيس اللجنة الأولمبية قائلاً: كما أن من ضمن مساعينا لتشجيع أبطال المستقبل في قطر من خلال البطولات العالمية القادمة التي سنستضيفها في دولتنا الحبيبة، كان لنا الشرف هذا العام في تسلم علمي كل من بطولة العالم للجمباز الفني 2018، وبطولة العالم لألعاب القوى 2019.. وسيتم تنظيم البطولتين لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط ولهذا فهما تمثلان فرصة لا تعوض لتقديم رياضة الجمباز ورياضات ألعاب القوى لشريحة جديدة من الجمهور، وجذب اهتمام أجيال جديدة من الرياضيين، وتشجيع أطفالنا وشبابنا على دخول مضمار الرياضة.. وننتظر استضافة هاتين البطولتين، والتحضيرات لهما جارية على قدم وساق دون أي معوقات.
وختم سعادته كلمته قائلاً: ختاماً، من المهم أن نشير هنا إلى أننا حريصون على استضافة هذه البطولات الكبرى على أعلى مستوى ممكن لنُري العالم إمكانات دولة قطر، ولننظم حدثاً رياضياً استثنائياً يخلد في ذاكرة جميع من سيشارك فيه من الجماهير والرياضيين والمدربين والمسؤولين والإعلاميين والمتطوعين وغيرهم، والأهم من ذلك كله، لأننا نؤمن إيماناً راسخاً بقوة الرياضة في جمع الشعوب تحت راية واحدة وبقوة تأثيرها في تغيير حياة الأفراد نحو الأفضل في قطر وحول العالم.
copy short url   نسخ
18/12/2017
3598