+ A
A -
كتب - محمد صلاح
يتعرض نحو 40 ألف نسخة من المصاحف القديمة بدار الفرقان المتخصصة في ترميم وتجديد المصاحف القديمة للخطر نظرا لافتقاد مبادئ الأمن والسلامة في المكان الموجود فيه المصاحف منذ عدة سنوات.
وتخزن المصاحف في مخزن تم تقسيمه إلى سبع غرف منفصلة عن بعضها البعض ويسكن في نفس المكان حاليا مجموعة من المقيمين برفقة أدوات الطهي الخاصة بهم،
مما قد يعرض المصاحف التي توزع إلى الدول الفقيرة للحرق وإحداث كارثة كبيرة في المكان، الذي يفتقد حاليا لمقومات الأمن والسلامة، وهو ما دعا المتطوعين على هذا المشروع في البحث عن دار أخرى بديلة عن الدار الحالية، وينتظرون من أهل الخير التبرع بمكان يليق بكتاب الله عز وجل لافتين إلى أنهم مستعدون لتسليم المصاحف إلى جهات أخرى حال عدم توفير البديل.
وفي ذات السياق قال السيد محمد عبدالله المشرف على مشروع دار الفرقان خلال حواره مع الوطن إنه منذ تأسيس الدار في رأس أبو عبود كانت المنطقة المحيطة بها شبه خالية من السكان، كما أن الدار نفسها لم يكن بها سوى المصاحف، لذلك لم يكن لدينا أي قلق أو تخوف حيال هذا الأمر، لكن الصورة تغيرت الآن حيث أصبحت المنطقة والدار نفسها مسكونة بالعمال.
ولفت إلى أنه في ظل وجود موقد للطهي يكاد يكون ملاصقا تماما للمصاحف وعدم توافر أي وسائل أمن وسلامة أو أجهزة اطفاء في المكان، فضلا عن القابلية الشديدة لأوراق المصاحف القديمة للاشتعال أصبح هناك خطر على تلك الكمية الكبيرة من المصاحف الموجودة بها وكذلك حياة الأشخاص المحيطين بالدار سواء من العمال أو غيرهم ما يجعل هذا المشروع الجليل مهددا بالانهيار.
واستطرد قائلا: نأمل من أهل الخير مساعدة الدار فقط في الحصول على مكان آخر أكثر أمانا مجانا أو بإيجار رمزي لنستكمل فيه الرحلة التي بدأناها منذ أكثر من 14 عاما في هذا العمل الخيري العظيم، علما بأننا لا نريد أي تبرعات من أي جهة أو فرد لأن كل الأعمال التي نقوم بها في الدار تعتمد على العمل التطوعي دون أي مقابل سوى ابتغاء مرضاة الله تعالى وخدمة كتابه العزيز.
وقال: نحن على أتم الاستعداد لتسليم المصاحف الموجودة لدينا لأي جهة أو شخص يريد ترميمها والعناية بها ويمكننا أن نقوم بمساعدته بجهدنا المتواضع.. مشيرا إلى أن الدار تتلقى اتصالات كثيرة وبصفة مستمرة من عدد من الأفراد بين الحين والآخر يطلبون منا الحضور لاستلام مصاحف قديمة لديهم لا سيما تلك الموجودة في المساجد المنتشرة بالدوحة والمدن الخارجية، إلا أننا نضطر للاعتذار لهم نظرا للظروف الصعبة التي أصبحت عليها الدار الآن.
مهدد بالخطر
وأوضح عبدالله بأن القائمين على عملية جمع هذه المصاحف هم مجموعة من المتطوعين من المواطنين والمقيمين قاموا بتجميعها على مدار أعوام من المساجد المختلفة لترميمها وتجليدها على نفقتهم وإرسالها إلى عدد من البلدان التي تحتاج إليها في أفريقيا وآسيا دون أن يتلقوا تبرعات من أي جمعية أو مؤسسة أو حتى رغبة في ذلك الأمر.
ولفت إلى أن الهدف الأساسي من إقامة هذا المشروع الخيري هو خدمة كتاب الله عز وجل وذلك عن طريق ترميم المصاحف القديمة وإصلاح ما تلف منها ليتم إعادة استخدامها مرة أخرى وبعد مخاطبة الجهات المسؤولة في الدولة تم الحصول على التصريح اللازم لمباشرة العمل، وكانت هذه الفكرة هي الأولى من نوعها في دول الخليج.
وأستطرد قائلا: عندما بدأنا المشروع كانت المصاحف القديمة مكدسة في منارات المساجد بالآلاف وفي أماكن مختلفة أخرى على مدى نحو 30 عاما، لكن الآن لا توجد أعداد كبيرة من المصاحف القديمة في المساجد، حيث قمنا بنقل الغالبية العظمى منها إلى الدار.
نشاط الدار
وأوضح بأن المشروع بدأ نشاطه في مكان مستأجر بمنطقة المنصورة قبل نحو 14 عاما وذلك من خلال مساهمات عدد من المتطوعين حيث يقوم بالأساس على العمل التطوعي من جميع الأفراد الذين يعملون فيه وقد قامت الدار في البداية بتوزيع عدد من الصناديق على المساجد في الدوحة من أجل تجميع المصاحف التي أصابها التلف لترميمها، أما التي أصابها ضرر كبير فإنه يتم حرقها بطريقة آمنة إلى جانب بعض الكتب والمجلات الدينية المتضررة التي تتضمن آيات قرآنية أو البسملة أو أحاديث نبوية شريفة، وعلى فترات دورية كنا نقوم بتجميع هذه الصناديق بسياراتنا من أجل فرز المصاحف والكتب الموجودة ومعرفة ما يصلح منها للترميم من عدمه، وبعد أن يتم ترميم وإصلاح وتجليد عدد كبير منها يتم إرسالها إلى بعض الدول التي تحتاج لمصاحف في عدد من البلدان العربية والإسلامية وحتى غير الإسلامية.
وأشار إلى أن الدار تمكنت من إتلاف النسخ القديمة التي لا يمكن إصلاحها بالطريقة الملائمة، وذلك بحرقها أو دفنها في مكان مخصص لذلك في المنطقة الصناعية، ولأن الدار لا تتبع أية جهة رسمية، كانت تعتمد أساسا على بعض المحسنين القطريين والمقيمين لتغطية احتياجاتها.
وأكد عبدالله أنه منذ نحو 10 أعوام تبرع مجموعة من المحسنين القطريين بمقر دائم مجاني لاحتضان الدار بمنطقة راس أبو عبود، وذلك لتخفيض التكاليف نظرا لغياب التمويل الدائم من أية جهة، وبالرغم من أعمال الترميم التي خضع لها المكان الجديد لتجهيزه للقيام بمهامه على أحسن وجه لمدة أكثر من عام، واصلت الدار نشاطها دون توقف في أعمال ترميم نسخ المصحف الكريم وإرسالها إلى الدول المحتاجة وتوزيع صناديق جمع المصاحف القديمة.
وعلى مدى تلك الأعوام العشرة قامت الدار بترميم نحو 25 ألف نسخة من المصاحف وإعادة تجليدها وإرسالها إلى العديد من الدول المحتاجة للمصاحف، لا سيما في قارتي إفريقيا وآسيا كما قمنا أيضا بنقل كمية متنوعة من المصاحف لإحدى الولايات الأميركية.
copy short url   نسخ
29/06/2016
1832