+ A
A -
حوار ــ أمين بركة


أكد نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل الشيخ كمال الخطيب أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المقدسة بأنه صفعة مؤلمة موجهة إلى كل مسلم يعيش على هذه الأرض.
ونبه الشيخ الخطيب خلال حواره مع الوطن على أن لمدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك خصوصية كبيرة بالنسبة لكل المسلمين، خاصة أن نفس القلم الحاقد الذي وقع على قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل هو الذي وقع أيضا على عدم دخول مواطني سبع دول إسلامية إلى أميركا مباشرة بعد جلوسه على كرسي البيت الأبيض.
وأشار الخطيب إلى أن دوافع قرار ترامب هي دوافع كيدية ودينية عنصرية، إضافة إلى الدوافع السياسية، لافتا إلى أن القرار وفي هذه المرحلة يعود لقناعة ترامب بالفرصة الذهبية المتمثلة بحالة الفوضى والوهن التي تعم العالم العربي والإسلامي واستمرار الحكام بملاحقة وذبح وتهجير شعوبهم واستمرار الشعوب بالانشغال عن كل القضايا عبر محاولتها دفع ظلم الأنظمة الدموية عنها.
وقال: «في هذا التوقيت أيضا مصلحة لترامب وحليفه نتانياهو في ظل ما يتعرض له الرجلان من فضائح وملاحقات قضائية، حيث إن ترامب تلاحقه فضيحة تدخل روسيا بالانتخابات الأميركية لصالحه، بينما نتانياهو تلاحقه فضائح الفساد والرشاوي حيث سيكون الانشغال بالقرار قد طغى على تلك الملاحقات والفضائح لكل منهما».
وحول ردة الفعل العربية والإسلامية على القرار، نبه الخطيب على أن ردة فعل الشعوب مباركة وباعثة على الأمل، حيث إنها رغم ما تعانيه من ظلم وقهر من الزعماء إلا أنها لم تنس ولم تصم آذانها عن نداء القدس والأقصى، وبذلك أثبتت أن قضية القدس قد عادت إلى بعدها وحاضنتها الإسلامية، رغم أنه أريد لها أن تكون عربية قومية فقط فكانت نكسة 1967 ثم أريد أن تكون فصائلية وطنية فكانت نكبة أوسلو 1993.
وذكر أن ردة فعل الحكام العرب «مع الأسف أن فريقا منهم لن نتردد بالقول إنهم هم من أعطوا الضوء الأخضر لترامب وعلى رأسهم قادة السعودية ومصر والإمارات البحرين»، مستدركا «لا نغفل ذكر المواقف الجريئة المتقدمة في توضيح الموقف المناصر والمدافع عن قضية القدس كما في حالة الموقف التركي والموقف القطري واللبناني والأردني وغيرها».
وخاطب الشيخ كمال الخطيب، القيادة الفلسطينية بالقول: «إن هذا القرار قد ضرب فيه ترامب المسمار الأخير في نعش مشروع السلام الموهوم الذي أدعت أميركا رعايته منذ 1993، والمقصود هنا اتفاقية أوسلو، وأن هذا القرار قد جعل الشعب لفلسطيني يدرك بما لا يدع مجالا للشك أن أميركا كان ولم تزل وسيطا منحازا إلى الجانب الإسرائيلي وأن اللهث خلف سراب السلام لا طائل منه وهذا يعني انسداد أي أفق لحل سلمي بل وتشييع السلام إلى مثواه الأخير».
ومضى الخطيب «إني لا أتوقع عودة وتراجع الإدارة الأميركية الحالية عن قرارها لأن في تراجعها مس بهيبة أميركا، لكن استمرار الحراك الشعبي والرسمي وتطوير أدواته لتكون ملموسة ومؤثرة فإنه قد يقود إلى حد وضع جديد خاصة إذا ضيق الخناق على ترامب في ملفات التحقيقات ضده».
وتابع «لعل ما حصل من قرار ترامب كان يمثل أكبر صفعة للمفاوض الفلسطيني الذي راهن على وساطة أميركا منذ أوسلو حتى الآن وخاصة أبومازن الذي كان بمثابة المهندس لأوسلو، وأن قرار ترامب يمثل السلم الذي ممكن أن تنزل به السلطة الفلسطينية عن شجرة أوسلو المشؤومة لتعود وتلتحم بالشعب الفلسطيني وكافة مركباته».
وأضاف «إنني على قناعة أن شعبنا الفلسطيني سيغفر لقيادات السلطة الفلسطينية أن كانوا صادقين في استخلاص العبر ويشمل ذلك تنفيذ اتفاقيات المصالحة وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية تقود لفرز قيادة جديدة تقود المرحلة الجديدة حيث لن يصح بعد اليوم لقيادة شعبنا في ظل كل المتغيرات من شربوا حتى الثمالة من كأس أوسلو».
وعن زيارة الوفد البحريني التطبيعي إلى القدس ولقائه بعض القيادات الإسرائيلية، لفت الخطيب إلى أن هذا الوفد من رافعي رايات الانبطاح العربي أمام المؤسسة الإسرائيلية، وأن هذا الوفد لم يكن إلا وفدا رسميا غير معلن وأنه جاء بالتكليف والتنسيق مع ملك البحرين ولعله لا يختلف عن أهداف وزيارات الجنرال السعودي أنور عشقي إلى الكيان، رغم أن الوفد البحريني كانت له صفة غير الصفة التي جاء بها الجنرال السعودي مع أن الأهداف النهائية واحدة، وهي أحسن هدية تقدم لإسرائيل بمناسبة قرار ترامب.
وبشأن المطلوب من العرب والمسلمين في هذا التوقيت، قال الخطيب: «لأن قضية القدس والأقصى هي ليست فقط قضية فلسطينية، لذلك فإن الواجب على كل العرب والمسلمين أن يأخذوا دورهم لأن التاريخ لن يغفر لمن يتقاعس عن نصرة القدس والأقصى، وأن تكون البوصلة متجهة نحو القدس والأقصى».
وأضاف الخطيب «إن شعبنا الفلسطيني لن يرضى بانتقاص حقه التاريخي في فلسطين عموما وفي مدينة القدس على وجه الخصوص، ولذلك فإن ترامب يعلن الحرب على المسلمين والفلسطينيين ويصب الزيت على النار»، لافتا إلى أن القدس على مدار التاريخ كانت هي الصخرة الصلبة التي تحطمت عليها المؤامرات.
وختم الخطيب قوله: «إن من يناصر مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك هو من يحجز لنفسه موقعا في قائمة الشرق والرجولة، وأن من يتقاعس عن نصرة القدس والأقصى فإنه سيحجز لنفسه موقعا في قائمة العار.. فليختر كل منا موقعه.. إنها القدس ولن ينصرها إلا الصادقين ولأنها القدس الطاهرة فلن ينصرها إلا الشرفاء، والقدس عرضكم يا عرب، وهي شقيقة مكة المكرمة والمدينة المنورة، والمسجد الأقصى المبارك شقيق المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف».
copy short url   نسخ
18/12/2017
5688