+ A
A -
نفضت البورصة غبار أزمة انفصال بريطانيا (البريكزيت) وبعد جلستين من التراجع عاد المؤشر العام لبورصة قطر أمس إلى المنطقة الخضراء وسط تحسن في السيولة مقارنة باليوم السابق، معوضا بعض الخسائر التي مني بها جراء موجة البيع التي أعقبت تصويت البريطانيين لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي.
وتمكن المؤشر العام من العودة إلى ساحة الارتفاعات بالتزامن مع عودة الانتعاش إلى لأسواق العالمية على خلفية آمال تحرك منسق من قبل البنك المركزي من جهة وعمليات الشراء الانتقائية على بعض الأسهم القيادية من جهة أخرى ليسجل ارتفاعا نسبته 0.52 % بما يعادل 51.19 نقطة ليغلق عند 9867.4 نقطة. ويُرجِع مراقبون في حديث لــ الوطن الاقتصادي أسباب الارتفاع إلى عدة عوامل أهمها تحسن معنويات المستثمرين والمكاسب التي حققها النفط وتجاوزه الــ 48 دولارا للبرميل مع اتجاه المستثمرين للاستفادة من تراجع استمر يومين في أسعار الخام بعد تصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي.

ويلفت هؤلاء إلى أن تماسك البورصة في تداولات الجلسة الثانية من الأسبوع الحالي بالرغم من أن التوقعات كانت تشير إلى أن السوق لايزال في نزول جاء بفضل تداولات الأسواق العالمية حيث كان ذلك سببا في تحسن نفسيات المتداولين ودفعهم أمس لتنفيذ عمليات شرائية انتقائية على بعض الأسهم بهدف الاستفادة من الفوارق السعرية والتراجع الذي تم تسجلية مع بداية الأسبوع.. وتوقعوا أن يساهم دخول موسم إعلانات الربع الثاني في دفع السيولة إلى الارتفاع مع توقعات بعودة المحافظ والمؤسسات إلى زيادة المراكز والشراء ببعض الأسهم المنتقاة.. وتتوالى إعلانات الشركات المدرجة عن مواعيد الإفصاح عن البيانات المالية المنتهية في 30 يونيو 2016 حيث تبدأ أولى هذه الشركات الإعلان ابتداء من الأسبوع المقبل.. ويتطلع المستثمرون بالبورصة عن كثب إلى هذه النتائج وما ستسفر عنه من انعكاسات على مجرى السوق خلال الفترة المقبلة.. وكانت الشركات المدرجة ببورصة قطر قد سجلت صافي أرباح عن الربع الأول من العام الحالي 2016 بلغت نحو 10.8 مليار ريال قطري، مقارنة بنحو 13.3 مليار ريال في الفترة المماثلة من العام الماضي 2015 متراجعة بذلك نحو 18.97 %.
تحسن معنويات
في هذا الإطار، يقول أحمد الشيب إن عودة البورصة ومؤشراتها إلى الارتفاع دليل تحسن معنويات المستثمرين بعد ما أثاره خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حيث دفع بعض العملات إلى الهبوط، فضلا عن النفط الذي تراجع بعد الإعلان مباشرة بنسبة 5 %.. وقال الشيب إن جلسة أمس تكشف عودة المستثمرين إلى الشراء للاستفادة من تراجعات الجلسة الماضية ما دفع المؤشر العام لتحقيق مكاسب بنحو 51 نقطة، متوقعا عودة أكبر للمحافظ والمؤسسات والمستثمرين إلى السوق مع بدء موسم الإفصاحات، ما من شأنه أن ينعكس على سيولة السوق خلال الفترة المقبلة.. ولفت إلى التحسن في قيم تداولات السوق أمس حيث ارتفعت قيمة التداولات 41.56 % إلى 129.75 مليون ريال، مقابل 91.66 مليون ريال بالجلسة السابقة.
