+ A
A -
كتب– محمد الأندلسي ومحمد حمدان
عمّمت وزارة الاقتصاد والتجارة على منافذ البيع والمجمعات الاستهلاكية العاملة بالدولة، البدء بإزالة ورفع جميع المنتجات والسلع التي تم استيرادها من دول الحصار (السعودية، الإمارات، البحرين، مصر) من داخل تلك المجمعات اعتباراً من أمس ووفقا للتعميم فإن مفتشي الوحدات الإدارية التابعة لقطاع شؤون المستهلك بوزارة الاقتصاد والتجارة سيمرون على جميع منافذ البيع والمجمعات الاستهلاكية العاملة بالدولة؛ للتأكد من إزالة ورفع المنتجات والسلع المذكورة.
وعقب صدور التعميم وبشكل فوري باشرت جميع منافذ البيع والمجمعات الاستهلاكية العاملة في السوق المحلي، الالتزام بتوجيه وزارة الاقتصاد والتجارة برفع وإزالة جميع البضائع التي تم استيرادها من دول الحصار من على الأرفف، كما أشاد مواطنون بالقرار مؤكدين أنه يمثل خطوة مهمة وإيجابية خاصة أن دولة قطر لم تعد في حاجة لمنتجات دول الحصار، كما أن المواطنين قد قاطعوا مبكراً منتجات دول الحصار لاسيما في ظل توافر البدائل من المنتجات المحلية القطرية التي تتألق وتثبت كفاءتها محليا إضافة إلى تنوع المنتجات المستوردة من مختلف دول العالم، منوهين بأن كافة البدائل متوافرة في السوق المحلية وبأسعار أقل وجودة عالية.
ويقول مصدر مسؤول: «القرار تأخر لمراعاة عدم تضرر المستهلكين من خلال شح المنتجات في السوق وبالتالي ارتفاع الأسعار وقد روعي التأكد من توافر البدائل قبل صدور القرار، ‏وكذلك تم الأخذ بالحسبان عدم تضرر المورد القطري وإعطاؤه الفرصة للبحث عن البديل وبالجودة العالية وبأسعار منافسة».
من جانبه قال محمد رشيد الهاشمي مدير اللولو هايبر ماركت: «تسلمنا صباح يوم السبت، تعميما من قبل وزارة الاقتصاد والتجارة بشأن سحب جميع المنتجات الخاصة بدول الحصار، وإزالتها من على الأرفف بشكل فوري، ومن جميع دول الحصار الجائر على قطر سواء من السعودية أو الإمارات أو البحرين أو مصر، وعملنا على التنفيذ الفوري لهذا القرار، وجميع منافذ البيع الأخرى في السوق المحلي».
وأكد الهاشمي أن سحب منتجات دول الحصار لن يؤثر بأي شكل من الأشكال في السوق المحلي أو حجم الإقبال أو حجم المبيعات، خاصة أن المواطنين والمقيمين كذلك أصبحوا يبتعدون عن شرائها ويفضلون المنتج الوطني الذي بات يغطي حصة الأغلبية من السوق بعد الحصار، بالإضافة إلى وجود منتجات بديلة من مختلف دول العالم، تقوم بسد احتياجات السوق المحلي وطلبات المستهلكين.
وأشار الهاشمي إلى أن البدائل لمنتجات دول الحصار متوافرة وبشكل كبير، ومن جميع دول العالم، وذلك بجانب المنتجات الوطنية والتي يوليها شريحة كبيرة من المستهلكين الاهتمام، مما خلق أيضا تنوعا وثراءً في الاختيارات أمام المستهلك، وبأسعار تنافسية.
وأكد الهاشمي استقرار الأسعار في مستواها الطبيعي مشددا على التزامهم بعدم رفع أسعار أي من المنتجات سواء السلع الغذائية، أو غيرها، لافتا إلى أن هناك ارتفاعا في الإنتاج المحلي لقطاع واسع من السلع والمنتجات والتي تحظى بإقبال كبير من جانب الجمهور، مؤكدا أن هذا التنوع يؤدي لزيادة المنافسة مما يخفض أسعار بعض هذه السلع لجذب المستهلكين إليها.
المنتج الوطني
من جانبه أثنى المواطن ناصر علي السليطي، على قرار سحب جميع سلع ومنتجات دول الحصار من على أرفف جميع منافذ البيع بالدولة، مؤكدا أن قطر قادرة على المضي قدما دون الحاجة إلى دول الحصار، لافتا إلى أن المنتج الوطني تضاعف دوره بصورة واضحة للجميع خلال العام الأول من الحصار، وبات يشهد إقبال كثيف من جانب جميع المستهلكين.
