+ A
A -
كتب- محمد مطر

لليوم الثاني على التوالي ترفع لافتة «كامل العدد» على العرض المسرحي الكوميدي «شللي يصير»، وهو ما يؤكد تميز العرض وملامسته لشريحة كبيرة من الجمهور الذي يتوافد يومياً على مسرح قطر الوطني للاستمتاع بعروض المسرحية التي تضم نخبة مميزة من نجوم المسرح. وستستمر لافتة «كامل العدد» مرفوعة على شباك تذاكر المسرحية لمدة ثلاثة أيام نظراً لحجز المقاعد كاملة خلال تلك الأيام، وهو ما يعزز من نجاح العرض وإعجاب الجمهور به ويؤكد أيضًا على أن الإشادة التي حصدها لم تأت من فراغ سواء تلك الإشادة التي تلقتها العروض من النقاد أو من الجمهور، حيث عبر الجمهور الذي حضر العروض منذ انطلاق المسرحية عن إعجابه واستمتاعه بواحد من الأعمال المميزة التي ناقشت أزمة الحصار الجائر على قطر بحرفية عالية وبقوالب كوميدية ممتعة لخصت على الجميع تفاصيل الأزمة وقدمت رسالة كوميدية اجتماعية يسهل على الصغير قبل الكبير تفهمها واستيعابها.
وحققت المسرحية نجاحاً كبيراً وهو ما دفع قناة الجزيرة لتسليط الضوء على عروضها، حيث استعرض برنامج «هذا الصباح» اليومي الذي تبثه الجزيرة يومياً تفاصيل العرض الذي يضم مجموعة من الفنانين، على رأسهم الفنان القدير غانم السليطي والفنانة هدية سعيد.
وعرض التقرير الخاص بالبرنامج مجموعة من اللقاءات مع أبطال العمل من بينهم الفنان غانم السليطي الذي قال: المسرح كفن إنساني هو متعة للفنان، لأن الإشعاع الصادر من الجمهور بشكل مباشر لا يجده الفنان إلا من خلال المسرح والاعمال المسرحية فقط، لأن ذلك التفاعل المباشر لن يكون في السينما أو التليفزيون أو اليوتيوب والسوشيال ميديا، ذلك لأن كل هذه الوسائل جامدة وعلى الفنان أن يتخيل الجمهور وهو يمثل عن طريق هذه الوسائل بعكس ما يشعر به من تفاعل حقيقي على المسرح.
وتابع السليطي: لهذا أنا احب المسرح، وكل الناس تحب المسرح، وتساءل السليطي.. لكن السؤال هنا، متى يُحَب المسرح؟، والإجابة أن المسرح يُحب عندما يلامس ما يعيشه الناس، إذا لامس قضاياهم بوعي وإبداع.
فيما أكدت الفنانة القطرية هدية سعيد أن المسرحية عبارة عن رسالة يوجهها فريق العمل والمشاركون فيه لدول الحصار، مفاد تلك الرسالة كما أوضحت الفنانة القديرة هي «شللي صار؟ فنحن أخوة وأهل ولحم ودم».
وتابعت: المسرحية تتحدث عن الحصار من خلال خمس لوحات تمثيلية، كل لوحة لها قصة خاصة بها، والعمل مكتوب بحرفية عالية، واختيار الفنانين كان موفقاً جداً، فكل لوحة تنقل مشاعر معينة عاشها المواطن القطري بعد تخطي الصدمة الأولى للحصار، والأسئلة التي تلحّ عليه حول المستقبل وعلاقته بإخوته في بلدان الخليج.
ومن المعروف أن مسرحية «شللي يصير» مأخوذة من الحلقات التي انتجت عقب أزمة الحصار على قطر وتطرقت للأزمة بشكل كوميدي ساخر، لذلك يحاول فريق عمل «شللي يصير» أن يستغل النجاح السابق واستثماره من خلال خشبة المسرح ويقدم مسرحية بنفس الاسم ليجسد من خلالها الأزمة بشكل مسرحي أكبر وأعمق، وقد استطاع العمل الفني الساخر أن يقصف جبهة فن الدول المحاصرة لقطر بنجاح بعد أن اتسعت رقعة المشاهدين والمتابعين للعمل، ليس في قطر فحسب وإنما في كل مكان في الوطن العربي بما فيه من دول الحصار نفسها.
وقد أشاد الجمهور بما يقدمه الفنان غانم السليطي من أفكار وموضوعات يقصف بها في كل حلقة جبهة المضللين والكذابين، فيكشف في كل حلقة عن فكرة جديدة تعكس مدى خيبة أملهم في ما فعلوه وفيما كانوا يتمنون تحقيقه من وراء هذا الحصار الفاشل البدائي اليائس، الجمهور الواعي ينتظر كل حلقة جديدة ليتابع ما جاء فيها من سخرية لمواقفهم ولمستجدات الأزمة بشكل فني كوميدي جذب عشرات الآلاف من المتابعين الذين عبروا عن سعادتهم بمثل هذه العمل الجيد الذي عبر عما بداخل كل مواطن قطري وعربي يدافع عن الحق وعن الحقيقة التي يحاول البعض طمسها وإخفاء معالمها.
وأكد الجمهور أن ما ميز حلقات «شللي يصير» أنها لم تتعرض لأي إساءة أو تجريح لأي طرف ولكنها اهتمت فقط بتوضيح بعض الأفكار الخاطئة لدى البعض، كما تميزت بتركيزها على تقديم مجموعة من الرسائل الإنسانية البحتة التي تخلو من أية إشارات أو ايحاءات سياسية مهينة أو أي نوع من أنواع الإساءة والمعاملة بالمثل، والعمل من بين الأعمال التي بدأ عرضها مع تصاعد الأزمة، وكان عبارة عن حلقات منفصلة متصلة تعبر بشكل عفوي عن الواقع المرير الذي وصلنا إليه، فيعكس الأزمة الخليجية والحصار على قطر من بعض دول مجلس التعاون الخليجي.
copy short url   نسخ
16/01/2018
2758