تفاعلات الأدوية

استعان باحثون أميركيون من جامعة ستانفورد بالذكاء الاصطناعي من خلال نظام يدعى «ديكاتون» لرصد الآثار الجانبية لتناول دواءين معا على الجسم، للحد من تفاعلات الأدوية وآثارها الجانبية الضارة. وعرض الباحثون نتائج الدراسة أمام مؤتمر الجمعية الدولية لعلم الأحياء الذي اختتم أعماله أمس بمدينة شيكاغو الأميركية. وأوضح الباحثون أن الأطباء على دراية بالآثار الجانبية التي قد تنشأ عن دواء بعينة، لكنهم قد لا يدركون الآثار المترتبة عن هذا العقار إذا تناوله المريض مع عقار آخر، وأشاروا إلى أن عملية اختبار الآثار الجانبية لكل دواء إذا تم تناوله مع أدوية أخرى مستحيلة عمليا، لأن كل عقار واحد يتطلب ما يزيد على 5 آلاف تجربة، لكن هذه العملية قد تكون ممكنة، حسب فريق البحث، عبر الاستعانة بعلوم الكمبيوتر، ونظام الذكاء الصناعي للتنبؤ، وليس مجرد تتبع الآثار الجانبية المحتملة. ويمكن لهذا النظام أن يساعد الأطباء على اتخاذ قرارات أفضل بشأن الأدوية التي يمكن وصفها، ومساعدة الباحثين على إيجاد مزيج أفضل من الأدوية. ويقوم النظام الجديد بدراسة تأثير العقاقير المختلفة على الأجهزة الخلوية الأساسية في أجسادنا، استنادا إلى شبكة ضخمة تضم كيفية تفاعل أكثر من 19 ألف بروتين في أجسامنا مع بعضها البعض، وكيف تؤثر العقاقير المختلفة على هذه البروتينات. وباستخدام أكثر من 4 ملايين ارتباط معروف بين الأدوية والآثار الجانبية، قام الفريق بعد ذلك بتصميم طريقة لتحديد كيفية ظهور الآثار الجانبية بناء على كيفية استهداف الأدوية لبروتينات مختلفة. وللقيام بذلك، تحول الفريق إلى ما يسمى بـ«التعلم العميق»، وهو نوع من الذكاء الاصطناعي الذي يعمل على غرار الدماغ لاستنتاج الآثار الجانبية للأدوية والتنبؤ بالعواقب. وفي الوقت الحالي، لا يرصد النظام سوى الآثار الجانبية المرتبطة بتناول عقارين معا، لكن فريق البحث يأمل في المستقبل أن يتمكن النظام من التنبؤ بالآثار الجانبية لأكثر من عقار.
وحسب تقديرات بحثية، فإن 23% من الأميركيين تناولوا أكثر من دواء خلال الشهر الماضي وحده، وأن 39% من المرضى فوق سن 65 يتناولون 5 عقاقير أو أكثر في آن واحد.