وأضاف أن التوقعات بشأن تسجيل الشركات المدرجة أرباحا جيدة عن الربع الثاني من العام الحالي ستكون داعمة لدخول المزيد من المحافظ، متوقعا أن تحقق السوق المزيد من المكاسب خلال الفترة القليلة المقبلة حيث يتوقع أن يبدأ المؤشر العام في اختبار مستويات جديدة أهمها مستوى 10 آلاف نقطة.. وأكد الشيب أن النمو القوي الذي يحققه الاقتصاد القطري لاسيما في قطاعات الصناعة والبناء والتشييد والخدمات سيكون بمثابة الرافعة لأعمال أغلب الشركات في الربع الثاني المنتهي بتاريخ 30 يونيو 2016، لافتا إلى أن النتائج المالية في الحقيقة تعكس متانة الاقتصاد القطري ومعدلات النمو المرتفعة.
ومن الجدير بالذكر أن ارتفاع عائد التوزيعات النقدية يشكل أحد أهم محفزات استقطاب المستثمرين إلى السوق وهو ما يؤكد متانة الاقتصاد القطري والشركات القطرية التي تستمد قوتها من قوة اقتصاد الدولة وهو ما انعكس جليا بتوزيعات الأرباح خلال العام الماضي 2015 حيث تجاوز إجمالي التوزيعات النقدية التي تحصل عليها المساهمون من الشركات المدرجة بالبورصة الــ20 مليار ريال، وذلك بنسبة قدرها 46 %، من إجمالي الأرباح التي حققتها الشركات في هذا العام، والتي تجاوزت 44 مليار ريال.. واستحوذ قطاع البنوك على ما يصل إلى 40 % من إجمالي الأرباح الموزعة عن العام الماضي 2015 بقيمة بلغت نحو 7.8 مليار ريال، بينما استحوذ قطاع الصناعة على نحو28 في المائة من إجمالي التوزيعات. وسجلت 6 شركات زيادة في توزيعاتها السنوية خلال العام الماضي، مقارنة بالعام السابق واستقرّت التوزيعات 15 شركة، فيما تراجعت وتيرة التوزيعات في 17 شركة أخرى، بينما لم تعلن 4 شركات عن أي توزيعات.
رغبة جامحة
من جانبه يؤكد المستثمر راشد السعيدي أن صعود المؤشر أمس يعكس مدى رغبة المستثمرين في شراء الأسهم وبناء مراكز جديدة لاسيما في الوقت الحالي حيث ينتظر السوق إعلانات النصف الأول، موضحا أن هذه الرغبة كانت موجودة في جلسة الاثنين أيضا ويتوقع أن تستمر في الزيادة إلى حين انتهاء موسم الإفصاحات، بدعم من استقرار أسعار النفط.
ولفت السعيدي إلى أن ارتفاع أسعار النفط عزز من معنويات المستثمرين في البورصة بفضل التوقعات بطلب قوي في الصيف في آسيا والولايات المتحدة وكذلك ضعف المعروض بعد عامين من انخفاض الأسعار.. وكان النفط قد هبط أكثر من سبعة بالمائة في الجلستين السابقتين على خلفية تصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي مما أدى إلى تراجع إقبال المستثمرين على السلع الأولية التي تتسم بالتقلب مثل النفط.
وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 2.3 بالمائة أو 1.08 دولار إلى 48.24 دولار للبرميل في تعاملات أمس كما زاد خام غرب تكساس الوسيط في العقود الآجلة 2.3 بالمائة أيضا أو ما يعادل 1.06 دولار إلى 47.39 دولار للبرميل.
وقال كارستن فريتش المحلل لدى كوميرتس بنك «النفط يتعافى بفعل بعض تصيد الصفقات بعدما ثبت أن الهبوط دون 47 دولارا للبرميل غير قابل للاستمرار والأنباء عن إضراب محتمل في قطاع النفط والغاز النرويجي».
ويؤكد راشد السعيدي على العلاقة القوية بين النفط ومعنويات المستثمرين بالبورصة مشيرين إلى أن ارتباط المستثمرين بالعوامل الخارجية لاسيما تلك المتعلقة بالنفط أكبر من الداخلية على الرغم من المحفزات الداخلية تعتبر كبيرة جدا وجاذبة للمستثمرين والأجانب على حد سواء.
وأشار السعيدي إلى أن جلسة أمس شهدت ارتفاع أسهم 23 شركة على الأقل مدعومة بإقبال المستثمرين على الشراء حيث شهدت بعض الأسهم تداولات عالية مقارنة بنظيراتها الأخرى، لافتا إلى أن أسهم قطاع البنوك كانت من الأنشط في تداولات أمس في حين ارتفعت السيولة بنسبة تجاوزت 40 % مقارنة باليوم السابق.
