+ A
A -
تحليل- العروسي العتروس
حط دوري نجوم QNB رحاله هذا الموسم بعد مشوار عانت خلاله الفرق من أجل تحقيق طموحاتها وكللت مسيرة البعض منها بالنجاح فيما تعرض البعض الآخر لاخفاق ينبغي معالجته من خلال دراسة مستفيضة لمقارنة امكانياتها وقدراتها بالمكاسب التي حققتها الا ان سياسة الأندية ينبغي الا تكون قصيرة المدى وموسمية حيث يجب ان تكون اهدافها ممتدة على مراحل يتم فيها التخطيط للعمل وحصد النتائج، ولعل تقييم مسيرة الفرق في مرحلة من موسمين أو اكثر قد تكون ذات فائدة اكبر لمعرفة مدى تطور العمل والنتائج والانجازات التي تتحقق.. الوطن الرياضي يلقى الضوء على مسيرة فرق الدوري من خلال مقارنة لما حققته في الموسمين الأخيرين مع الاشارة إلى فارق عدد الفرق بين الموسمين، وذلك للتوصل إلى مؤشر لتفسير ما حدث وتحقق وما كان بالامكان ان يحدث ويتحقق في ضوء الميزانيات المرصودة وفي المحصلة النهائية لمعرفة ان كانت النتائج والانجازات في مستوى الطموحات والأهداف..
المرآة التي ينعكس عليها مؤشر المقارنة هي بالتأكيد جدول ترتيب الفرق في نهاية الموسم والذي يعتبر بمثابة كشف نتائج اختبار نهاية العام الدراسي والذي يكشف النجاح والرسوب.
النظرة الأولى على جدول ترتيب الموسم تفيد بان النجاح كان حليفا لفريق نادي الدحيل والرسوب من نصيب كل من المرخية، وبنظرة فاحصة في جدول ترتيب الموسم قبل الأخير نجد ان الدحيل هو من حالفه النجاح ايضا في الموسم الماضي وان الخريطيات الذي احتل في الموسم قبل الأخير مركزا في وسط الترتيب وتحديدا بالمركز السابع تراجع إلى المركز قبل الأخير ولعب مباراة فاصلة مع فريق نادي الوكرة ثاني دوري الدرجة الثانية شكل بالنسبة له طوق النجاة للبقاء بالدوري. نظرة فاحصة أخرى على تحركات فرق الدوري على درجات سلم ترتيب الفرق تفيد بان الغرافة قام بقفزة نوعية صعد بها من المركز الخامس إلى الرابع وهو مركز قاده لأضواء كبيرة تحلم بالوصول اليها ما لا يقل عن 10 فرق كاملة وهي حق المشاركة في بطولة كأس قطر وفي مسابقة دوري ابطال آسيا، ومن كل منهما حقق الفريق مكاسب عديدة على مستوى الخبرة والإشعاع وغيرها من المكاسب المالية والمعنوية.
طفرة في الغرافة ومكاسب عديدة
يعتبر موسم الغرافة من المواسم الناجحة في ظل الظروف التي كان عليها في المواسم السابقة ومقارنة معها، ذلك ان الفريق فاز ببطولة كأس مؤسسة دوري نجوم قطر المسمى بكأس QSL وأنهى الموسم بالمركز الرابع وشارك ببطولة كأس قطر وقدم مباريات قوية بمسابقة دوري ابطال آسيا على الرغم من الخروج من دوري المجموعات..
ولكن المكسب الذي لا يقل أهمية عن تلك المكاسب هو ان الفريق انجز ذلك كله على الرغم من تغيير رأس الجهاز الفني حيث تم استبدال المدرب الفرنسي جان فرننديز بالمدرب التركي ايجون بولنت في نهاية القسم الأول عندما كان في رصيد الفرق فوزان اثنان فقط و11 نقطة، كما يعتبر الفريق من اكثر الفرق التي حصدت نقاطا في القسم الثاني بعد الدحيل ومن أكثر الفرق التي اشركت لاعبين من الشبان الصاعدين في خطوة سليمة لاعادة بناء فريق قادر على خوض المنافسة مع الكبار في المواسم الخمسة القادمة.
