+ A
A -
جنيف- الوطن






نظمت الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان «مقرها الدوحة» ندوة حول (تداعيات إعلان الرئيس الأميركي بشأن وضع القدس وواقع حقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية المحتلة»، بمقر الأمم المتحدة بجنيف، حيث شهدت الندوة حضوراً كبيراً من رؤساء وممثلي المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان الأعضاء بالشبكة إلى جانب حضور الوفود المشاركة في اجتماعات مجلس حقوق الإنسان واجتماعات التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان للعام 2018م.
فيما ترأس الندوة السيد سلطان بن حسن الجمّالي المدير التنفيذي للشبكة، ونوه الجمالي إلى أن الندوة تهدف إلى تعريف وإطلاع الوفود العربية المشاركة باجتماعات مجلس حقوق الإنسان واجتماعات التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان على حالة حقوق لنسان في فلسطين وتداعيات إعلان الرئيس الأميركي بشأن وضع القدس المحتلة واعتبارها عاصمة لإسرائيل ومدى مخالفة هذا القرار لجميع القوانين والعهود الدولية وانتهاكه لجوهر حقوق الإنسان ومحالفته الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة، إلى جانب ما سينتجه قرار الرئيس الأميركي من إطالة أمد الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي للمدنية المقدسة وما سيوفره من تغطية للانتهاكات والجرائم الإسرائيلية ضد المواطنين الفلسطينيين في المدينة وعموم الأراضي الفلسطينية الأمر الذي يهدد الاستقرار والسلم الإقليمي والدولي.
بينما أكدت السيدة فارسين رئيسة الهيئة الفلسطينية لحقوق الإنسان أن الولايات المتحدة الأميركية ليست وسيطا عادلاً وسياساتها تتنافى مع روح أوسلو. ونوهت إلى أن قرار الرئيس الأميركي بشأن القدس سيؤثر على الوضع الراهن للمواقع المقدسة، وخاصة مجمع المسجد الأقصى. وقالت: إن التأثير المحتمل للقرار الأميركي هو انهيار حل الدولتين وظهور واقع دولة واحدة. إلى جانب تقوية التطرف الديني وتهديد الأمن والاستقرار الإقليميين. كما يضفى الشرعية على موقف إسرائيل من التفرد العرقي والسيادة اليهودية. وأشارت فارسين إلى أن القرار الأميركي أثر كذلك على الأرض من حيث الانتهاكات وقالت: في عام 2016 كانت هنالك 23673 انتهاك بواقع (65 مخالفة يوميا تقريبا ) أما في 2017م بلغت الانتهاكات 25467 (حوالي 70 مخالفة يوميا) فيما وصلت الانتهاكات في شهرين (ديسمبر 6-2017-يناير 31-2018) إلى 5250 بواقع (86 الانتهاكات يوميا تقريبا).
وأوضحت فارسين أن رؤية الفلسطينيين حول الموضوع أن تكون القدس مدينة مشتركة وعاصمة للدولتين، وتكون مفتوحة للديانات التوحيدية الثلاث والعالم. ولكل مدينة بلديتها الخاصة.
وفي ذات السياق اعتبرت السيدة فافا زروقي رئيسة الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالجزائر؛ اعتبرت قرار الرئيس الأميركي بشأن القدس انتهاكاً للشرعية الدولية، وقالت: هذا القرار أثار موجة تنديد عالمية وتظاهرات في مختلف أنحاء العالم. لافتة إلى أن الشبكة العربية بصدد عقد مؤتمر حول القدس. وقالت: من المتوقع أن تصدر مخرجات هامة تكون لها آثار ايجابية على حقوق الإنسان في فلسطين خاصة بعد ما حققته القضية الفلسطينية من تقدم في المحافل الدولية ولدى الرأي العام العالمي بعد أن أنكشف انحياز أكبر دولة في العالم لسياسة إسرائيل وتقاطع استراتيجيتهما في المنطقة.
من جانبه أشار السيد محمد فائق رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان بجمهورية مصر العربية إلى أن مصدر قلق المؤسسات الوطنية لم يكن من القرار الأميركي في حد ذاته لافتاً إلى مزاعم إسرائيل تجاه القدس، وقال فائق: هذه المزاعم معروفة ومقننة كجزء من سياسات الاحتلال لكنها في نفس الوقت باطلة ولاغية طبقا لقرار مجلس الأمن.
واقترح فائق مناشدة التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية بمساندة الحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق تقرير المصير، علاوة على مناشدة القمة العربية الجاري عقدها بتوفير الدعم اللازم لصمود الشعب الفلسطيني وتأمين احتياجاته الضرورية. ومطالبة المجتمع الدولي بدعم السلطة الفلسطينية بالإصرار على عدم انفراد الولايات المتحدة الأميركية بملف التسوية الفلسطينية والسعي لضم الاتحاد الأوروبي والاتحاد الروسي والصين في إطار توفره الأمم المتحدة. وفي ذات السياق أشار السيد عبد الله بن شوين الحوسني رئيس اللجنة العمانية لحقوق الإنسان إلى أن قضية القدس هي القضية المحورية بالنسبة للاستقرار في منطقة الشرق الاوسط وقال: يجب الوصول إلى حل عادل وشامل لهذه القضية لتحقيق علاقات طبيعية بين الدول والشعوب على نحو يعزز الثقة المتبادلة والتعايش المشترك فيما بينها.
واعتبر الحوسني قرار الرئيس الأميركي بشأن القدس صدمة كبيرة للجميع مما شكل تحدياً جديداً وعرقلة أخرى للجهود المبذولة من أجل تحقيق آمال جميع الشعوب الذين يحلمون بالسلام والاستقرار بالمنطقة.
copy short url   نسخ
24/02/2018
2931