+ A
A -
عواصم- وكالات- تكثفت تساؤلات المحللين عن إمكانية أن يتم لقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس النظام السوري بشار الأسد من اجل حلحلة الأزمة السورية بالرغم من الكم الهائل من النعوت والأوصاف التي كالتها واشنطن ضد نظام الأسد وسط ما ارتكبه من مجازر بشعة وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في استهدافه المدنيين واستخدامه لأسلحة محظورة دوليا. يأتي ذلك في ظل ما تناقلته التقارير الإعلامية حول قول رئيس النظام السوري بشار الأسد إنه مستعد لإجراء حوار مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب على غرار اللقاء الذي جمع ترامب بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون «باعتبار أي لقاء مع الخصم لقاء مثمرا».
وأضاف الأسد خلال مقابلة مع قناة تليفزيونية روسية أن استمرار السياسة الأميركية وفق المنظور الحالي لن يجعل أي نقاش أو لقاء مع المسؤولين الأميركيين مثمرا بأي حال كونهم رهائن لضغط شركات النفط والسلاح.
وتابع «نعتقد أن النقاش أو التحدث أو التفاوض مع الخصم أو أي شخص آخر بالطبع هو أمر مثمر، لكن في هذه الحالة، ومنذ مفاوضاتنا الأولى مع الولايات المتحدة في العام 1974، فإننا لم نحقق أي شيء في الموضوع».
واعتبر أن المشكلة مع الرؤساء الأميركيين هي أنهم رهائن لمجموعات الضغط لديهم، لوسائل الإعلام الرئيسية والشركات الكبرى والمؤسسات المالية وشركات النفط والأسلحة.. «وبالتالي يستطيعون أن يقولون لك ما ترغب بسماعه، لكنهم سيفعلون العكس، هذه هي الحال، وهي تزداد سوءا، وترامب مثال صارخ على ذلك».
في غضون ذلك اعتبر محللون أن تأخر تفعيل الأدوار التي تقوم بها الدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة تجاه الأزمة السورية التي بلغت عامها السابع يلقي بظلال مأساوية على واقع السوريين بالداخل والخارج.
ورأى محللون أن واشنطن تحديدا لم تتحرك بالشكل الذي كان متوقعا للضغط على نظام الأسد وإجباره على تنفيذ مقررات الشرعية الدولية بشأن كيفية معالجة الأزمة السورية.
وتشير تحليلات المراقبين إلى أن أميركا تقاعست كثيرا عن الاضطلاع بدورها كدولة كبيرة للضغط على دمشق ومتابعة تنفيذ التوصيات التي أقرتها العديد من المؤتمرات واللقاءات الدولية حول سوريا ومن بينها اتفاق أميركي- روسي اقر في نهاية عهد الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما للتوصل إلى وقف اطلاق النار وتشجيع الاستمرار في الحل عبر بوابة «مؤتمر جنيف» الذي عقدت منه عدة دورات دون أن يتم إقرار التسوية السلمية المطلوبة للازمة السورية. ويقول مراقبون انه في عهد ترامب تم فقط توجيه ضربة أميركية- بريطانية- فرنسية إلى مواقع تابعة لنظام الأسد وهو ما فتح باب الأمل لاستكمال الضغط عسكريا على دمشق حتى تقوم بالرضوخ لمطالب المجتمع الدولي المعروفة. ويأمل مراقبون أن تتكثف قريبا الجهود الدولية بمشاركة واشنطن لحل الأزمة في سوريا بشكل يحقق تطلعات الشعب السوري.
يشار إلى أن وكالة بلومبيرغ الأميركية كانت قد ذكرت مؤخرا أن مساعدين للرئيس الأميركي دونالد ترامب يدفعون باتجاه زيادة القوات الأميركية في سوريا لقتال تنظيم داعش، وهو المقترح الذي مازال يقابل بكثير من التحفظ والتردد، وحتى الرفض، من قبل إدارة الرئيس دونالد ترامب». وأضافت الوكالة أن «قادة داخل البنتاغون يرون وجود إمكانية لزيادة الدعم للوكلاء المحليين، وتكثيف الضربات الجوية، وأيضا تدريب بعض الفصائل المحلية، بالإضافة إلى رفع قواعد الاشتباك التقليدية التي تتخذها القوات الأميركية، واستخدام أكثر لطائرات الهليكوبتر الهجومية».
وتابعت أنه «بالمقابل يرى مؤيدون لخطة مستشار الأمن القومي، أنها كفيلة بإنهاء سريع وعاجل لتنظيم داعش في سوريا، وأيضا تأمين الشريط الحدودي في وادي الفرات مع العراق».
وقالت مصادر انه لا توافق حتى الآن على عدد القوات التي ينبغي إرسالها إلى سوريا لزيادة عدد عاصر القوات الأميركية في سوريا.
وسلطت الوكالة المصادر الضوء على ما اسمته بعدم وضوح رؤية ترامب بإرسال قوات أميركية إلى سوريا، إذ وعد خلال حملته أنه سيضع خطة لتدمير داعش، وألمح لاحقا إلى أنه يفضل إرسال قوات برية إلى سوريا لإنجاز هذه المهمة. إلا أنه في الآونة الأخيرة، تراجع عن تلك الرؤية.
وتختم الوكالة بالحديث عن أن «الخطة المقترحة تقترب كثيرا من خطة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، أثناء ولايته الثانية، التي عرفت بإعادة انتشار القوات الأميركية في العراق، ودفعت بأكثر من 150 ألف جندي إضافي لمقاتلة تنظيم القاعدة، واستعادة المدن التي كان ينتشر بها في العراق».
copy short url   نسخ
24/06/2018
6814