العاشر إنجاز بمقاييس البقاء للقطراوي
فريق آخر يصنف في خانة الفرق التي خرجت من الدوري بموسم يمكن وصفه بأنه موسم ناجح بجميع المقاييس وهو فريق قطر الصاعد من دوري الدرجة الثانية والعائد لأضواء الدوري بعد ان أفلت من الهبوط بفضل انتفاضة إدارة قادتها إدارة النادي بتسليم مقاليد الإدارة الفنية للفريق للمدرب عبد الله مبارك الذي انقذ الفريق وانتشله من المركز الأخير وقبل الأخير إلى المركز العاشر موطن بر الأمان وهذا يعتبر انجازا كبيرا بتحقيق البقاء بعد ان اعتمد الفريق على مجموعة كبيرة من اللاعبين من ابناء النادي ممن يمتلكون من الامكانات ما يفتح امامهم فرصة اللعب لمواسم عديدة قادمة.
الخريطيات
وبقدر ما كان موسم فريقي الغرافة وقطر ناجحا فان موسم الخريطيات كان متعثرا اذا ما استثنينا عملية الانقاذ التي افلت بها من الهبوط لفوزه في المباراة الفاصلة على حساب فريق نادي الوكرة. والحقيقة انه واجب علينا ان نتفهم تواضع امكانيات هذا الفريق مقارنة مع امكانيات فرق اخرى تنافس على المراكز المتقدمة ومنها الغرافة الا ان مسيرة الفريق تعتبر متعثرة إلى حد كبير عندما نقارنها بمسيرته بالموسم الأخير عندما حقق انتفاضة نموذجية في القسم الثاني جعلت منه واحدا من افضل الفرق بحساب مباريات القسم الثاني ان لم يكن الأفضل بعد الدحيل. وبمقارنة مسيرة الفريق في الموسمين الأخيرين بحسابات الأرقام المتضمنة بجدول الترتيب بالمشهد النهائي للموسمين نجد ان الخريطيات هو بالتأكيد الأكثر تراجعا.
والحقيقة ان الفريق يتواجد في دائرة المتاعب منذ عدة مواسم خلت بسبب ثلة الموارد وعدم القدرة على التعاقد مع لاعبين محللين واجانب قادرين على انتشاله من قاع الترتيب إلى مراكز متقدمة أو إلى مراكز بوسط الترتيب وبمجرد التوصل لهذه المشكلة فان الفريق سيكون في حال افضل بكثير.
القمة والمقدمة غير قابلتين للتفاوض
عندما ننظر إلى مقدمة جدول الترتيب في نهاية الموسمين الأخيرين فإننا نجد نفس الفرق تحتكر المراكز الأولى وهي الدحيل الذي حافظ على القمة والسد الذي حافظ على الوصافة والريان بدوره المركز الثالث، ويعتبر الدحيل وحده قد حقق أهدافه وحقق المطلوب منه بالدوري في حين ان ما دون المركز الأول لا يعتبر من قبيل النتائج الطيبة بالنسبة للسد والريان باعتبار انهما فريقان كبيران يتنافسان على لقب أي مسابقة أو بطولة يشاركان بها ولا يرضون بدون اللقب.
واستكمالا لاستعراض فرق المقدمة نشير إلى ارتقاء الغرافة إلى المركز الرابع كضلع من اضلاع المربع الذهبي للدوري بعد ان كان فريق نادي الجيش قبل ادماجه بالدحيل قد احتكر مقعدا من مقاعد المربع سواء الثاني اول الثالث منها، واليوم ومع انتهاء حقيبة الجيش فان الغرافة بات المرشح القوي لخلافته بتلك المقاعد الشرفية.
كراسٍ موسيقية معتادة
وإذا ما استثنينا فرق المربع الذهبي الأربعة وفريقي الخريطيات وقطر، فان مسيرة بقية الفرق لم تكن في واقع الأمر الا في صورة الانقياد في لعبة مسلية للكراسي الكروية أو الموسيقية وهي فرق ام صلال والسيلية والعربي والأهلي والخور وبقية الفرق الصاعدة أو الهابطة، ومنها من يكافح من اجل احتلال مقعد من مقاعد المربع ومنهم من ينافس على احد مراكز وسط الترتيب في منطقة الدفء ومنهم من يحتفل بالبقاء بدوري الأضواء بعد الافلات من شر الهبوط، وكل هذه السيناريوهات ستتكرر كلها للبعض بدرجات متفاوتة اذا ما لم تتمكن من تدعيم صفوفها بلاعبين كبار قادرين على مساعدتها على الخروج من تلك السيناريوهات، الا ان ذلك يتوقف على عدة امور لعل اهمها ميزانية ضخمة وخزينة ممتلئة.
copy short url   نسخ
27/05/2018
1906