+ A
A -
إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، والسلطان الذي نعنيه هو القوانين، البعض يحترم القوانين ويعمل بموجبها، والبعض الآخر يخشى القوانين وغراماتها، إن الحزم وعدم التساهل في تطبيق القوانين يكفلان لها الجدية والاحترام، أما التراخي والتباطؤ والمحسوبيات والوساطات وغيرها من المقاييس غير الموضوعية كلها عوامل مضرة تنخر القوانين وتضعفها وتجعلها مباحة وغير نافذة مع العلم أن مخالفة القانون مهما كانت صغيرة تستوجب المساءلة والمحاسبة وإنزال العقوبة المناسبة، ومبدأ المخالفة في تقديري الشخصي واحد سواء كانت مخالفة التأخر عن الدوام أو التسرب منه أو تعطيل مصالح خلق الله بالتسويف أو أذية خلق الله بالدخان والسجائر أو الشيشة أوالمعسل أو الاجراك أو كافة أنواعه! أو تأخير الطائرة عن الإقلاع في الوقت المحدد! أو اللخبطة في الحجوزات! ويا كثر المخالفات الصريحة في واقعنا المعاش ومؤسساتنا الخدمية! إن المخالفات المتعمدة أياً كان نوعها هي اعتداء مباشر على حقوق العامة! ولو كان هؤلاء المخالفون المتجاوزون المتلاعبون يعلمون بأن هناك من يسألهم! أو من يحاسبهم! لما تأخروا ولما تسربوا ولما خرجوا من الأبواب الخلفية! ولما قصروا في أعمالهم المكلفين بها ولما أقدموا على أفعالهم المشينة وأضروا بالآخرين!! إن قانون الرقابة على التبغ ومشتقاته الذي أصدره صاحب السمو الأمير حفظه الله من قريب والذي تصل فيه العقوبات إلى الحبس 6 أشهر والغرامة أقصاها قد تصل إلى 100 ألف ريال، وثلاثة آلاف ريال غرامة للمدخن أثناء القيادة، وحظر البيع على مسافة تقل من 1000 متر من المدارس والمؤسسات التعليمية و3 آلاف ريال غرامة التدخين في الأماكن العامة المغلقة وتفاصيل أخرى يمكن الرجوع لها، نراه خوش قانون صارم وواضح ويضع النقاط فوق الحروف وتحت الحروف، ولكنه يتطلب متابعة من مأموري الضبط لا تساهل فيها لأن هناك بشرا هناك أوادم ومفردها آدمي يرون أنفسهم أعظم وأحكم وأعقل وأنبل وفوق القوانين، والقوانين تذلل لهم! وتخضع لهم! هناك اعتداء مباشر على اللوائح والتعليمات والتعاميم والقوانين! ولو كان المعتدون يعلمون بأن هناك من يحاسبهم لما دخنوا السجائر في المكاتب الرسمية وحمامات المؤسسة وممرات الدوائر والأجهزة الحكومية! ولما ارتكبوا أفعالهم تلك وسلوكياتهم الغلط في أذية خلق الله وتجاوز الحق العام! وطالما غاب السؤال وانتفت المساءلة والمحاسبية ضاعت المسؤولية وحينها سيستمر مسلسل المخالفات والتجاوزات والإساءات لأن القول المأثور يقول (من أمن العقوبة أساء الأدب) مع نفسه والآخرين!!!!!
وعلى الخير والمحبة نلتقي
copy short url   نسخ
27/05/2018
790