+ A
A -
رسالة البصرة - جليل العبودي - تصوير- كريم جعفر - موفدا الوطن

يخوض المنتخب الوطني لكرة القدم، اليوم، مباراته الثانية والأخيرة في بطولة الصداقة الدولية التي تقام في محافظة البصرة بجنوب العراق في مواجهة صعبة أمام المنتخب السوري الذي يلعب أولى مبارياته فيها بعد أن حصل على راحة أطول، كون الافتتاح كان بين الادعم والعراقي، وستجري المباراة في استاد «جذع النخلة» في المدينة الرياضية بالساعة السابعة مساءً؛ حيث سيلعب المنتخب من أجل الفوز على غريمه السوري ومن ثم ضمان التتويج باللقب قبل الختام، وإذا ما فاز سوف تبقى مباراة العراق وسوريا في اليوم الأخير من أجل تحديد الأول والثاني في البطولة،
وكل المؤشرات التي المتوافرة تؤكد أن لاعبي الادعم عازمون على حصد النقاط ومن ثم الفوز باللقب عطفا على الأداء الذي قدمه الفريق في مباراة الافتتاح وحقق فيها الفوز على صاحب الأرض والجمهور المنتخب العراقي الذي كان مرشحاً ساخناً قبل انطلاق البطولة، إلا أن خسارته أمام الادعم جعلت حظوظه تتبخر أو تكون ضعيفة جداً، وأي نتيجة أخرى غير فوز منتخبنا سوف تجعل من التتويج ومعرفة اللقب مؤجلاً إلى اليوم الأخير من البطولة، لذا فإن التحدي كبير جداً في اللقاء الحاسم للادعم، لاسيما أن المدرب سانشيز يعرف جيداً الفريق السوري وسبق أن قابله، وهو يضم مجموعة كبيرة من اللاعبين الجيدين، وأغلب اللاعبين بالمنتخب السوري يلعبون محترفين في دوريات المنطقة العربية وتحديداً الخليجية، وفقط يوجد أربعة لاعبين محليين يلعبون في الدوري السوري، ويأتي في المقدمة منهم عمر السوما الذي يلعب للأهلي السعودي ومحمود المواس لاعب أم صلال وفراس الخطيب لاعب السالمية الكويتي وآخرون يلعبون في دوريات العراق والخليج والأردن، مما يعني أن الفريق طامح بأن تكون بدايته جيدة تؤمن له خطوة تنفعه في آخر لقاء أمام العراقي، إلا أن ذلك لن يكون سهلاً خصوصاً أن الادعم الذي بدأ بداية جيدة قادر على أن يتعامل مع المنافس بطريقة وأسلوب مناسب بعناصره الواعدة التي تتمتع بمؤهلات جيدة، وأداء متصاعد فضلاً عن القدرة على التوظيف المهاري الفردي في إطار اللعب الجماعي وهو ما لمسناه في الجولة الأولى أمام العراقي الذي لعب فوق ارضه وبين جماهيره، واللقاء يمثل تحدياً بين المدرب سانشيز وغريمه الألماني ستانج الذي يعرف منتخبات المنطقة وسبق له أن عمل فيها وتحديداً مع العراقي، كما أن القراءة الميدانية التي ستكمل ما بدأه المدربان من مراجعة شريط خطوطهما ستكون مؤثرة جداً.
الهجوم عنوان المواجهة
بلا شك إن الهجوم سيكون هو عنوان المواجهة كونه العامل المؤثر الذي يقود إلى الفوز ومن خلال الزخم الهجومي سيكون الاقتراب من الهدف المنشود للباحث عن الفوز، ومن المتوقع أن يندفع المنتخب السوري إلى الهجوم من أجل الوصول إلى مرمى سعد الشيب وتهديده في قت مبكر ويعتمد في ذلك على سوما والمواس والخطيب، وهي أسماء لها حضورها من المنتخب أو مع الأندية وهو ما يفرض تحدياً كبيراً على دفاعات الادعم التي من المتوقع أن يقودها بيدور وعبدالكريم حسن وبسام هشام وطارق سليمان، وإذا كان الهجوم خطيراً في الأمام فإن دفاع الادعم يملك من القدرة التي تؤهله ليكون نداً من أجل تعطيل الهجوم السوري من خلال الأسلوب والتكتيك المناسب الذي سيلجأ إليه لاسيما أن اهم ما يميز هجوم المنافس استغلال الكرات الرأسية التي تمرر من الأطراف وهنا تقع المهمة على الظهيرين عبد الكريم وبيدرو لإغلاق الأطراق وعدم السماح بالتوغل أو التمرير، وإن حصل ذلك فإن لدينا من اللاعبين الذين يجيدون التغطية الدفاعية ولديهم القدرة على التعامل مع الكرات العالية بطريقة جيدة، فضلاً عما سيكون عليه من رصد لمصادر الخطر السوري وتضييق المساحات أمامها، وبالمقابل فإن هجوم الادعم قادر على خلق مشاكل لدفاع بتوغله المحسوب سواء من العمق أو من الأطراف وهو ما سيكون موجوداً من خلال أسلوب اللعب، وهجوم فيه المعز علي عفيف والهيدوس مع توغلات إسماعيل محمد يمكن أن يهدد مرمى سوريا، لاسيما إذا ما دعم من الأطراف والوسط، وهو ما سيمثل مشكلة حقيقية للدفاع السوري الذي من المتوقع أن يكون فيه كل عمر جنيات وحميد ميدو وعلاء الشبلي وعدي جفال، وبلا شك أن المدرب ستانج لديه معلومات عن الادعم وهجومه وسيسعى إلى أن يعثر على الطريق الذي يحد من خلاله الخطر الذي سيمثله منتخبنا ولكن ربما بعض التفاصيل الصغيرة هي التي ستحسم الأمر وأعني بعض الجوانب التكتيكية التي سيلجأ إليها المدربان ومن خلال اللاعبين كونهم مصدر التطبيق لأفكارهما.