وأكد السليطي أهمية دور المنتج الوطني وكونه بديلا مميزا عن منتجات دول الحصار الجائر، في ظل التسهيلات المميزة في الإجراءات والتشريعات الاقتصادية الجاذبة للاستثمارات، مشددا على أن الحصار الجائر المفروض على قطر لم ولن يثني من عزيمة الشعب القطري ولن يضعف الاقتصاد الوطني الذي يرتكز على مقومات قوية ومتينة في ظل التصنيفات الائتمانية الإيجابية والنظرة المستقبلية المستقرة للاقتصاد الوطني.
وأشار إلى توافر جميع المنتجات البديلة بالإضافة إلى وجود نظيراتها من المنتجات الوطنية سواء كانت من المنتجات الغذائية من اللحوم والخضراوات والألبان وغيرها والتي أثبتت جودتها وقدرتها على المنافسة، مؤكدا أن القرار جاء في محله وفي توقيت مناسب للغاية ويثبت للعالم أجمع مدى قدرة قطر على التغلب على جميع العقبات والتحديات..مضيفا: «أثبت لنا هذا القرار جميعا مدى قدرتنا ونجاحنا في الاعتماد على النفس لتحقيق الاكتفاء الذاتي والمضي قدما في رفع هذه النسبة في القريب العاجل، وذلك في ظل القيادة الحكيمة والتلاحم المميز بين الشعب والقيادة».
وأفاد السليطي بأن الحصار الجائر عمل على منح فرصة ذهبية للمنتج الوطني للاضطلاع بدور مميز لسد احتياجات المستهلكين بشكل كبيرة، بالإضافة إلى أن شرائح واسعة من المستهلكين يفضلون المنتج الوطني بالمقارنة باقي المنتجات الأخرى، مشيدا بخطوة وزارة الاقتصاد والتجارة التي وضعت الأمور في نصابها، وحققت رغبة المواطنين والمقيمين على أرض قطر.
توقيت مناسب
من جانبه، قال المواطن عبدالله السليطي، إن قرار وزارة الاقتصاد والتجارة جاء في الوقت المناسب وأن منتجات الحصار لم يعد لها تأثير على السوق القطري محلياً، حيث أصبحت قطر تنتج منتجات زراعية وحيوانية كبيرة وتوسعت لتغطية نسبة كبيرة في السوق المحلى، كما أن فتح خطوط الاستيراد مع بعض الدول كتركيا وعمان والهند وباكستان ساهم في الحصول على المنتجات وبأسعار أقل وجودة عالية، لافتاً إلى أن السوق تجاوز عدم وجود منتجات دول الحصار ولم تعد هناك حاجة إليها.
وأضاف «قرار وزارة الاقتصاد مهم وجاء في توقيت مناسب.. الأسواق عامرة وتفيض بالسلع وبالبدائل وبأسعار تنافسية.. كما ساهمت زيادة الإنتاج المحلى من السلع وتأمين خطوط الإمداد للواردات من السلع والمنتجات في تحقيق الاستقرار للأسواق»، مشيراً إلى أن التعاون وتنسيق الجهود بين الجهات الحكومية ورجال الأعمال انعكس إيجاباً على أسعار الغذاء في المجمعات الاستهلاكية والمحال التجارية، كما أن وصول المنتجات مباشرة إلى قطر ساهم في تقليل التكاليف والمصروفات.
الاكتفاء الذاتي
من جانبة قال خالد على الحمادي، إن مواطني قطر استفادوا من الحصار من حيث زيادة التركيز على الاكتفاء الذاتي في إنتاج الغذاء خاصة المنتجات الزراعية والحيوانية والمصانع وغيرها، لافتاً إلى أن الأسواق شهدت تنوعا في المنتجات من حيث الجودة والقيمة الغذائية والأسعار لافتاً إلى أنه لم يلحظ أي تأثير للحصار على السلع والمنتجات الغذائية للسوق القطري حيث تتوافر كافة أنواع السلع من اللحوم والخضراوات والفواكه بأشكال وأنواع مختلفة وبأسعار أقل مما كانت عليه قبل الحصار.
وأشار إلى أن الكثير من المصانع القطرية في مجال الصناعات الغذائية أصبحت تنتج كميات كبيرة من حاجة السوق المحلى، منوهاً بوفرة السلع الغذائية بكافة الأصناف في المولات والمجمعات الاستهلاكية واستقرار حركة السوق بالشكل المعتاد والطبيعي دون التأثير على الأسعار أو وفرة السلع، موضحاً أن الشركات القطرية والتجار استطاعوا فتح قنوات جديدة للتعامل والاستيراد مع دول مختلفة من العالم.
