+ A
A -
عواصم- وكالات- لليوم السادس على التوالي، تقصف قوات النظام السوري الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، ومنذ الأحد قتل 436 مدنياً بينهم 99 طفلاً في غارات جوية وقصف صاروخي ومدفعي طال مدن وبلدات الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، في أسبوع من بين الأكثر دموية في هذه المنطقة منذ بدء النزاع في العام 2011.
وبالإضافة إلى القتلى الذين وثقهم المرصد السوري لحقوق الإنسان، لا يزال كثيرون عالقين تحت أنقاض الأبنية المدمرة فضلاً عن جرحى منتشرين في المرافق الطبية التي لم تسلم من القصف.
وأسفر القصف المستمر أمس عن مقتل تسعة مدنيين بينهم طفلان، وفق ما وثق المرصد السوري.
في غضون ذلك واصل الإعلام الدولي استصراخه لضمير العالم للتدخل السريع لوقف المجازر غير المسبوقة التي ينفذها نظام الأسد في الغوطة.
وبلغت حصيلة القتلى في مجازر الغوطة الشرقية منذ الأحد 436 مدنياً، بينهم 99 طفلاً، بعد انتشال ضحايا سقطوا الخميس. كما أصيب أكثر من ألفين آخرين بجروح.
في مستشفى في مدينة دوما، وفور وصوله بعد إصابته بإحدى عينيه، سارع الطفل قاسم الكردي إلى سؤال الطبيب «هل سأرى مجددا»؟، وقد غطت الدماء وجهه.
وفي مدينتي دوما وحمورية، أفاد مراسلا فرانس برس عن اندلاع حرائق ناتجة من القصف. وفي أحد أحياء دوما، بادر سكان إلى استخدام أواني الطبخ لإخماد أحدها.
وفي مستشفى في دوما، قال أبومصطفى «ما يحدث معنا يُبكي الحجر، لا يوجد أحد لا يفقد يومياً شخصاً أو اثنين من عائلته».
منذ سنوات، تشكل الغوطة الشرقية الخاصرة الرخوة للنظام السوري، مع صمود الفصائل المعارضة فيها وقدرتها رغم الحصار المحكم منذ العام 2013 على استهداف العاصمة بالقذائف.
ومنذ بدء التصعيد الأخير، قتل نحو 20 شخصاً وأصيب العشرات بجروح في دمشق.
في غضون ذلك قال محللون إن أهالي الغوطة الشرقية صاروا لا يعلقون آمالاً كثيرة على المجتمع الدولي والأمم المتحدة. وقال أبومصطفى «لم يقدموا لنا شيئاً، الأمم المتحدة قلقة، فرنسا تستنكر ولا تقدم شيئا الأمم المتحدة متخاذلة».
ويُذّكر ما يحصل في الغوطة الشرقية بمعركة مدينة حلب في العام 2016، التي انتهت بإجلاء آلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين من الأحياء الشرقية التي حوصرت لأشهر عدة، وذلك بعد هجوم بري وتصعيد عنيف للقصف.
وأعلنت موسكو الخميس أنها عرضت على الفصائل إجلاء مقاتليها مع عائلاتهم من الغوطة على غرار حلب، إلا أن «جبهة النصرة وحلفاءها رفضوا».
وأكدت أبرز الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، وبينها جيش الإسلام وفيلق الرحمن، في رسالة إلى الأمم المتحدة رفض أي «تهجير للمدنيين أو ترحيلهم من ريف دمشق».
وقال المتحدث باسم فيلق الرحمن وائل علوان إن الفصائل ترفض أيضاً إجلاء مقاتليها.
ويتزامن التصعيد حالياً مع تعزيزات عسكرية في محيط الغوطة الشرقية تُنذر بهجوم بري وشيك لقوات النظام.
على صعيد آخر في الشأن السوري أيضا، أعلنت رئاسة الأركان التركية، امس، بدء عودة السكان إلى المناطق المأهولة التي تم تطهيرها من الإرهاب في «عفرين» بريف محافظة حلب السورية، ضمن عملية «غصن الزيتون».
وقالت الأركان التركية، في بيان لها، إن العملية العسكرية في عفرين تستهدف فقط الإرهابيين وتحصيناتهم وملاجئهم ومواقعهم وآلياتهم وأسلحتهم ومعداتهم، بما يتوافق مع تاريخ وثقافة تركيا العريقة.
وأكدت أن القوات المسلحة المشاركة في العملية العسكرية، تتوخى بالغ الحيطة والحذر من أجل الحيلولة دون تضرر المدنيين الأبرياء والبيئة.
وأشارت إلى أن من أهداف العملية إنقاذ أهالي المنطقة الأصدقاء والأشقاء من ضغوط وظلم الإرهابيين، وضمان عودتهم إلى منازلهم انطلاقًا من حقيقة «عفرين لأهلها».
وشدّدت على أن قوات «غصن الزيتون» تقدّم كافة المساعدات الإنسانية التي يحتاجها سكان المناطق المأهولة التي تم تطهيرها، لافتة أن هؤلاء السكان يرحبون بالعملية ويظهرون محبتهم للقوات المسلحة التركية.
وقالت إن العملية تجري في إطار حقوق تركيا النابعة من القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن حول مكافحة الإرهاب، وحق الدفاع عن النفس المشار إليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة مع احترام وحدة الأراضي السورية.
وبيّنت الأركان التركية أن جميع الفعاليات متوافقة مع قانون النزاعات المسلحة وفي أرضية مشروعة، بما فيها الأسلحة والذخائر المستخدمة.
copy short url   نسخ
24/02/2018
3144