+ A
A -
عواصم- وكالات- المراجعة الإعلامية لواقع الأزمة السورية تكشف باستمرار عن وجود تعقيدات كبيرة في المشهد العام بالبلاد ففي بعض الأحيان يتصاعد الاهتمام الدولي بملف جهود التسوية والحل السياسي ثم يتراجع سريعا ذلك الاهتمام بالملف السياسي للأزمة للتتصدر الاهتمامات الدولية قضايا الشان الإنساني.
في خضم كل هذه التداعيات فإن المراقبين يولون اهتماما متزايدا بواقع تلبية احتياجات السوريين ممن نزحوا بالداخل أو هاجروا إلى دول الجوار أو إلى دول بعيدة في معاناة إنسانية غير مسبوقة.
وأفادت تقاير إعلامية بأن الاهتمام الدولي ينصب الآن على قراءة مسألة بدء عودة بعض السوريين من دول الجوار وفي مقدمتها لبنان إلى الداخل السوري.
في غضون ذلك غادر 500 لاجئ سوري، أمس، بشكل جماعي من بلدة «شبعا» جنوبي لبنان، عائدين طوعاً إلى بلادهم، دون تدخل من المؤسسات الأممية المعنية بشؤون اللاجئين.
وكان فيليبو غراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد صرح مؤخرا بالقول «إنه من المبكر جدا» الحديث عن عودة اللاجئين إلى سوريا لأن الوضع هناك ما زال غير آمن ومحفوفا بالمخاطر.
وأفاد مراسل وكالة الأناضول التركية، بأن اللاجئين تجمعوا عند الطرف الجنوبي لبلدة «شبعا» المحاذية للحدود اللبنانية مع إسرائيل، واستقلوا 15 حافلة وصلت صباح أمس، من العاصمة السورية دمشق.
ومن المقرر أن تنقلهم الحافلات إلى قراهم بمحافظة ريف دمشق، وخصوصاً بلدتي «بيت جن» و«مزرعة بيت جن».
وذكر أن مغادرة اللاجئين السوريين تمت تحت إشراف جهاز الأمن العام اللبناني، الذي تولى الاتصال والتنسيق لعودتهم مع الجانب السوري من أجل ضمان سلامتهم.
وهذه هي المرة الأولى التي يغادر فيها لاجئون سوريون بشكل جماعي بلدة «شبعا»، التي وصل عددهم فيها 5 آلاف لاجئ.
من جهته أكد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون أن عودة النازحين السوريين تساهم في عودة الاستقرار الاجتماعي إلى لبنان.
وقال عون، خلال استقباله أمس رئيس أساقفة نيويورك الكاردينال يموثي دولان مع الوفد المرافق في قصر بعبدا الرئاسي، إن «عودة النازحين السوريين الموجودين في لبنان إلى المناطق الآمنة في سوريا، سوف تساهم بشكل كبير في عودة الاستقرار الاجتماعي إلى لبنان الذي يعوّل على مساعدة الدول، لا سيما الولايات المتحدة والأميركية، لتحقيق هذه العودة».
وأشار عون إلى أن «المنظمات الدولية تحققت من رغبة السوريين بالعودة إلى المناطق الآمنة التي لا قتال فيها، وثمة مجموعات باشرت العودة الاختيارية إلى مدن سورية، ما يؤكد وجود أوضاع أمنية تسمح بذلك».
إلى ذلك، شدد الرئيس اللبناني على «ضرورة العمل لإعادة المسيحيين إلى الدول العربية التي أُبعدوا عنها قسراً، ومساعدتهم لوضع حد لمعاناتهم بعد الحروب التي شهدتها هذه الدول».
copy short url   نسخ
19/04/2018
3551