ولفت إلى أن الحصار عزز التركيز على الاكتفاء الذاتي داخلياً وزاد من التوسع في المشروعات الزراعية والصناعية، مضيفاً «تأثير منتجات دول الحصار يبدو معدوماً وليس هناك حاجة لا لدول الحصار ولا لمنتجاتها»، مبيناً أن السوق يشهد تنوعا في نوعية المنتجات وكذلك وجود تنافسية عالية من حيث الأسعار بالمولات والمجمعات التجارية حيث باتت الشريحة الكبرى من المستهلكين تمتلك وعيا كبيرا بأهمية المنتج الوطني خاصة مع اكتشافهم أنه لا يقل عن المنتجات الأجنبية من حيث الجودة ومنافس على المستوى السعري متابعاً «الشعب القطري أثبت ارتفاع وعيه بالفعل خلال أزمة الحصار، وأيضا المقيم في دولة قطر، في إعطاء الأولوية للمنتج المحلي ودعمه، لأنهم تأكدوا أنه لا بديل عنه في مثل هذه الأوقات».
خطوة جيدة
بدورة قال عبدالله خالد الحمادي، إن سحب منتجات دول الحصار من السوق المحلي خطوة تمثل انتصارا للإرادة القطرية التي اعتمدت على نفسها في توفير احتياجاتها وأطلقت خططا للاكتفاء الذاتي واستطاعت بناء جسور تواصل كبيرة مع مختلف الدول ووفرت بدائل مناسبة من حيث الأسعار وتتميز بالجودة العالية.
وأضاف «ليس هناك أي تأثير والبدائل متوافرة، ولا توجد أي فجوة في أي من السلع والمنتجات الغذائية، فجميع السلع متوافرة وفي متناول اليد وبأسعار تنافسية ولا يوجد تأثير للحصار»، لافتاً إلى أن تنوع مصادر الاستيراد ساهم في تقليل التكاليف كما أعطى للمستهلكين خيارات أوسع من حيث المفاضلة في الأسعار.
المغردون يتفاعلون
واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة تويتر في أعقاب صدور هذا القرار وسط تفاعل إيجابي مع هذا الإجراء الذي أثلج صدور المواطنين والمقيمين ليدشن المغردون هاشتاق #سحب_منتجات_الفجار الذي تصدر قائمة الأكثر تداولا في قطر على موقع تويتر، وعبر المواطنون والمقيمون من خلاله عن آرائهم، حيث أعربوا عن اعتزازهم بالقرار وفخرهم به، مؤكدين قدرة قطر على المضي قدما دون حاجة إلى مثل هذه المنتجات، قائلين: «بضاعتكم ردت اليكم».
وقالت المغردة أمينة الكواري @ALKUWARI_AMNA: «بعد عام كامل من الحصار فتحت قطر خلاله قنوات اقتصادية جديدة لتوفير منتجات عالية الجودة لشعبها وللمقيمين على أرضها، سعدنا جداً بتوجيهات معالي رئيس الوزراء لتنظيف الأسواق القطرية من منتجات دول الحصار وبذلك تأخذ مقاطعة منتجات دول الحصار شكل رسمي».
بدوره قال المغرد فهد الشهراني @FAHADQ6RRRR2: «ما حدث اليوم يجب أن يفخر به كل قطري لأن ما قد وعدنا به حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد ومقولته (أبشروا بالعز والخير) اليوم شفنا نتائجها ونحن مواصلون على طريق الاكتفاء الذاتي وأيضا التصدير الخارجي وقريبا جدا بإذن الله- احمدوا ربكم على نعمته واشكروه».
فيما قال المغرد أحمـــد أبو دِيــة @AHMAD_ABUDAYEH: «كمقيم بدولة الفخر قطر أقسم بالله من أول يوم بالحصار أدخل مول أو سوبرماركت أشوف المنتج من دول الحصار أتركه حتى لو ما كان غيره بديل بدأنا بأنفسنا وهذا أطيب خبر نسمعه اليوم».
وقال المغرد عبدالله آل إسحاق: «#سحب_منتجات_الفجار..أحلى خبر. #معا_لدعم_المنتجات_الوطنية و«نحن بألف خير من دون دول الحصار».
وقال مغرد يكتب تحت اسم @UNS_3BRI:» 10 «رمضان الذكرى الأولى لحصار قطر، كل عام وقطر بلد مستقلة لا تنحني رغم كيد العابثين. حفظ الله قطر وقائدها وشعبها».
كما أطلقت وزارة الاقتصاد والتجارة هاشتاق #معا_لدعم_المنتجات_الوطنية #MADE INQATAR وحثت الجميع مغردة: «ساهم بدعم اقتصاد وطنك وتحقيق الاكتفاء الذاتي».
copy short url   نسخ
27/05/2018
7077