+ A
A -
الدوحة - الوطن
احتفت الأوساط الثقافية في بغداد والدوحة بصدور رواية (جمهورية الجن والإنس المتحدة) للدكتور فراج الشيخ الفزاري، التي يصفها البعض بأنها تقع في إطار ما يمكن تسميته «أدب ما بعد العولمة».
رواية جمهورية الجن والإنس المتحدة الصادرة عن دار ضفاف للنشر في بغداد، هي الرواية الثانية للدكتور الفزاري بعد روايته الأولى الحب على ضفاف ملتهبة عام 2012 تحكي عن الحب والكراهية.. الحرب والسلام في جنوب السودان وفيها تنبأ الكاتب بانفصال الجنوب عن الشمال بسبب العنصرية الاجتماعية وليست الحرب الأهلية وحدها حيث ترفض القبيلة زواج الفتاة الدينكاوية مارينا من زميلها في الجامعة (موسى) الجعلي التي تعتقد قبيلته بأنها أفضل القبائل العربية ولا يحق لابنها مصاهرة الزنوج.
وها هو الفزاري يعود ويتنبأ بوجود عالم جديد... في جمهورية الجن والإنس المتحدة..عالم تحكمه الألفة والمحبة بين الجن والإنس من أجل خلق مجتمع المعرفة وحياة أفضل تستفيد من قدرة العقل البشري وإمكانات الكائن الجني الخارقة.
تصف الرواية عالم ومجتمع الجن باستهلالية عقلانية بعيدة عن الخرافات والمبالغات التي نتناولها ونتداولها في أدبياتنا نحن البشر.
فالجن مجتمع له نظمه وقوانينه وتنظيماته ومدارسه وجامعاته وأنه يتفوق في العلم والمعرفة عن بني آدم بعشرات السنين الضوئية، فالانفجار المعرفي وتكنولوجيا المعلومات التي عرفها الإنسان قبل بضع سنين كانت معروفة في عالم الجن والشياطين قبل مئات السنين.. وأقربها للبشر ما صرح به عفاريت سيدنا سليمان عليه السلام.
لقد جاهد نفر من الجن ونفر من الإنس في تأسيس هذه الجمهورية ولكن باءت المحاولات بالفشل لأن طائفة من الجن كانت ضد أن يهمش دورها في الحياة.. ثم أن البشر بطبعهم يحبون الحروب والمكر والدسائس وبسببهم قامت حربان عالميتان.. ولن يساهم الجن في قيام الحرب العالمية الثالثة المدمرة لكل سكان الأرض أنسا وجنا.
واحتفاءً بصدور هذه الرواية فقد قام ثلاثة من الكتاب والنقاد العرب بالكتابة حول أحداثها كما قام الفنان التشكيلي السوداني العالمي إبراهيم الصلحي بتصميم اللوحة الفنية لصفحة الغلاف.
وفيما يلي ما كتبه هؤلاء النقاد.
من بغداد كتب الناقد الأكاديمي المعروف الدكتور حسين سرمك شرحا مطولا وقراءة نقدية جديرة بالقراءة والاهتمام.
يقول الدكتور سرمك: في رواية جمهورية الجن والإنس المتحدة للكاتب الدكتور فراج الشيخ الفزاري... محاولة نقدية في تقديم رؤية شغلت وتشغل الحياة البشرية الكونية منذ فجر خليقتها وتتمثل في عملية الصراع بين الخير والشر.
وبصبر يلبس الفزاري رؤيته المرهفة هذه لباسا دراميا أوليا يتمثل في المواجهة التآمرية المستميتة ليس بين معسكري الأنس والجن فحسب بل وأساسا داخل معسكر الجن نفسه من خلال سعي الملك شهبور.. ملك ملوك الشرق لبناء جمهورية تقوم على التحالف بين البشر والأبالسة متوخيا إنهاء حالة الصراع المريرة التي دشنت بالوقفة المارقة الجسورة لإبليس المتمثلة برفضه السجود لآدم.
ومن الدوحة يكتب ذات السياق الدكتور حسن رشيد الكاتب والناقد المسرح المعروف عن الرواية قائلا: في جمهورية الجن والإنس المتحدة يأخذنا متعدد المواهب ابن مدينة شندي السودانية إلى عوالم عدة..
هذا الباحث والناقد والقاص.. يحلم بخلق عالم آخر موازٍ لعالم الإنس... ولكن من الواضح أن التوافق بين أحلام الإنس موازٍ لأحلام الجن...سيان.
ويقول الدكتور حسن مواصلا: هذا النص الإشكالي... الواقعي..الفنتازي...الواقعية في إطار من السحرية يقرب القارئ إلى عوالم القص في أميركا الجنوبية.
في هذه الرواية الشائكة.. يمزج التاريخ بالواقع... بالدين.. واللاديني... سرد يمزج الواقع بالمتخيل ويجبر القارئ على متابعة ماذا يحدث.
ويحتفي الناقد العراقي الأستاذ سالم بخشي بصدور هذه الرواية وعبر مقال طويل يكتب مرحبا بصدورها باعتبارها أول عمل روائي يمس فكرة جديدة لم تتناولها الأجناس الأدبية وهي فكرة التعايش والاتحاد بين الجن والانس في جمهورية واحدة متحدة تنهي الصراع الأزلي بين الطائفتين وتنهي مقولة الله يلعنك يا إبليس الحجة التي كان يتذرع بها مبررا أخطاءه الكثيرة.
ويقول الأستاذ سالم: وبما أننا مازلنا في طور الأحلام بصنع السلام العالمي بين بني البشر من دون جدوي... فكيف لنا أن نستوعب الأمر بين الجن والإنس... ولكن الكاتب يفترض أن الأمر قد يحصل في المستقبل.. وبذلك نجد أنفسنا ومنذ الفصل الأول أمام رواية مستقبلية تمتد لأكثر من ألف عام.
copy short url   نسخ
24/06/2018
8004