+ A
A -
غزة- الوطن- ليلى الكرد
تتمثّل أيديولوجية حركة المقاومة الإسلامية «حماس» في تحرير فلسطين على أساسٍ وحيدٍ هو المقاومة بشقّيها السلمية والمسلّحة، وفق منهاجٍ إسلامي يحثّ على الجهاد ودحر العدوّ.
فحماس التي تأسست عام 1978 وترأسها الشهيد الشيخ والمُقعد أحمد ياسين الذي اغتالته دولة الاحتلال سنة 2004، ترى في الجهاد السبيل الأوحد للتحرير في حين أن المفاوضات مجرد مضيعة للوقت، فإلى أي اتجاه سارت حماس بعد ثلاثين عاماً من تأسيسها خاصةً في ظل الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمةً لإسرائيل وفي ظل الضغوطات الكثيرة والتحديات الصعبة التي تواجهها في غزّة؟
القيادي في لجان المقاومة الشعبية محمد أبونصيرة أوضح أن حماس هي مشروع خطت حروفه رسمياً منذ 30 عاما، وأنها رؤية لها جذور في العمل والساحة الفلسطينية، وقال لـ الوطن: لقد انبثقت حماس من خلال هذا المشروع لتقول كلمتها في فترة كانت فيها الساحة الفلسطينية بأمسّ الحاجة لتوجه يحمل الفكر الإسلامي للتعامل مع القضية والذي كان مغيباً تماماً قبل بروز حماس.
وأضاف: حماس طوال الثلاثين عاماً كانت قويّة وهي اليوم أكثر قوةً وثباتاً على مواقفها التي رسمتها لنفسها رغم أن البعض يحاول التشكيك في أنها خلال العشر سنوات الفائتة تماهت لحد كبير في رؤاها ومواقفها السياسية مع بعض الحركات السياسية الفلسطينية الأخرى.
ثبات الموقف
وبيّن أن من يقرأ بدقة وعمق المعنى لفلسفة حماس في التعامل مع الشأن الفلسطيني يجد ثباتاً للموقف سواء على صعيد الاحتلال الإسرائيلي أو الصعيد الداخلي أو العلاقات الخارجية التي ترى فيها أنها ضرورة لازمة لتأخذ حماس مكانتها الطبيعية في الخريطة السياسية.
وعلّق: حماس اليوم ليست كما قبل 20 عاماً، بل أكثر جماهيرية وشعبية، لقد باتت قادرةً على تخطي العقبات والصعاب التي خلقت في وجهها طوال سنوات عمرها الفائتة منذ انطلاقتها مع عام 1987، وذلك بالثبات على الموقف وقوة الانتماء التي تتميز به، وبأبنائها الملتفين حول فكرها ومنهجيتها.
وأشار إلى أن حماس استطاعت توجيه البوصلة الوطنيّة لوجهتها الحقيقية والطبيعية في التعامل مع كل المتغيرات وتحديداً في التعامل مع الاحتلال، بطريقة تخدم قدرة الشارع والشعب الفلسطيني والأمة العربية على تحقيق الأهداف العليا المتعلقة بالتحرير وإقامة فلسطين.
واقعية حماس
وأكّد أن حماس لا تعترف بإسرائيل وتعلن هذا في كل مفصلٍ تاريخيّ أدبيّ وغيره، بالرغم من أن جزءاً كبيراً من الضغوطات وقعت عليها ومنها الحصار الجائر على غزّة بهدف الاعتراف بإسرائيل.
ووضّح: حتى فيما يتعلق بقبول حركة حماس قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، فإنها قبلت دون التنازل عن كامل فلسطين، وهذا يعني أن حماس تتعامل مع الواقع دون أن تخلّ بالثوابت.
ونوّه إلى أن أهم المطلوب من حركة حماس اليوم هو التماسك في الساحة الوطنية الداخلية الفلسطينية لأنه مرتكز أساسي لقدرتها على السير في رؤيتها في التعامل مع الاحتلال بطريقة ناجحة وفعالة، بمعنى أنه «يجب أن توسع من أفق التعامل مع كل أطياف الشعب الفلسطيني بقدرة تضمن التفاف الكل حولها وحول منهاجها الذي ثبت للقاصي والداني أن الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة وليس المفاوضات بل إنها مضيعة ولا يجني منها الشعب إلا الخسائر والانتكاسات في الجسم الداخلي الفلسطيني» والحديث لـلقيادي أبونصيرة.
القضية أمانة في عنقها
د. رأفت مرة القيادي في حركة حماس- بيروت، قال لـ الوطن: إن حماس أمينة على القضية والشعب والأرض والإنسان والمقدسات، وإن القضية الفلسطينية أمانة في عنقها ومعها كل القوى الحية في الأمة الذين يقفون بجانب فلسطين والحق، وأنّ حماس تحمل مشروع المقاومة والتحرير والعودة وإزالة الاحتلال عن فلسطين.
