+ A
A -
الدوحة - الوطن
يتواصل معرض «حدائق الأندلس» في البهو الرئيسي لمكتبة قطر الوطنية، تحت رعاية سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء مكتبة قطر الوطنية، ويستمر حتى السابع من سبتمبر 2018.. ويُسلط المعرض الضوء على أهمية الحدائق في الإسلام، ويقدم النباتات والأدوات وطرق البستنة التي استخدمها المسلمون في عصر الأندلس، أثناء حكمهم لشبه الجزيرة الإيبيرية من القرن الثامن إلى الخامس عشر الميلادي.
المعرض، الذي أنشأته مؤسسة الثقافة الإسلامية في مدريد هو جزء من فعاليات شبكة «المشهد الثقافي للبحر المتوسط والشرق الأوسط» التي تضم 23 دولة؛ بهدف الحفاظ على تراثنا الطبيعي والثقافي، وكذلك استغلاله في التنمية والنهضة والتطوير والتعليم.
يتضمن المعرض سلسلة من الأبراج التي يبلغ طول كل منها 3 أمتار وتعرض أنواع النباتات، والرسومات التاريخية، والأوراق النباتية القديمة التي تشير إلى الحدائق والبساتين والمنشآت في عصور الأندلس. وتجسد هذه الأبراج «ملاقف الهواء» التي كانت سمة شائعة في العمارة التقليدية لشبه الجزيرة العربية، وكانت وسيلة طبيعية لتهوية المباني وتبريدها.. وتعكس هذه النماذج اختلاف أنواع الحدائق والطواحين المائية في عصر الأندلس.
وحول هذا المعرض، علّقت الدكتورة سهير وسطاوي، المدير التنفيذي للمكتبة: «تحظى الحدائق والطبيعة الخضراء بأهمية كبيرة في الإسلام، وتعكس حدائق الأندلس جانبًا فريدًا من الثقافة العربية والأوروبية، وهذا المعرض الفريد من نوعه يستكشف الجوانب النباتية والمعمارية والعلمية والروحية والفنية لهذه الحدائق، مُقدِّمًا نظرة كلية وشاملة لهذه الإبداعات الثقافية والتاريخية المهمة».
ومن جانبها، قالت آدا روميرو، منسق المجموعات الخاصة والمعارض في المكتبة: «يقدم المعرض لزائري المكتبة فرصةً للتعرف على المنهج الفريد للحضارة الإسلامية في الحفاظ على الطبيعة.. ويتيح تصميم المعرض ومحتواه للزائرين التعرف على الترابط التاريخي بين إسبانيا وقطر والعالم الإسلامي بأسره.. إننا ندعو الجميع لزيارة المعرض، والاستفادة من مصادر المكتبة المختلفة ومرافقها المتطورة».
وتحدث الدكتور شريف عبدالرحمن جاه، رئيس مؤسسة الثقافة الإسلامية في مدريد، عن المعرض قائلًا: «كان عصر الأندلس بمثابة مختبر حقيقي لدراسة ونشر العلوم الإسلامية التي ألهمها القرآن الكريم، وواحدًا من أروع النماذج على التعايش السلمي بين الثقافات.. ولهذا تعتبر مؤسسة الثقافة الإسلامية معرض حدائق الأندلس الصورة المجازية التي تساعد على استعادة بذور القيم الكامنة في الإسلام، وتدعو كل المسلمين في شهر رمضان الكريم لإحياء الرسائل التي جاءت في القرآن الكريم، من تكريم قيمة الأمة العربية والإسلامية والحاجة إلى استعادة توازنها ومكانتها بين أمم العالم».
اينيس من مؤسسة الثقافة الإسلامية في مدريد، عبرت عن سعادتها بإقامة المعرض في مكتبة قطر الوطنية، وقالت لـ الوطن: إنها المكان المناسب من حيث معماره الجميل وغناه الثقافي والمعرفي، ومكتبة قطر الوطنية خير معبر عن عقلية مؤسسة قطر وانفتاحها على العالم والثقافات وإتاحة المعرفة للجميع، فهي مؤسسة رحبة وديمقراطية.. وقد قدمت مكتبة قطر الوطنية العديد من المخطوطات والصور الفوتوغرافية والكتب النادرة المرتبطة بالموضوع، إلى جانب مجموعة من النماذج المصغرة التي تصور أبرز الحدائق المهمة في الأندلس، وكذلك العديد من أجهزة الشم المتنوعة التي تتيح للزائرين استنشاق رائحة بعض أنواع النباتات المستخدمة في هذه الحدائق في ذلك الوقت.
وقالت اينيس إن من أبرز نماذج الكتب والمخطوطات كتبا من القرنين الحادي عشر والثاني عشر، ومنها كتاب «الفلاحة» للشيخ بن زكريا، وكتاب «القصد والبيان» للطليطلي.
وقالت اينيس إن مؤسسة الثقافة الإسلامية ظلت تعمل منذ أكثر من ثلاثين عاماً كإحدى منظمات المجتمع المدني في إسبانيا، وهي مؤسسة غير ربحية، برئاسة د. شريف عبدالرحمن جاه، ونسعى لمكافحة ثقافة التحيزات والإسلاموفوبيا، من خلال المعارض والمطبوعات والندوات والسمنارات.
copy short url   نسخ
24/06/2018
7134