+ A
A -
كتب – محمد حمدان
انعكس الارتفاع القياسي لأسعار النفط العالمية ودورانها فوق مستوى 75 دولارا للبرميل على برميل النفط القطري الذي سجل ارتفاعاً قياسيا متجاوزا تقديرات الموازنة للعام الجاري البالغة 45 دولارا حيث يبلغ سعر نفط قطر البري لشهر مايو 2018 مستوى 77.05 دولار للبرميل ما يعني تجاوز السعر لتقديرات برميل النفط في الموازنة والبالغة 45 دولارا بواقع 32.05 دولار، وفي المقابل سجل سعر نفط قطر البحري لشهر مايو 2018 مستوى بلغ 74.95 دولار للبرميل ليتجاوز سعر برميل النفط في الموازنة والبالغ 45 دولارا بنحو 29.95 دولار.
ويرى اقتصاديون أن الارتفاع القياسي لأسعار النفط يعزز فرص تحقيق فائض في الموازنة مع تحقيق أريحية كبرى لاستكمال معدلات الإنفاق الحكومي الرأسمالي على المشاريع التنموية الكبرى وفضلاً عن ذلك فإن الموقف التفاوضي لشركة قطر للبترول وشركاتها التابعة تحسن بصورة كبيرة في ظل تلاشي آثار الحصار وارتفاع أسعار النفط لا سيما وأن سعر الغاز الطبيعي المسال مرتبط ارتباطًا وثيقًا بأسعار النفط العالمية إلى جانب ارتفاع الطلب على امدادات الغاز الطبيعي المسال.
ويرى اقتصاديون أن قطر للبترول تمتلك إمكانيات وقدرات كبيرة ولديها عقود وشراكات وتحالفات استثمارية احتلت بموجبها مكانة رائدة في سوق النفط والغاز المسال في العالم، مشيرين إلى انها عززت حضورها في السوق العالمي من خلال الالتزام بالعقود التي أبرمتها وعقدها لشراكات استثمارية ناجحة واستمرارها في تصدير شحنات الغاز القطري لعملاء دولة قطر رغم الحصار، اضافة إلى عمليات التوسع المستمرة في قطاع الطاقة المحلي بالتزامن مع اقتناص الفرص الجيدة في الاسواق العالمية حيث انجزت مؤخراً حزمة من صفقات الاستحواذ الكبرى.
ويقول المحلل الاقتصادي أحمد عقل، ان قطر للبترول واصلت أداءها المتميز وأنجزت حزمة صفقات واستحواذات كبرى رغم الحصار، مشيراً إلى أن مشهد تصدير الغاز الطبيعي المسال شهد حزمة من التغيرات ففي اعقاب التراجع القياسي لأسعار النفط بدءا من نهاية يونيو 2014 وحتى العام الماضي حيث بات عملاء الغاز الطبيعي المسال يستغلون الموقف المتعلق بانخفاض أسعار النفط في فرض شروطهم على منتجي ومصدري الغاز الطبيعي المسال لكن الآن المشهد تغير كلياً في ظل ارتفاع أسعار الطاقة ونمو الطلب على امدادات الغاز الطبيعي المسال وتلاشي آثار الحصار الأمر الذي يوفر فرصا كبرى لإبرام عقود تصدير للغاز الطبيعي المسال بأسعار تحقق مكاسب ضخمة وهو ما يعني قوة أكبر في الموقف التفاوضي لقطر للبترول.
ويقوم العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة قطر للبترول المهندس سعد بن شريدة الكعبي بزيارات وجولات خارجية لتعزيز شراكات وتحالفات «قطر للبترول» مع العملاء المهمين حيث قام الكعبي بزيارة الصين مطلع العام الجاري وخلال الزيارة عقد مجموعة من المحادثات مع كبار المسؤولين في اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح وشركات الطاقة الرئيسية في الصين.
فقد اجتمع المهندس الكعبي مع كبار المسؤولين في اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح برئاسة السيد نور بكري نائب رئيس اللجنة ورئيس إدارة الطاقة الوطنية، وبحث معه سبل توسيع علاقات التعاون بين شركات الطاقة الصينية والقطرية في جميع المجالات وخاصة إمدادات الغاز الطبيعي المسال. واجتمع المهندس الكعبي مع السيد يانغ هوا، رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية الصينية للنفط البحري (CNOOC) والتي تعتبر من أكبر شركات النفط الوطنية في الصين، حيث تركزت المباحثات حول مختلف أوجه التعاون في مجال الطاقة. وقد بحث الجانبان تعزيز التعاون التجاري في الغاز الطبيعي المسال.
وفي المشاريع الدولية لاستكشاف النفط والغاز وشملت الزيارة محادثات مع عدد من الرؤساء التنفيذيين في شركات صينية رائدة تعمل في قطاع الطاقة من أجل تطوير وتوطيد علاقات التعاون معها في مجال امدادات الغاز الطبيعي المسال.
وفي ابريل الماضي اختتم الكعبي زيارة إلى وارسو ببولندا أجرى خلالها عدداً من اللقاءات لبحث سبل توطيد وتوسيع التعاون مع بولندا في مجال الطاقة.
وقد التقى المهندس الكعبي سعادة وزير الطاقة البولندي كريستوف تشورجيوفسكي، حيث تم بحث أوجه التعاون القائمة في مجال الطاقة بين الجانبين وسبل تعزيزها في المستقبل، خاصة في مجال الغاز الطبيعي المسال، وقد حضر الاجتماع وكيل وزارة الطاقة البولندي ومدير إدارة النفط والغاز وعدد من كبار المسؤولين في الوزارة.