وأكّد أنها مشروع شامل يعبر عن كل الشعب الفلسطيني وكل الأمة، سواء الفلسطينيون في الداخل أو الخارج أو الشتات، وسواء كانوا مسيحيين أو مسلمين وهي استمرار لنهج المقاومة والتحرير الذي تأسس منذ بداية الاحتلال البريطاني لفلسطين.
وأضاف: اللاجئون في كل العالم هم أقرب لحركة حماس من أي جهة أخرى فالبعد الفيزيائي ليس حائلاً، لأنها تعبر عن إرادتهم في التحرير والعودة والمشاركة في القرار والمؤسسات ورفض الهيمنة والسيطرة.
وأتبع: إنها تنادي دائما بإشراك كل الفلسطينيين بالقرار الفلسطيني، وإشراك الفلسطينيين في جميع أماكن تواجدهم في القرار السياسي هو مكسب للقضية الفلسطينية والوحدة الوطنية وهذه هي أهم جبهة نستطيع من خلالها مقاومة الاحتلال.
عهد انتماء
الكاتب والمحلل السياسي محمد حمادة قال: حماس تدشن مرحلة جديدة تقول فيها إن حماس تجاوزت مرحلة أن يتحدث عنها أعداؤها وخصومها بأنها يوماً ما ستنتهي، فذلك الأمر بات خلف ظهرها تماماً.
ووضح أن «الحشود الكبيرة التي حضرت في انطلاقتها الثلاثين قبل بضعة أيام جاءت لتؤكد أن عهدها مع حماس ليس عهد مصالح ولا منافع بل عهد ولاء وانتماء وثقة، فقد اختبروها في مراحل كثيرة فوجدوا فيها القائد في الميدان يضحي بدمه قبل الجنديّ وأن جيادهم لم تسبق جوادَه».
وأضاف: إن المتربصين والذين أرادوا أن يقيسوا الولاء لحركة المقاومة الإسلامية بناءً على بعض زوايا المنافع التي لم تستطع فيها حماس تحقيقها خسروا الرّهان حين ظنوا أن شعبية حماس تآكلت.
صاحبة بصمة
القيادي في حركة حماس الدكتور إسماعيل رضوان أوضح لـ الوطن أن حماس علامة فارقة في الصراع مع الاحتلال، ورسالتها أن لا مقام للاحتلال على أرض فلسطيني، وأن القدس والأقصى وفلسطين كلها لنا.
وقال: حركة المقاومة الإسلامية حماس وضعت لنفسها بصمةً منذ انطلاقها عام 1987، وتلك البصمة استمرت وتطورت، وهذا يدعونا للفخر بها، فهي نموذج فلسطيني عربي إسلامي إذ قدّمت قياداتها على مذبح الولاء والانتماء، في حين أن القدس جوهرة لا يستحقها إلا من يضحي من أجلها.
وأضاف: لقد قدمت نموذجا في العمل السياسي والعسكري، وكل الجماهير التي خرجت في انطلاقتها الثلاثين ليست إلا استفتاء للمقاومة الفلسطينية والتمسك بسلاحها.
وأتبع: حماس تعاهد الشعب والأقصى دوماً وفي كل الظروف بأنها ماضيةٌ على درب الشهادة والمقاومة والشهداء وعلى درب الثوابت والقدس والمقاومة حتى تحرير أقصانا وعودة مُهجَّرِينا في الشتات.
ينتظرون فكّ قيدهم
الأسير المحرّر في صفقة وفاء الأحرار والمبعد إلى غزة والملقّب بمفجّر ثورة السكاكين عامر أبو سرحان يقول لـ الوطن: بعد 30 عاماً من تأسيس حماس نجد أنها ما زالت في الصدارة ثابتة نحو القدس والتحرير.
وأوصل رسالة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلية للشعب الفلسطيني وحركة المقاومة الإسلامية بأن ثقتهم بالمقاومة كبيرة للغاية وأنها تنتظر التحرير على أيديهم كما فعلت مع الأسرى في صفقة وفاء الأحرار.
وقال: قبل 25 عاماً كنت في قسم العزل الانفرادي في سجن الرملة ومعي الأسير صلاح شحادة قبل استشهاده، وكان يحدثني عن حلمٍ رأيناه بعيوننا جليّاً في انطلاقتها الثلاثين وهو التفاف الشعب حول حماس وتوحّد أفكارِه حول هدف واحد وهو التحرير رغم كل التحديات التي تواجهها، نقول لشحادة تحت ترابه الطاهر أن حلمك قد تحقّق وأن حماس وأهلَها وفلسطين ماضون نحو القدس والتحرير.
copy short url   نسخ
18/12/2017
3616