+ A
A -
كتب - محمد حربي
يتزامن هبوط أول طائرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أكبر مطار عالمي بإسطنبول على مساحة 36 مليون متربع، مع توجه نحو 55 مليون ناخب تركي اليوم إلى صناديق الانتخابات، للإدلاء بأصواتهم على تحول الجمهورية التركية من النظام البرلماني إلى الرئاسي، الذي يعتبر ثاني أهم حدث تاريخي في حياة الأتراك، بعد إعلان جمهوريتهم من قبل، حيث الآمال والطموحات كبيرة، في تحرر القرار السياسي من قيود البيروقراطية، ومواكبته لتسارع الأحداث، بالشكل الذي يتواءم مع المستجدات بالمنطقة، وكذلك حجز مكان بين أقوى عشر اقتصادات عالمية سنة 2023.
وفي تصريحات خاصة لـ الوطن، أكد سعادة السفير فكرت أوزر، سفير الجمهورية التركية لدى الدوحة، أن تحول بلاده من النظام البرلماني إلى الرئاسي، سوف يكون له كثير من التداعيات الاقتصادية الإيجابية، ويجعل هناك مرونة أكثر في عملية اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وأن تركيا المزدهرة اقتصادياً، سوف تكون أكثر انفتاحاً على دولة قطر، وسوف تعطي الأولوية للمستثمرين القطريين، للدخول في مشروعات استثمارية.
وقال سعادة السفير فكرت أوزر: إن الانتخابات التركية التي من المفترض أن يشارك فيها نحو 55 مليون ناخب تركي، لاختيار رئيس الجمهورية، و600 من النواب البرلمانيين، هي في غاية الأهمية، وهي نقطة تحول تاريخية في حياة الأتراك، حيث تعتبر ثاني أهم حدث بعد إعلان الجمهورية التركية من قبل، موضحاً أن حكومة بلاده، والأجهزة الأمنية قد اتخذت كافة الاستعدادات، والإجراءات من أجل توفير الأجواء الملائمة لعمليات التصويت والاقتراع، حيث هناك تكثيف أمني على أعلى مستوى، من أجل حماية مقار اللجان الانتخابية، وكذلك الحيلولة دون عبث جماعة غولن المحظورة، والأيادي الخفية بأمن واستقرار البلاد خلال هذه الفترة، وبالفعل نجحت قوات الأمن التركي في ضبط عدد من عناصر داعش، التي كانت تنوي القيام بعملية تفجيرات، لتعكير المناخ والعرس الانتخابي للأتراك، مشيراً إلى توقعاتهم بارتفاع نسبة المشاركة التركية في عملية التصويت على الانتخابات.
وأوضح سعادة السفير فكرت أوزر، أنهم يدركون جيداً، حجم المؤامرات التي تستهدف بلادهم خلال هذه الفترة التاريخية، حيث هناك أيادٍ خفية تحاول العبث بأمن تركيا منذ اتخاذ قرار الانتخابات، مشيراً إلى ما حدث من عمليات تلاعب في الليرة التركية، وانعكاسات ذلك على زعزعة الاقتصاد التركي، لكنها فشلت هذه المحاولات، والآن هناك بعض المحتكرين يتلاعبون بالسلع الأساسية للشعب، مما تسبب في رفع الأسعار بشكل مضاعف، وغير ذلك من أساليب للتأثير السلبي، إلا أن الشعب التركي يدرك المؤامرة، ولذلك نتوقع أن يقول كلمته «نعم» للازدهار.
وأشار سعادة السفير فكرت أوزر، إلى أنه من حسن الطالع، أن يتزامن الحدث التاريخي في تحول الجمهورية التركية من النظام البرلماني إلى الرئاسي، مع هبوط أول طائرة، تحمل الرئيس رجب طيب أردوغان، إلى أرض مطار إسطنبول الدولي الكبير، ومساحة 37 مليون متر مربع، الذي سيفتتح رسمياً اعتباراً من يوم 3 نوفمبر لعام 2018، عقب الاحتفالات باليوم الوطني التركي، حيث سيكون بديلاً عن مطار أتاتورك، وأن المرحلة الأولى، سوف تكون بسعة 90 مليون راكب سنوياً.
وأضاف سعادة السفير فكرت أوزر، أن المطار الجديد سوف يخلق فرص عمل لنحو 100 ألف عامل، يتم توظيفهم لتشغيل المطار، وسوف يحقق عائدات لتركيا بنحو 70 مليار دولار، موضحاً أنه عقب مرحلة التدشين، سوف تتوسع محطات الخطوط الجوية التركية إلى نحو 300 اتجاه لمطارات أخرى، لافتاً إلى أنه في المرحلة الثانية، من المخطط أن تكون الطاقة الاستيعابية 200 مليون راكب سنوياً، لافتاً إلى أن مطار أتاتورك، سوف يتم تحويله إلى حديقة عامة وساحة وطنية خضراء، متنوعة الأشجار والغابات، لتعمل كرئة أكسجين للمدينة، ومتنفس للمواطنين، ومتنزهات على مساحة 12 مليون متر مربع.
جدير بالذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد وضع حجر الأساس لهذا المطار في شهر يونيو عام 2014، في خطوة لدعم التوجهات التركية في التطوير ورفع معدلات الاستثمار وتحسين واقع السياحة ودعم الاقتصاد التركي.
يقع المطار في القسم الأوروبي من مدينة إسطنبول في منطقة «أرناؤوط كوي» قرب البحر الأسود، ضمن أراضي غابات مملوكة للدولة التركية، والمطار يحتوي على 165 جسراً لاستقبال الركاب، وسكة حديد للربط بين جميع أطراف المطار، ويضم 6 مدارج لهبوط وإقلاع الطائرات وسيوفر كراج لمعاينة 500 طائرة في آن واحد، ويضم ثلاثة أبراج مراقبة إلكترونية وتقنية وثمانية أبراج تحكم، وموقف سيارات يستوعب 70 ألف سيارة، كما يحتوي المطار على راداراً لمراقبة حركة الطيور، ليكون الفريد من نوعه عالمياً بهدف تقليل تأثير الطيور المحتمل على حركة الطيران إلى أقل درجة ممكنة، وإدارة حركة الطيران بأعلى درجة من الفعالية.
copy short url   نسخ
24/06/2018
5312