+ A
A -
الدوحة - الوطن
نتيجة لتردي الأوضاع الأمنية في الغوطة الشرقية واشتداد القصف على أحيائها السكنية واستهداف المشافي والنقاط الطبية ضمن حملة عسكرية مركزة، بادر صندوق قطر للتنمية إلى تمويل مشروع استجابة طارئة بقيمة مليون ريال قطري، يقوم بتنفيذه الهلال الأحمر القطري مع شركائه المحليين ويتضمن توفير مواد إغاثية وطبية تساهم في تأمين الاحتياجات الأساسية للسكان المحاصرين والمتضررين هناك.
تهدف هذه الاستجابة العاجلة إلى تأمين 34.500 وجبة غذائية لمدة 17 يوماً من خلال 4 مطابخ إغاثية موزعة على 4 بلدات، بحيث يتم توزيع 2.000 وجبة يومياً على الملاجئ أو عبر مراكز توزيع معتمدة بالتنسيق مع المجالس المحلية ولجان الأحياء، مع الأخذ بعين الاعتبار توافر المواد الغذائية واعتبار تنوع القيم الغذائية في الوجبات لتحقيق الأمن الغذائي والحماية من نقص التغذية.
كذلك يشمل المشروع دعم 6 مشاف بمستلزمات جراحية ومستهلكات طبية تحتوي على 2.000 حزمة إسعافية مخصصة للمشافي، و200 حزمة مخصصة لسيارات الإسعاف، و2.000 كيس دم لبنك الدم الذي يغذي جميع مناطق الغوطة، إضافة إلى طنين من الشاش الطبي، و1.500 لتر وقود لتشغيل المولدات الكهربائية، وسوف تساعد هذه التوريدات المشافي المستهدفة على الاستمرار في خدمة سكان الغوطة المحاصرين والبالغ عددهم قرابة 350 ألف نسمة.
يذكر أن هذه الحملة العسكرية المركزة قد أدت إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها سكان المنطقة، من حيث فقدان الخدمات الطبية الأساسية وخروج 5 مشاف من الخدمة، وعدم توافر المواد الغذائية، وتشريد ونزوح معظم السكان واتخاذهم من الملاجئ سكناً لهم، وانخفاض فرص حصولهم على الغذاء أو العلاج بشكل كبير مع صعوبة وصول المنظمات الإنسانية إليهم.
ووفقاً لتقرير الاحتياجات الإنسانية لعام 2018 الصادر عن الأمم المتحدة، فهناك 13.1 مليون نسمة بحاجة للمساعدات الإنسانية في سوريا، منهم 6.5 مليون نسمة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، و400.000 من المحتاجين للمساعدات الإنسانية يعيشون في الغوطة الشرقية المحاصرة، وهم بحاجة ماسة وعاجلة إلى تلك المساعدات في كل القطاعات ولا سيما قطاع الأمن الغذائي.
ويوضح تقرير مؤسسة REACH الصادر بتاريخ 31 يناير الماضي أن الحالة الإنسانية في الغوطة الشرقية، قد استمرت في التدهور بشكل ملحوظ خلال شهري نوفمبر وديسمبر 2017، وعلى الرغم من تحسن إمكانية الوصول إلى المنطقة بشكل طفيف خلال شهر نوفمبر، فإن العمليات الإنسانية والتجارية لم تكن كافية لتلبية احتياجات السكان، واستمرت أسعار السلع الغذائية والمواد الطبية والوقود في الارتفاع.
وتقبع الغوطة الشرقية تحت حصار شديد منذ ما يقارب السنوات الخمس مما أدى إلى أزمة إنسانية كبيرة، وهي تتعرض الآن لحملة عسكرية مركزة تستهدف أحياءها السكنية ومرافقها الخدمية، في كارثة إنسانية مأساوية تسببت في مقتل ما يزيد على 200 مدني وجرح أكثر من 800 آخرين.
copy short url   نسخ
24/02/2018
2734