+ A
A -
عواصم-وكالات- تكثفت الاتصالات بشأن القمة الإسلامية الطارئة حول تطورات الاوضاع في فلسطين. وفي هذا السياق فقد أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، اتصالات هاتفية منفصلة مع عدد من قادة دول العالم العربي والإسلامي، لبحث المستجدات الأخيرة في فلسطين، والقمة الإسلامية الطارئة المزمع عقدها بإسطنبول غدا الجمعة.
وأفادت مصادر في الرئاسة التركية، بأن أردوغان تبادل وجهات النظر مع قادة تلك الدول حول عدد من القضايا، وفي مقدمتها تصاعد التوتر في المنطقة، على خلفية الخطوة الأميركية بنقل سفارتها إلى القدس، والمجزرة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين العزل بقطاع غزة.
كما بحث أردوغان وقادة تلك الدول القمة الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، بحسب المصادر ذاتها.
وأكد الزعماء على ضرورة ألا يبقى المجتمع الدولي صامتاً إزاء الانتهاكات بحق الفلسطينيين، وشددوا على أهمية اتخاذ أعضاء المنظمة موقفاً حازماً ومشتركاً إزاء الأحداث الأخيرة في فلسطين.
وقد أعادت اسابيع من المواجهات التي أودت بحياة عشرات الفلسطينيين التركيز على معاناة سكان قطاع غزة، ووضعت القضية الفلسطينية مجددا في واجهة الاحداث العالمية، إلا أن المحللين يشككون في استمرار الاهتمام الدولي بهذا الملف الشائك والمزمن.
وأدت الاحتجاجات الفلسطينية على حدود قطاع غزة إلى مقتل 62 فلسطينيا خلال 24 ساعة واصابة اكثر من ألفين آخرين الاثنين، بالتزامن مع احتفال إسرائيل بنقل مقر السفارة الأميركية إلى القدس.
وبذلك ارتفع إلى أكثر من 110 عدد القتلى الفلسطينيين منذ بدء «مسيرات العودة» في 30 مارس في غزة، حيث يتجمع الآلاف على طول السياج الأمني مع إسرائيل للتظاهر في إطار «مسيرة العودة».
وتتهم إسرائيل حركة حماس التي تسيطر على القطاع، باستخدام هذه المسيرات ذريعة للتسبب بأعمال عنف.
الى ذلك شيّع المئات في قطاع غزة، أمس الأربعاء، جثمان فلسطيني، استشهد برصاص إسرائيلي، خلال مشاركته في مسيرة العودة، قرب السياج الفاصل بين شرقي قطاع غزة وإسرائيل، مساء أمس. وأدّى المُشيّعون صلاة الجنازة على جثمان ناصر أحمد غراب (51 عاماً)، في مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة.
من جانب آخر أطلق عدد من المسؤولين والوزراء الإسرائيليين تهديدات جديدة ضد حماس عقب الأحداث الأخيرة في مسيرات العودة، وسط اتهامات للحركة بأنها تعمل على تصعيد الوضع الأمني في قطاع غزة. مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت أليئور ليفي نقل تصريحات عن جلعاد أردان وزير الأمن الداخلي قوله إن «إسرائيل مطالبة باستعادة سياسة الاغتيالات الخاصة بقادة حماس كي يدفعوا ثمنا عما تقوم به حركتهم ضدنا، كل من يقول منهم إنه مستعد للموت والشهادة يجب عليه أن يدفع الثمن، لابد من عودة سياسة التصفيات، يجب على قادة حماس أن يعودوا للاختفاء تحت الأرض، والخشية على حياتهم، ويجب حظر المسيرات الحاصلة على الجدار الحدودي».
وأضاف: «المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية لم يقر حتى الآن جميع المقترحات التي قدمها الجيش والمستوى العسكري له، ولذلك فإن مقترحي بشأن الاغتيالات لم يبحث بعد، هذا موقفي الشخصي».
الى ذلك بدأت الجامعة العربية أمس اجتماعا على مستوى المندوبين الدائمين تحضيرا لاجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب، اليوم (الخميس) في القاهرة «لمواجهة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وقرار الولايات المتحدة غير القانوني» بنقل سفارتها إلى القدس.
وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي، مساء أمس، «تقرر عقد اجتماع غير عادي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية».
واوضح ان الاجتماع يهدف إلى «مواجهة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني والتحرك لمواجهة القرار غير القانوني الذي اتخذته الولايات المتحدة الأميركية بنقل سفارتها إلى مدينة القدس».
وبدأ المندوبون الدائمون في مقر الجامعة العربية في قلب القاهرة بطلب من فلسطين، اجتماعا تحضيريا للاجتماع غير العادي لوزراء الخارجية العرب، على ما أفادت مصادر دبلوماسية.
وقال السفير الفلسطيني بالقاهرة ومندوبها الدائم بالجامعة العربية دياب اللوح «لا بد أن ينتج عن هذه الدورة غير العادية اتخاذ ردود وقرارات عملية ترتقي إلى مستوى الحدث الكارثي غير المسبوق في المنظومة الدولية».
وتابع أن «نقل السفارة الأميركية للقدس في ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني يعتبر عدوانا على حقوقه واستفزازا لمشاعر الأمة العربية الإسلامية والمسيحية، وزيادة في توتير وتأجيج الصراع وعدم الاستقرار في المنطقة»، مؤكدا «ضرورة التدخل السريع لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل».
بموازاة ذلك أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة عزز التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية.
copy short url   نسخ
17/05/2018
4907