أداء البورصة
كانت أحجام التداول ببورصة قطر قد ارتفعت أمس 66.54 % إلى 4.33 مليون سهم، مقابل 2.6 مليون سهم بجلسة أمس الاثنين، وزادت قيمة التداولات 41.56 % إلى 129.75 مليون ريال، مقابل 91.66 مليون ريال بالجلسة السابقة. فيما بلغت رسملة السوق في نهاية جلسة التداول اليوم 531 مليارا و935 مليونا و36 ألفا و23‚702 ريال.. وارتفعت 5 مؤشرات قطاعية هي البنوك والعقارات والاتصالات والنقل والبضائع، فيما تراجعت مؤشرات التأمين والصناعة.
وسجل قطاع البنوك والخدمات المالية، الذي شهد تداول مليون و977 ألفا و167 سهما بقيمة 71 مليونا و235 ألفا و00‚529 ريال نتيجة تنفيذ 898 صفقة، سجل ارتفاعا بمقدار 93‚17 نقطة، أي ما نسبته 68‚0 بالمائة ليصل إلى ألفين و14‚663 نقطة. وسجل مؤشر قطاع الخدمات والسلع الاستهلاكية، الذي شهد تداول 301 ألف و445 سهما بقيمة 7 ملايين و551 ألفا و48‚789 ريال نتيجة تنفيذ 140 صفقة، ارتفاعا بمقدار 39‚8 نقطة، أي ما نسبته 13‚0 بالمائة ليصل إلى 6 آلاف و67‚341 نقطة. كما سجل قطاع الصناعة، الذي شهد تداول 621 ألفا و555 سهما بقيمة 23 مليونا و900 ألف و03‚388 ريال نتيجة تنفيذ 463 صفقة، انخفاضا بمقدار 53‚2 نقطة، أي ما نسبته 08‚0 بالمائة ليصل إلى 3 آلاف و30‚023 نقطة. وسجل مؤشر قطاع التأمين، الذي شهد تداول 24 ألفا و727 سهما بقيمة مليون و756 ألفا و30‚296 ريال نتيجة تنفيذ 36 صفقة، انخفاضا بمقدار 70‚9 نقطة، أي ما نسبته 24‚0 بالمائة ليصل إلى4 آلاف و38‚012 نقطة.. فيما سجل مؤشر قطاع العقارات، الذي شهد تداول 553 ألفا و856 سهما بقيمة 9 ملايين و855 ألفا و52‚220 ريال نتيجة تنفيذ 188 صفقة، ارتفاعا بمقدار45‚25 نقطة، أي ما نسبته 03‚1 بالمائة ليصل إلى ألفين و83‚493 نقطة.. بينما سجل مؤشر قطاع الاتصالات، الذي شهد تداول 461 ألفا و793 سهما بقيمة 6 ملايين و243 ألفا و83‚968 ريال نتيجة تنفيذ 156 صفقة، ارتفاعا بمقدار 57‚3 نقطة، أي ما نسبته 32‚0 بالمائة ليصل إلى ألف و42‚102 نقطة. كما سجل مؤشر قطاع النقل، الذي شهد تداول 385 ألفا و460 سهما بقيمة 9 ملايين و202 ألف و25‚966 ريال نتيجة تنفيذ 99 صفقة، ارتفاعا بمقدار 96‚7 نقطة، أي ما نسبته 32‚0 بالمائة ليصل إلى ألفين و86‚460 نقطة.. وسجل مؤشر العائد الإجمالي ارتفاعا بمقدار 83‚82 نقطة، أي ما نسبته 52‚0 بالمائة ليصل إلى 15 ألفا و68‚965 نقطة.
كما سجل مؤشر بورصة قطر الريان الإسلامي ارتفاعا بقيمة 54‚18 نقطة، أي ما نسبته 49‚0 بالمائة ليصل إلى 3 آلاف و83‚818 نقطة.
وسجل مؤشر جميع الأسهم المتداولة ارتفاعا بمقدار39‚12 نقطة، أي ما نسبته 45‚0 بالمائة ليصل إلى ألفين و41‚745 نقطة.
copy short url   نسخ
29/06/2016
1497