+ A
A -
ألقى السيد أكبر الباكر، الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية، خطاباً مهماً عن الحصار في اجتماع لجنة النقل والسياحة التابعة للبرلمان الأوروبي، ليصبح بذلك أول مسؤول رفيع المستوى من شركات الطيران غير الأوروبية يخاطب هذه اللجنة التابعة للبرلمان الأوروبي.
وكشف الباكر النقاب في خطابه أمام البرلمان الأوروبي ولجنة النقل والسياحة، بما في ذلك رئيسة اللجنة السيدة كريمة دلي، عن الانتهاكات اللاإنسانية وتفاصيل الحصار الجائر على دولة قطر من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ومصر.
وتحدث الباكر عن تفاصيل تروى للمرة الأولى حول الحصار المفاجئ على دولة قطر، وقال إن العام 2017 كان نقطة تحوّل في تاريخ دولة قطر؛ حيث تعرضت البلاد لحملة عنيفة بهدف وضعها في عزلة عن العالم.
وأكد سعادة السيد الباكر أن الحصار قد تم فرضه في غياب أي تهديد من قبل دولة قطر، وفي غياب أي قرارات رسمية من قبل الأمم المتحدة.
وأضاف أنه حتى هذا اليوم لم يثبت تورّط دولة قطر في تمويل أي نشاطات إرهابية.
وكان الهدف الواضح لدول الحصار هو زعزعة الاقتصاد القطري من خلال تهديد سبل عيش المقيمين، ولكن دولة قطر والخطوط الجوية القطرية صمدتا في وجه التهديدات من أجل حماية الدولة والشعب والاقتصاد والمسافرين.
وقال إن دول الحصار الأربع، قد قامت بمنع الطائرات القطرية من التحليق فوق أجوائها أو تشغيل أي رحلات إلى مطاراتها، ووصل بهذه الدول الأمر إلى منع الناقلة القطرية من استخدام الممرات الجوية الدولية فوق أجوائها، الأمر الذي أثر سلباً على عمليات الناقلة القطرية بتقليص عدد الممرات الجوية التي تستخدمها من 18 ممراً إلى ممرين فقط، فيما انخفض عدد الرحلات اليومية من 600 رحلة إلى 440 رحلة.
مضيفاً أنه تم إغلاق مكاتب القطرية في دول الحصار بالقوّة ودون سابق إنذار، وشكّلت هذه الممارسات مفاجأة غير سارّة للعديد من العائلات الذين تقطعت بهم السبل نتيجة للحصار.
وشبّه الباكر الشعور بالعزلة الذي أحسّ به المقيمون في دولة قطر نتيجة لهذا الحصار، بالعديد من الذكريات المظلمة والمؤلمة في التاريخ مثل تشييد جدار برلين خلال الحرب الباردة.
كما تناول الآثار السلبية التي تسبب بها هذا الحصار على الآلاف من المسافرين، من بينهم مسافرون من الدول الأوروبية.
وقال إنه استغرق من القطرية عدة أسابيع للتغلب على جميع التحديات التي تسبب بها هذا الحصار الجائر.
وعبّر عن خيبة أمله برد فعل منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) إزاء الحصار المفروض على دولة قطر، حيث وصّف رد فعلها بـ «الخجول والمخيب للآمال».
ودعا الباكر العالم أجمع إلى استنكار المناورات السياسية المتهوّرة التي تنتهك المعايير الأساسية للطيران العالمي، فيما أكد أن القطرية قد أصبحت ركيزة استراتيجية أساسية للأمن الغذائي في دولة قطر بعد مرور نحو عام واحد على بدء الحصار.
وقال: «يسرّني انتهاز هذه الفرصة لإلقاء خطاب في البرلمان الأوروبي اليوم؛ حيث تؤكد مشاركتي العلاقة الطيبة التي تجمع القطرية بالاتحاد الأوروبي. ولن ندخر جهداً لتعزيز هذه العلاقة في المستقبل، والعمل على تطوير التعاون الثنائي بهدف تطبيق نظام طيران منفتح وعادل، مدعوماً بالإدارة السليمة وسيادة القانون حول العالم».
وأضاف: «أود أن أتقدم بجزيل الشكر لجميع أعضاء الاتحاد الأوروبي على دعمهم المتواصل خلال الحصار الغير قانوني والاستثنائي على دولة قطر، كما أود أن أتقدم بالشكر لعضو البرلمان الأوروبي السيد إسماعيل إرتوغ الذي ساهم بانعقاد الاجتماع في بروكسل اليوم».
وتعد لجنة النقل والسياحة اللجنة التشريعية في البرلمان الأوروبي، وتتولى مسؤولية الأمور المتعلقة بالنقل الجوي والسكك الحديدية والطرق والمسارات البحرية، مع التركيز على تطوير البنية التحتية لشبكات النقل في أوروبا.
وتتمتع القطرية بحضور قوي في الاتحاد الأوروبي؛ حيث توفّر وظائف مباشرة إلى 1100 مقيم في دول الاتحاد، بالإضافة إلى إبرامها عقود شراء تصل قيمتها إلى 27 مليار يورو مع شركة إيرباص.
وتسيّر القطرية حالياً رحلاتها إلى 31 وجهة في 21 دولة أوروبية، متيحةً لجميع المسافرين من هذه الدول الفرصة للسفر إلى أكثر من 150 وجهة حول العالم.
واختتم الاتحاد الأوروبي ودولة قطر الشهر الماضي الجولة الرابعة من المحادثات حول «اتفاقية النقل الجوي الشاملة»، مع اتفاق الطرفين على 70 بالمائة من بنود الاتفاقية، بما في ذلك البنود المتعلّقة بالسلامة والأمن وإدارة الحركة الجوية.
وتأتي هذه المحادثات بعد إبرام مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للطيران المدني والوكالة الأوروبية لسلامة الطيران المدني، بهدف إيجاد إطار عمل مشترك حول قضايا سلامة الطيران.
copy short url   نسخ
16/05/2018
933