+ A
A -
القدس المحتلة- وكالات- تثير تصريحات لوزير الاستخبارات في حكومة الاحتلال، يسرائيل كاتس (الخميس) بشأن احتمال اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان المحتلة، خلافاً للموقف التقليدي للولايات المتحدة، تساؤلات حول أسباب هذه التصريحات في هذا الوقت بالذات، وما إذا كان ذلك مرتبطاً أيضاً بتوجيه رسائل إضافية من دولة الاحتلال للنظام السوري، في إطار محاولة إسرائيل القضاء على الوجود الإيراني في سوريا، من خلال معادلات جديدة، كانت أولاها، قبل أكثر من أسبوعين، عندما هددت إسرائيل، بما في ذلك عبر رسائل تحذير لروسيا، من أن مواصلة الوجود العسكري لإيران في سوريا من شأنه أن يدفع الاحتلال إلى معادلة جديدة ووقف «عدم تدخله في سوريا» لجهة إسقاط النظام السوري.
ومع أن روسيا والنظام ردا بداية أن هذا الوجود «هو شرعي» وبناء على طلب من النظام السوري، إلا أن الأسبوعين الأخيرين حملا تحولاً لافتاً في الموقف الروسي لجهة مطالبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مطلع الأسبوع الحالي، بمغادرة كافة القوات الأجنبية من الأراضي السورية، من دون أن يرد النظام السوري بشكل قاطع لصالح إيران، فيما بدا أن إيران دخلت على مسار تصادم مصالحها مع روسيا. وبالرغم من أن تصريحات كاتس، من حيث الموقف، ليست جديدة، فقد سبقتها تصريحات إسرائيلية مماثلة، إلا أنه لا بد من الإشارة إلى ما حرص كاتس على قوله في تفسيره للتصريحات المقتضبة التي أدلى بها لوكالة «رويترز»، في المقابلة مع «يديعوت أحرونوت» الخميس.
فقد قال كاتس إن رئيس الحكومة، بنيامين نتانياهو، يعمل على هذا الموضوع مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في إشارة إلى انتقال الموضوع من مستوى التصريحات والعروض الأولية للمطالب الإسرائيلية من الولايات المتحدة، إلى وجود تقبّل أميركي، ولو على مستوى القبول بمناقشة الفكرة الإسرائيلية، خصوصاً في ظل الموازين الحالية، وبوجود إدارة أميركية مناصرة، ليس فقط لإسرائيل كدولة حليفة للولايات المتحدة وإنما أيضاً تتبنى أيديولوجية اليمين الاستيطاني الذي تمثله حكومة نتانياهو الحالية. وقد أشار كاتس إلى هذا الجانب أيضاً عند قوله لموقع «يديعوت أحرونوت»، إنه «على أثر الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس، وخصوصاً بعد إلغاء الاتفاق النووي مع إيران ووقوف الولايات المتحدة بشكل استراتيجي ضد إيران وضد توسعها في المنطقة، فإن اعترافاً أميركياً بالسيادة الإسرائيلية على الجولان هو الرد الأفضل على محاولة إيران تكريس وجودها العسكري مقابل إسرائيل». وتعكس الجملة الأخيرة، وتأكيد كاتس على أن تصريحاته هي رسائل واضحة، حقيقة ما يمكن أن تحمله هذه التصريحات من مقايضة، وربما تهديد إضافي للنظام السوري في حال أصر على بقاء الوجود العسكري الإيراني في سوريا، بأن ذلك قد يكلفه خسارة نهائية لهضبة الجولان المحتلة، دون أي أمل في أن تقبل فيه دولة الاحتلال مستقبلاً في التفاوض حول مصير الجولان والانسحاب منه ولو جزئياً.
copy short url   نسخ
27/05/2018
2456