+ A
A -
ترجمة - عبدالرحمن زروق
يعتقد كيم سنغوبتا في صحيفة (اندبندنت) البريطانية أن الاستراتيجية الأميركية الجديدة تجاه إيران تم تصميمها كي يتم رفضها، فقد طالب وزير الخارجية الأميركية الجديد مايك بومبيو إيران بسحب قواتها من سوريا والتوقف عن دعم حلفائها وعن إنتاج الصواريخ بعيدة المدى والكف عن تخصيب اليورانيوم، فضلاً عن الموافقة على تفتيش مجموعة من المنشآت في أي وقت وفي أي مكان داخل إيران..
ومن الواضح أنه لا توجد فرصة لقبول إيران هذه المطالب التي ترضي البعض في المنطقة، لكنها قوبلت بعدم الرضا من حلفاء الولايات المتحدة في الغرب الذين يرون شرخاً متنامياً لتحالفهم تحت إدارة ترامب.
ويشير الكاتب إلى تصريح بومبيو أن هذه هي (المطالب الأساسية) ملمحاً إلى أن المزيد ستتلوها، وهدد الوزير الأميركي بفرض أقسى عقوبات في التاريخ على إيران إن هي فشلت في الاستجابة، وأن من شأن ذلك أن يؤدي إلى سحق حكومة إيران إذا لم تغير سلوكها، وأضاف أن الشعب الإيراني يحتاج إلى تغيير قيادته..
ويرى الكاتب أن هنالك بالطبع احتمالاً ألا تنفذ هذه الإدارة الأميركية تهديداتها، فهي قد انسحبت للتو، على الأقل، من حرب تجارية مع الصين.. كما أن ترامب بعد كل تلك التغريدات التي تتوعد بهلاك كوريا الشمالية يستعد للقاء زعيمها كيم جونغ يو دون أي شروط مسبقة.. وإلى ذلك فإن سنغوبتا يصور تهديدات بومبيو على أنها تأتي في إطار المنافسة على المواقف المتطرفة بينه وبين مستشار الأمن القومي الجديد جون بولتون. وفي حقيقة الأمر- يقول سنغوبتا- فإن بإمكان البيت الأبيض النأي بنفسه عن بومبيو مثلما فعل مع مطلب بولتون بدفع الزعيم الكوري الشمالي إلى الرضوخ للخيار الليبي، فيما يتعلق بنزع السلاح، وهو الخيار الذي تخلى بموجبه معمر القذافي عن برنامجه النووي ليتم فقط التخلص منه بعد سنوات بقصف حلف شمال الأطلسي (الناتو)..
أما بالنسبة لإيران فإن بومبيو يبدو حريصاً على مسايرة نوايا ترامب على العكس من سلفه ريكس تيلرسون الذي تمت إقالته، حيث كان يحاول الحد من تلك النوايا.. وإلى ذلك فإن الكاتب يرى أن هنالك مخاطر تحدق بأسلوب المواجهة الأميركي.. فالذين وقعوا على خطة العمل الشاملة أو اتفاقية إيران، وهم: بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين تصوروا أنها الخطة (أ) لوقف الانتشار النووي، ولم يتصور أي منهم أن الخطة (ب) الأميركية سيكون لها حظ من النجاح.
ويورد الكاتب هنا ما قاله تريتا بارسي من المجلس الوطني الأميركي الإيراني من أن الخطة (ب) لإدارة ترامب تم تصميمها لتفشل مفسحة بذلك المجال أمام الخطة (سي) والتي تنطوي على احتمالات الحرب.. ويضيف عندما تكون هناك غير واقعية مصحوبة بضغوط متعاظمة، فإن ذلك يعني التمهيد للمواجهة.
أما إيلي جيرانماي من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، فإنه يصف المطالب الأميريكية بــــ(شروط الإذعان) والتي ترمي إلى انهيار الإيرانية من خلال إرباك القيادة داخل البلاد وخارجها، فضلاً عن الإخلال بالاقتصاد بالتلويح بالمقاطعة ليس فقط تجاه إيران، بل ضد كل الدول التي ترتبط بعلاقات تجارية مع طهران..
ويدعم سنغوبتا وجهة نظره بالاستعانة أيضاً بآراء سوزان مالوني، نائبة مدير معهد بروكلين للسياسة الخارجية التي تعتقد أن هنالك طريقة واحدة لقراءة الخطة الأميركية تتمثل في أن إدارة ترامب حزمت أمرها فيما يتعلق بتغيير النظام في إيران، وهو الأمر الذي الذي تقول مالوني أنه سيدفع حلفاءنا إلى الحياد وهو ما يدفع بالشكوك تجاه نجاح هذه الاستراتيجية.
copy short url   نسخ
27/05/2018
2566