وفضلا عن ذلك يتابع الكعبي باستمرار توسيع انشطة صادرات قطر إلى اليابان حيث قام في نهاية العام الماضي بزيارة إلى اليابان استغرقت يومين؛ أجرى خلالها محادثات مع رؤساء ومسؤولين تنفيذيين في عدد من كبريات الشركات اليابانية حول سبل تطوير التعاون والعلاقات الثنائية، وشارك فيها وفد يضم عدداً من كبار المسؤولين في قطر للبترول وقطر غاز، وقد ركزت المحادثات على عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز التعاون مع العملاء والشركاء اليابانيين، خاصة في صناعة وتجارة الغاز الطبيعي المسال.
وشملت اللقاءات محادثات مع رؤساء مجالس الإدارة والرؤساء التنفيذيين لشركات ومؤسسات يابانية؛ مثل شيودا، وجيه جي سي، وبنك اليابان للتعاون الدولي، وجيرا، وشركتي توليد وتوزيع الكهرباء تشوبو الكتريك وتوهوكو الكتريك، وماروبيني، وبنك طوكيو - ميتسوبيشي يو إف جي، ومؤسسة سوميتومو ميتسوي المصرفية، وشركة نفط كوزمو، وإيتوتشو، وإل إن جي جابان، وعدد من شركات النقل البحري، إضافة لوزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية.
وفي نهاية ابريل الماضي وقعت قطر للبترول اتفاقية لتزويد فيتنام بما يصل إلى مليوني طن سنوياً من الغاز البترولي السائل والنافثا لمدة 15 عاماَ، وهو اتفاق طويل الأجل يؤكد قوة ومكانة قطر للبترول خصوصا ان قطر للبترول تتمتع بعلاقات قوية مع الدول الآسيوية وخاصة دول جنوب شرق آسيا واليابان حيث ان هناك استثمارا حيويا بين قطر للبترول والشركات اليابانية، حيث تملك «ماروبيني كورب» و«ميتسوي آند كو» حصة 7.5 في المائة لكل منهما في مشروع قطر غاز1». كما تملك ميتسوي حصة 1.5 في المائة في مشروع «قطر غاز3» فيما تعد اليابان السوق الرئيسية لإنتاج قطر للغاز الحالي من الغاز الطبيعي المسال وتتسلم اليابان الغاز الطبيعي المسال من قطر للغاز في 12 محطة استقبال نهائية أبرزها الثلاثي (كاواغوي وياكاتيشي وتشيتا) الذي يتبع لشركة تشوبو للطاقة الكهربائية، بجانب محطات سنبوكو وياناي ونغيشي وغيرها وتعتبر شركة «تشوبو» للكهرباء أكبر عميل في اليابان فيما يتعلق بحجم الكميات المتعاقد عليها من الغاز القطري.
وتعد اليابان ثاني أكبر اقتصاد آسيوي وثالث أكبر اقتصاد عالمي بعد الولايات المتحدة الأميركية والصين.
من جانبه قال رجل الاعمال عبد العزيز العمادي، ان قطر للبترول نجحت في تجاوز التداعيات المرتبطة بالحصار خصوصا في ظل احترامها لتعاقداتها ومواصلتها عقد شراكات وتحالفات كبرى مبينا أن قطر لم تقطع الغاز عن الإمارات، رغم حالة القوة القاهرة التي تخوّلها ذلك، ومن ضمنها الحصار لافتا إلى أن قطر للبترول اتخذت خطوات توسعية مهمة في مجال الغاز والنفط عالمياً، وانجزت صفقات اندماج واستحواذ كبرى بالتزامن مع توسعاتها في أسواق آسيا.
وفي ذات السياق قال رجل الاعمال احمد جاسم الجولو، ان أسواق الطاقة تشهد منافسة مستعرة وقد ربحت شركة قطر للبترول لهذه المنافسة عبر حزمة من الأسلحة أبرزها: تلاشي آثار الحصار والتدفقات النقدية التي تخول لها ابرام صفقات واستحواذات وتمويل توسعاتها بالاضافة إلى خطوات تعزيز شراكاتها وتحالفاتها فضلا عن ارتفاع أسعار النفط وتلاشي آثار الحصار وهو ما يخدم قطر للبترول في تعزيز موقفها التفاوضي مع عملائها بشأن العقود طويلة الأجل.
وفي مطلع 2018 قال سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة ان شركات نفط أميركية وأوروبية كبرى تتهافت على تقديم عروض لمساعدة قطر في تطوير مشاريع غاز جديدة، على الرغم من استمرار الحصار المفروض على دولة قطر منذ الخامس من يونيو الماضي.
وبين السادة أن قطر شهدت اهتماما غير مسبوق من شركات النفط الكبرى في الوقت الذي تسعى فيه قطر لزيادة طاقتها الإنتاجية للغاز إلى 100 مليون طن سنويا من المستوى الحالي البالغ 77 مليونا لتعزيز مركزها كأكبر مصدر للغاز في العالم لافتا إلى أن قطر منفتحة على الاستثمار في النفط الصخري الأميركي الذي يقدم فرصا استثمارية جيدة.
copy short url   نسخ
13/06/2018
2146