العمليات وكفة الميزان
إن الشيء المتوقع أن يكون الصراع قوياً جداً بين الهجوم والدفاع في المنتخبين؛ حيث كل خط يسعى إلى بلوغ أهدافه وسيكون المد الهجومي حاضراً بقوة، فيما سيلعب الدفاع بيقظة للحد منه وتعطيل الخطر القادم بشتى أنواعه، إلا أن الوسط يعد عصب المواجهة القوية وهو ما سيركز عليه المدربان سانشيز وستانج، وهو ما يجعل المهمة في منطقة العمليات كلمة السر في صنع التفوق وسيكون وسط منتخبنا بوجود كريم بوضيف ومحمد مادابو وعبدالعزيز حاتم أو قد تكون هناك خيارات أخرى يمكن أن يلجأ إليها سانشيز بزج هذا اللاعب أو ذاك. والأسماء الموجودة قادرة أن تؤدي ما هو مطلوب منها بعملية الربط أو التصدي لوسط السوري الذي سيكون فيه زاهر ميداني وحسن جويد ويوسف قفا، وهؤلاء اهم لاعبي الوسط السوري، وأسلوب لعبهم معروف بتعامله مع الهجوم والدفاع والعمل على تعطيل دورهم متوقف على ما يقوم به وسطنا الذي يستطيع أن يسحب البساط من تحت أقدامهم وخلق قطع مع خطي الدفاع والهجوم بالضغط عليهم وتضييق المسافات أمامهم وهو ما يفقدهم رؤية الربط الصحيح، وإذا ما تمت عملية السيطرة على الوسط يمكن أن يكون الإمساك بزمام المبادرة بأيدينا، إلا أن ذلك لم يعد أمراً مسلماً به كون لاعبي وسط سوريا من اللاعبين الجيدين في أداء دورهم وهو ما يجعل المواجهة في منطقة العمليات شرسة.
اللعب بلا ضغوط
لا يعاني المدرب ستانج من ضغط كبير بحكم أن معظم اللاعبين قدموا من خارج سوريا ومن فإنه سيعتمد على خبرته وجاهزيتهم مع الأندية التي لعبوا بها في الدوريات المختلفة.
وقد يكون هناك اكثر من مؤشر على خياراته للاعبين إلا أنه يرى الخيار الذي أقدم عليه مناسباً ووجد في اللاعبين بالقائمة الأفضل في ظل انعدام المنافسة القوية بين الفرق السورية بسبب الوضع الذي تعيشه سوريا، وبلا شك أن ذلك سوف يجعله متجاوزاً لأي ضغط في مواجهة كبيرة، أما مدرب منتخبنا سانشيز سيتعامل بكل واقعية بعيداً عن أي ضغط في تجربة ومنافسة ودية ومباراة قوية وهو يدرك أن السوري من المنتخبات الجيدة.
تشكلية السوري من المحترفين
أغلب لاعبي المنتخب السوري التحقوا بالمنتخب من خارج سوريا؛ حيث يلعبون في دوريات المنطقة باستثناء أربعة لاعبين محليين من الدوري السوري ويضم المنتخب كلاً من إبراهيم عالمة محترف مع سيباهان الإيراني وعمرو جنيات مع ظفار العماني إلى جانب زميله تامر حاج محمد ومحمود المواس في أم صلال القطري وحسين جويد في الزوراء العراقي وعمرو ميداني في حتا الإماراتي وحميد ميدو في الكويت الكويتي وفهد اليوسف في الوحدات الأردني وعمر السومة في أهلي جدة السعودي وفراس الخطيب في السالمية الكويتي وزاهر ميداني في القوة الجوية العراقي وعدي جفال في الجزيرة الأردني وعلاء الشبلي في نفط الوسط العراقي وجهاد الباعور في الرمثا الأردني ويوسف قلفا في الإمارات الإماراتي.
فيما يوجد 4 لاعبين من الدوري المحلي وهم: باسل مصطفى ومؤيد الخولي في الوحدة السوري وخالد مبيض في الطليعة السوري واحمد مدنية الحارس الثاني في فريق الجيش السوري.
الجمهور العراقي والادعم القطري
من المتوقع أن يكون الجمهور العراقي حاضراً ولو بنسبة ليست كالتي كانت بالافتتاح ولكنه سيميل إلى المنتخب القطري وتشجيعه وحمل أعلامه والشد من أزره من أجل الفوز وحصد البطولة.
copy short url   نسخ
24/03/2018
3045